وحده العراق بقيادته الوطنية الذي استطاع تشخيص ثورة ملالي الفرس المجوس ، وغيره من بعض الساسة العرب ومسؤولي المنظمات السياسية والفدائية الذين كانوا يكابرون ، لاخفاء ما نفوسهم من المرض المزمن نحو الفكر القومي التقدمي بقيادة العراق ، واتجهوا للتعاون مع الخميني رغم شعاراته العدوانية اتجاه العراق خصوصاً والعرب عموماً ، وهاهو التاريخ يعيد نفسه الطابور الفارسي المجوسي لدى البعض، ممن إنحرف تفكيرهم ومرضت عقولهم لا زالوا حتى بعد احتلال العراق بالتعاون الامبريالي الصهيوني الفارسي ، وتواطؤ النظام العربي الرسمي يكابرون ، ويرون في ايران الملالي قائدة الممانعة والمقاومة ، وهي التي لم تقدم شهيداً واحداً على أرض فلسطين ، ومن يدعي أنها تدعم حماس فليرجع لتصريحات موسى ابو زهرة الناطق الرسمي باسم حماس عن هؤلاء الملالي . منذ قدوم الخميني للسلطة والعراق يحذر ، فهل من المعقول أن لا يتحرك جيش بحجم جيش الشاه وهو المحكوم بالآلاف من الخبراء الامريكان ، ولو بطلقة واحدة من جندي ايراني مهووس اتجاه طائرة مدنية في سماء طهران تقل الخميني ، وهو الهاجس الذي كان يرعب بني صدر المرافق للخميني على الطائرة ، أم أن هناك اتفاقاً تحت الطاولة بين الامريكان والخميني في أن يحترم كل طرف مصالح الطرف الآخر، خاصة وأن الشاه قد إنتهى دوره ، وعلى عادة الامريكان سرعان ما يتخلوا عن عملائهم عندما تنتهي مهمتهم ؟ ، وهاهي وثائق المخابرات الامريكية تبق الحقيقة في الاتصالات السرية بينها وبين الخميني ايام كان في الضاحية الجنوبية في باريس. كيف لثورة فتية لم توطد أقدامها بعد ترفع شعارات معاداة الشيطان الاكبر ، وتصدير الثورة ، وتدخل في حرب ثماني سنوات ضد جيرانها ، وهي ترفع كل هذه الشعارات وتبيح لنفسها أخذ السلاح من الكيان الصهيوني ، بذريعة أنها مقابل ما لايران من ديون على "اسرائيل" في زمن الشاه ، وكيف تسهل لها امريكا استيراد السلاح كما تكشفت في ايران جيت التي سقطت فيها الطائرة التي تحمل السلاح ؟ ، وكيف نفسر اتفاق قادة الثورة والمرشح ريجان ليتم اطلاق سراح لعبة الرهائن بعد أن تنقضي عملية الإنتخابات الرئاسية الامريكية بين ريجان وكارتر ؟ ، وقد نفذ الملالي الاتفاق بعد الإنتخابات . شعار الشيطان الاكبر كان للتغطية على عيون الذين يريدون العمى بذريعة أنهم لا يبصرون ، خوفاً من معرفة حقيقة الحكام الجدد ، سواء أكان ذلك للشعوب الايرانية التي ناضلت من أجل الخلاص من حكم الشاه ، وفي مقدمتهم عرب الاحواز ، والدول العربية ، والتنظيمات والاحزاب الطفولية التي ترفع الشعارات الماركسية ، وتتحالف مع نظام ديني متعفن في يمينيته وطائفيته ، لاعطائهم الغطاء أنهم يناضلون ضد امريكا وهم الذين يرضعون من ثدييها ، وفيما بعد نقلوا بيادقهم من الكتف الروسي إلى الكتف الامريكي بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ، ورغم تنكيل الخميني ونظامه بكل الاحزاب والتنظيمات القومية واليسارية في ايران لم يغير هؤلاء من مواقفهم المشينة في استمرارية تأييد هذا النظام الرجعي . شعار تصدير الثورة لم نر أن هذه الثورة توجهت بتصديرها إلا إلى الارض العربية، والعمل على نهب الثروات العربية , والعمل على اقتسام النفوذ مع الكيان الصهيوني وبمظلة امريكية ، فالعراق والجزر العربية ، ولبنان وسوريا واليمن ، وقادة الثورة يتنافخون بعظمة السنتهم أنهم يحتلون أربع عواصم عربية ، وعملاؤهم وبشكل خاص من العرب القومجيين والمتمركسين لا يقبلون أن يصغوا لترهات ملالي الفرس فيما يعلنون به من أن الامبراطورية الفارسية ستقوم وعاصمتها بغداد ، كما يرفضون ما قاله أبطحي نائب رئيس الجمهورية الفارسي في مؤتمر بابو ظبي أنه لولانا لما استطاعت امريكا احتلال بغداد ، ويريدنا عملاء القطعة من هؤلاء العرب أن نصدقهم ولا نصدق أبطال المقفاومة العراقية ، الذين يؤكدون على احتلال العراق من قبل الملالي اسيادهم . كانت مصداقية أصغر مسؤول في النظام الوطني العراقي أكبر بكثير من هؤلاء المتنافخين اليوم في الدفاع عن سوريا ، وهم يتخندقون في خندق ملالي ايران والنظام في بغداد الذي جاء على الدبابة الامريكية ، فإذا كان الملالي قد تبركوا بموافقة المخابرات الامريكية في الحصول على الحكم فلا غبار أن يلتقي الجميع في خندق واحد ، فسيان من اقرت له المخابرات ، أو ركب الدبابة ، أومن قبض ثمناً لمواقفه المشبوهة . الشيطان الاكبر كان على ابواب طهران بعد احتلاله العراق ، فأين شعارات الملالي على ارض الواقع ؟ ، وبرنامج الملالي النووي كان في أقل من نصف ساعة للطائرات الامريكية ، وحتى الصهيونية ، فلماذا لم يتم استهدافه ؟ ، إنها لعبة الخيانة التي استمرأها البعض من العرب المتخندقين في خندق ملالي الفرس وقبض ثمنها ، يريد أن يغطي البعض وجهه بغربال ، وكما يقولون لا تغطى الشمس بغربال ، والخيانة لا تختفي مع الجعجعة الكلامية ، ولا بالشعارات الفارغة ، فالحقيقة أن ملالي طهران في عدائهم لأمتنا لا يقل عن العداء الامبريالي الصهيوني ، ومن يتشدق بأننا استبدلنا العدو الصهيوني بالعدو الفارسي هو واهم وغبي ، فكلاهما وجهان لحالة واحدة ، لأن من يحتل الارض أياً كانت الارض العربية عدو الامة ، وليست هناك قدسية لهذه الارض أو تلك ، وخاصة للذين يواجهون احتلال الفرس لوطنهم ، ورحم الله الشهيد الرنتيسي عندما قال بغداد والقدس وجهان لحالة واحدة ، فهل من يحتل بغداد لا ينام الليل من احتلال القدس ؟ ، إنها اكذوبة العصر الفارسي المجوسي . dr_fraijat45@yahoo.com