سؤال مهم، هل المشتركات الإيديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة الثانية زامل عبد وتجدر الإشارة إلى آراء رموز الكتاب الإسلاميين التي تدعم فكرة الوحدة الإسلامية كما تروج لها إيران وتؤيدها تيارات الإسلام السياسي ، ومنهم الكاتب الإسلامي السوري محمود شاكر الحرستاني والذي يقول في كتابه التاريخ الإسلامي [[ لا ترتبط الأمة ببقعة من الأرض معينة وإنما ساحة عمل الأمة المسلمة الأرض كلها ، فحيثما تمكنت من إقامة حكم الله فذلك مقرها الأول ونقطة انبعاثها ، وبعد ذلك تتوسع دائرتها منه بالدعوة ، ونشر الفكرة والجهاد حتى تشمل الأرض جميعها ، وما دامت الفكرة لا تعم الأرض كلها ، ولا تحكم العالم كافة بما أنزل الله فمهمة الأمة باقية ، وعليها واجب كبير وهو الجهاد في سبيل الله حتى تتمكن من تطبيق منهج الله في الأرض قاطبة ]] وكذلك تحديد اسبوعا باسم القدس ترفع فيه ايران واتباعها الشعارات لتضليل الاخرين بان نظام ولاية الفقيه جاء في تحرير بيت المقدس من الاحتلال الصهيوني له ، أما المشترك الثاني فيما بين ولاية الفقيه والاخوان المسلمين الخلافة الإسلامية فبالرغم من الاختلاف التاريخي القائم على طبيعة مصطلح - الخلافة الإسلامية أو الإمامة - بين الجانبين إلا أن الدافع السياسي يقرب بين الجماعتين في هذه الفكرة ، حتى وإن اختلفت الأدوات المستخدمة في تحقيقها كما ازداد الحديث عن تلك الفكرة وضرورة تحقيقها عقب سقوط الخلافة العثمانية مباشرة في عام 1924 وكانت جماعة الإخوان المسلمين من أبرز الداعين إليها ، وظهر ذلك من خلال رسائل مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا ، وبخاصة رسالته للمؤتمر الخامس تحت عنوان - الإخوان المسلمون والخلافة - والتي قال فيها (( ولعل من تمام هذا البحث أن أعرض لموقف الإخوان المسلمين من الخلافة وما يتصل بها ، وبيان ذلك أن الإخوان يعتقدون أن الخلافة رمز الوحدة الإسلامية ، ومظهر الارتباط بين أمم الإسلام ، وأنها شعيرة إسلامية يجب على المسلمين التفكير في أمرها ، والاهتمام بشأنها ، والخليفة مناط كثير من الأحكام في دين الله )) يقول خامنئي في احدى خطبه [[ بادئ ذي بدء يجب القول إن فلسفة الحكومة والسلطة في الإسلام هي من أجل نشر وتعزيز العدالة في الواقع ، من وجهة النظر الإسلامية الحكومة ليست هدفاً بل هي وسيلة لضمان العدالة ورفض الظلم ومكافحة عدم المساواة في مختلف المجالات يَعْتبر القرآن بصفته الكتاب المقدس للمسلمين ، أن طلب العون حق لكل مستضعف ومظلوم ، وللمضطهدين هذا الحق في طلب المساعدة من المقابل ، وأمام طلب المظلوم للعون والمساعدة من واجب الآخرين دعمه بالطبع ، يجب أن يقال إن الدعم هذا مبدا مشترك في جميع الأديان والمذاهب لا يعتبر في الإسلام مبدأ لا يمكن إنكاره فحسب ولكنه أيضاً شرط لتحقيق الإيمان بالله ، وعلى هذا الأساس يجب القول إن دعم المظلومين والمستضعفين والدفاع عن الكرامة الإنسانية يعدّ من المبادئ الأساسية والدائمة للدولة الإسلامية في الواقع الدولة الإسلامية ليست مسؤولة فقط عن الدفاع عن الشعب الواقع تحت نطاق حكمها ، ولكن أيضاً الدفاع عن المجتمعات الإسلامية الأخرى وجميع الشعوب المستضعفة في العالم ]] ، وعلى نهج جماعة الإخوان نشأت العديد من حركات الإسلام السياسي في كل الدول الإسلامية ، لا سيما في إيران خلال خمسينات القرن الماضي وتبناها وانتمى إليها رجل الدين الشيعي مجتبى ميرلوحي المعروف باسم - نواب صفوي - مؤسس منظمة فدائيان إسلام الأصولية الإيرانية ، المشابهة في النهج والتنظيم لجماعة الإخوان المسلمين يتبع بالحلقة الثالثة