خاطرة العراقيون ... والفرح ... والشهادة. حناني ميـــــــــا ميونيخ-ألمانيا هل كتب علينـا نحن العراقيون أن لا نفرح حتى في الأوقات التي يجب أن يفرح فيهـا كل إنسان ...؟ في صباح يوم جميل يشبه صباحات أيام ربيع نينوى، أم الربيعين، في وطننا الحبيب العراق أشرقت الشمس ساطعة من سماء زرقاء صافية بعد ليلة طويلة من ليالي الشتاء الأوربي، وبزغ نورهـا من بين باسقات الغابة الكثيفة المجاورة للمستشفى الذي أرقد فيه ... فسرت في نفسي الكئيبة رغم شفائي نسمة من الفرح الغامر بجمال الطبيعة الساحر وابداع الخالق العظيم التي سرعان مـا قضت عليهـا الأفكار التي راودتني في تلك اللحظات السعيدة عمـا يجري في وطني المفدى ،، العراق المحتل الجريح ،، وتذكرت صوت الأطفال الصغار قبل أن تزهق أرواحهم ، ونحيب الأمهات الثكالى، وتأوهات الأخوة والأخوات والأصدقاء، وبكاء الزوجات والنسوة وعويلهن المفجوعين بأحبتهم، آلام الشيوخ ، وصيحات استغاثة الماجدات العراقيات وهن يغتصبن من قبل من هب ودب من شذاذ الآفاق والأنذال والمرتزقة ... واعراقاه ؟ ومنظر الجثامين لشهداء مغدورين وأشلاء البشر المتناثرة هنا وهناك، ومناظر التخريب والدمار والنار والدخان والنهب والسلب في كل مكان، كمـا تذكرت شهداء العراق الأبرار الذين تخضبت أرضه الطيبة بدمائهم الزكية الطاهرة فانهمرت الدموع من عيني غزيرة وامتلأت نفسي بالحزن والأسى فندبت حظي وحظ العراقيين ونـاديت بصوت خنقته العبرات: رباه ... ألم يحن الوقت لوضع حد لفصول مأساة العراق الكارثية؟ لقد امتلأت الكاس مرارة وطفحت، وعندهـا أيقنت بأننا نحن العراقيون كتب علينا أن لا نفرح حتى في الأوقات التي يجب أن يفرح فيهـا كل إنسان. وإلى غد مشرق لوطن الحضارات والعلم والمعرفة، بلاد الرافدين، إن شاء الله. مـا أعظمك ... ومـا أحلى اسمك ... ومـا أطيبك وطنـاً يـا عراق رغم كل مـا أصابك، فحبك يسري في دمائنـا، وقد رضعنـاه مع حليب أمهاتنـا ونحن أطفال صغـار.