دور الإسلام السياسي - الإخوان المسلمين وما خرج منهم - في النكبة الفلسطينية - الحلقة الرابعة زامل عبد قبل انتخاب المرشد عام 2010 تمت اتصالات سرية بين قيادات الإخوان والإدارة الأميركية كما وثقه محمد حبيب (( هناك خطابات متبادلة بينهما تشهد على ذلك ، وتضمنت تلك الخطابات رسالة لمهدي عاكف المرشد السابق ، تطلب منه وقف العمليات الانتحارية في فلسطين إذا كانت هناك نية للتعاون مع البيت الأبيض وقال إنه بعد لقاءات عديدة بين عاكف وشخصيات أميركية رأت واشنطن أنه غير مؤهل للتعاون ، وكنت أنا البديل ، لكنهم علموا بأننى لا أريد السلطة ، لأن عقيدتي تؤمن أن وصول الإخوان للسلطة مستحيل قبل عشرات السنين ، وأن وصولهم لها قبل ذلك يعجّل بنهايتهم ، وهو ما حدث فعلا ، ولذلك رأت واشطن أن صفقتها لن تنجح في وجودي ، فطلبت من قادة الجماعة دعم محمد بديع ، لأنه هادئ وغير صدامي ولديه ميل للرغبات الأميركية ، ومع ذلك التزمت بنتيجة الانتخابات ، وقامت الثورة ، وتحقق للإخوان ما أرادته واشنطن لهم ، واكتسحوا البرلمان ، سواء مجلس الشعب أو الشورى ، بعد رحيل نظام مبارك ، ويضيف نائب المرشد السابق للجماعة قائلا حاولت قدر استطاعتي صد بعض الطموحات التي قد تعصف بالجماعة، ومنها ترشيح الشاطر لرئاسة الجماعة، وقلت لهم إن هذا الترشيح سيكلف الجماعة والوطن غالياً، ولم يستجيبوا، وكانت النهاية فعلا، وتخلت عنهم أميركا، ولم يعد لهم وجود في المشهد السياسي أو الشعبي في مصر الآن )) ، ومن جانبه ، أكد حافظ أبو سعدة، الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، صحة الواقعة، وقال إن السفير الإسرائيلي التقى بالفعل وفد الإخوان بقيادة سعد الكتاتني خلال احتفال السفارة الأميركية بعيد الاستقلال في يوليو من العام 2009 ، وتنحى بهم جانبا بحضور مساعد وزير الخارجية الأميركي ريتشارد ارميتاج ، ومن مشاهد التعاون او التوافق فيما الكيان الصهيوني وجماعة الاخوان المسلمين مشاركة الحركة الإسلامية الإخوانية داخل الكيان الصهيوني في أخرحكومة صهيونية قبل عودة المجرم نتنياهو الى السلطة بحالفه مع اليمين الصهيوني المتطرف العديد من التساؤلات وعلامات التعجب لدى الأوساط الشعبية والسياسية الفلسطينية ، وهو ما يلقي الضوء على التناقضات التي أضحت سلوكا سياسيا لتنظيم الإخوان المسلمين الساعي إلى المشاركة في السلطة بأي شكل فبالرغم من الشعارات التي اعتاد تنظيم الإخوان استغلالها على مدار عقود للترويج لمشروعهم وفي القلب منه شعارات مناهضة للكيان الصهيوني في فلسطين ، إلا أن المدعو منصور عباس زعيم القائمة العربية الموحدة في الاراضي الفلسطينية المحتله عام 1948 ، والذي يعد واحداً من أهم قيادات التنظيم وقع بالانضمام لرئيس{ حزب هناك مستقبل } يائير لابيد ليتمكن من تشكيل حكومة الصهيونية وذلك بعد سماح مجلس شورى الحركة الإسلامية الجنوبية له بذلك وأصبح ظهور القيادي الإخواني إلى جوار لابيد صورة تختزل الكثير من الكلمات وتكشف زيف ادعاءات تنظيم الإخوان التاريخية المناهضة لإسرائيل ، والرافضة لأي تحالف وتخوين أي شخص أو دولة تقدم على ذلك وهوتعبير واضح للازدواجية تاريخية للاخوان المسلمين ، ودون الكاتب أحمد جمعة المتخصص في الشأن الفلسطيني الاتي (( أن مشاركة حزب منصور عباس الذي يمثل الجناح السياسي للفرع الجنوبي من الحركة الإسلامية في إسرائيل والتي ترجع أصولها لجماعة الإخوان يكشف الازدواجية التي يتعامل معها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان التي ترفع راية تحرير فلسطين والقدس وتستخدم الخطاب الشعبوي ودغدغة مشاعر الشعوب العربية كي تحقق الجماعة مكاسب سياسية ومادية لها من وراء موقفهم الشعبوي من قضية فلسطين ... ويتابع جمعة أنه بالرغم من الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة لم ينسحب منصور عباس من التحالف مع الأحزاب الإسرائيلية التي كانت تؤيد الحرب على القطاع - لكنه اكتفى بتعليق المشاورات والتزم الصمت ، وعقب نجاح الوساطة المصرية وإعلان وقف إطلاق النار فتح اتصالات مكثفة مع يائير لابيد ونفتالي بينيت ، رافعا شعار إسقاط بنيامين نتانياهو ولم يتطرق قط إلى ضرورة وقف الاستيطان والتهويد الذي تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية أو في القدس الشرقية )). يتبع بالحلقة الأخيرة