البَعْثُ والقَومِيَّةُ والوَحْدَةُ العَرَبيَّة الدكتور. إياد الزبيدي أعلن حزب البعث منذ تأسيسه في السابع من نيسان عام 1947 إيمانه بالقومية العربية، وعن قومية أهدافه، إذ رفع شعاره الثابت والدائم " أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ". وقد اعتبر تحقيق الوحدة العربية الهدف والمبدأ الأساسي له، ما أعطى الحزب بعده القومي في شعاراته ومبادئه ونضاله ، كما أكد الحزب على إيمانه بأن العرب أمة واحدة، و لها حقها الطبيعي أن تحيا في دولة واحدة حرة في توجيه مقدراتها وامتلاك سيادتها على أرضها، و قد عالج الحزب السياسة القطرية وفقاً للمصلحة القومية العليا، وقد عمل ولا يزال يعمل في مسيرة نضاله على ترسيخ مبادئه وأهدافه وشعاراته وعقيدته التي تعتبر تجسيداً لحاجات الجماهير العربية المتطلعة فعلياً لبناء وحدتها من حيث القوة والقدرة للخروج من حالة التجزئة والتشرذم . مثلما ركز الحزب على النظرية القومية الاشتراكية، فجاء هذا التركيز معبراً عن تحذره في الوعي القومي العربي المتجدد والمتطور، مما يدلل على أصالته، وعليه فإن البعث في نظريته القومية يؤكد وجهاً جديداً عصرياً واستجابة واعية للواقع العربي الذي يطمح إليه، كما أكد على وحدة مصير الأمة في مواجهة التحديات الكبرى التي تتعرض لها، مما يتطلب توحيد جميع إمكانات الأمة وحشد طاقاتها البشرية والاقتصادية والعسكرية لمواجهة هذه التحديات الكبيرة. إن من بين أهم هذه القضايا هي " الوحدة العربية " التي اعتبرها هدف مركزي ومصيري وبين الحرية والديمقراطية كمناخ رئيسي للنهوض بالروح القومية في مقاومة الاستعمار والصهيونية والامبريالية. لقد تبنى البعث الاشتراكية كطريق لإطلاق وتنظيم طاقات الشعب، ورفع مستوى المواطنين وإزالة الظلم الاجتماعي والاستغلال قوانين العدالة. إن حزب البعث العربي الاشتراكي يؤكد على ضرورة تطوير الفكر القومي العربي استناداً إلى تعميق مضامين الوعي العربي على أساس إعادة التركيز على الهوية القومية، وفهم الوحدة العربية فهماً متجدداً ، وتحديد المصلحة القومية العليا، وعلى الالتزام بها أكثر من أي وقت مضى من خلال منظومة مبادئ البعث كسبيل وحيد لخلاص الأمة من واقعها المرير الذي تعانيه والناجم عن استمرار واقع التجزئة والتخلف، وتبعية العديد من الأقطار للاستعمار الامبريالي الغاشم الذي دأب على محاربة القومية العربية وحزبها الصلد والعنيد حزب البعث العربي الاشتراكي. وعلينا كبعثيين أن نعمق الإيمان بمبادئ البعث إيماناً نضالياً واعياً لا مصلحياً انتهازياً من أجل تحقيق مكاسب ذاتية، مما يجعلنا نعمل بكل جد وإخلاص على نشر الوعي القومي وتعميقه لدى جماهير شعبنا العربي. وأكد الحزب دائماً على أهدافه الثابتة في الوحدة والحرية والاشتراكية، وأدرك أن النضال لتحقيق أي هدف منها يؤدي إلى تحقيق الهدفين الآخرين، لذلك ربط بين المبادئ ربطاً جدلياً، واعتبره وحدة لا تتجزأ، وبذلك أعطي النظرية القومية مفهوماً تقدمياً كأداة لمواجه التحديات الكبيرة، وخاصة مشروعات أعداء الأمة العربية الذين يستهدفونها في أرضها وثرواتها واستقلالها، وأداة لمواجهة الاستغلال والقضاء على بؤس الجماهير وتخلفها في إطار إقامة دولة عربية اشتراكية موحدة.