دور الإسلام السياسي - الإخوان المسلمين وما خرج منهم - في النكبة الفلسطينية - الحلقة الثانية زامل عبد إيران القومية لا يهمها من الإسلام شيء، خصوصاً بعدما عجزت عن تسخير الإسلام لخدمة القومية الفارسية لأن تعاليم الاسلام الحقيقي تتقاطع مع النهج القومي الفارسي العنصري الشوفيني لهذا عملت على تسخير المذهب المسيس الذي اصبح دين جديد يصب في صالح القومية الفارسية ، وارى هنا لابد من فضح اكذوبة المتأسلمين المدعين التمسك بما كان في ضل الخلافة ما بعد الرسول العربي الأمي المكي المضري محمد بن عبد الله صل الله عليه وآله خير البرية وسلم (( إنه قد يكون التحالف الذي يهدف الى الحرب وكسر شوكة ايران المجوسية، كون الصهيونية العالمية مرتبطة بسوق السلاح والتقاء المصالح )) والمشكلة الصهاينة انفسهم لهم تحالفات مع الاسلام السياسي المنافق المضاد امثال ايران التشيع السياسي وامتداداتها - حزب الله اللبناني والحوثيين والفصائل المليشياوية الولائية في العراق وسوريا الذين توشحوا بالاسلام الزائف - لضرب قلب الدول الاسلامية اي تحالف اسلامي منافق مع الصهيونية لضرب التوحيد في عقر الاسلام نفسه لاقامة مظاهر التحريف والتكفير وحتى الشرك ، مستغلين عنوان المستضعفين في الارض ، وحتى قضية فلسطين نفسها لها استغلال في الاسلام السياسي ولاسيما من زعماء الحركات المدعية انها اسلامية الذين جعلوا المصالح فوق حاجة الشعب الفلسطيني ، وهنا لابد من الاشارة الى انه يوجد حلف سياسي اسلامي واتفاقات كثيرة من تحت الطاولة مع جميع التيارات العالمية التي تكن العداء للعروبة والاسلام بوجه عام ومن يقول خلاف ذلك اخطأ ، ولكن الضرر منه سيقع على الاسلام اكثر منه على البقية والدليل على ماذهبت اليه التحالف مع نصارى يهود ضد النظام الوطني القومي العراقي وصولا للغزو والاحتلالين 2003 واجتثاث كل ما يشير الى النهوض والانطلاق الى تحقيق قوة الردع العربي التي تحقق التوازن الاقليمي والدولي في ان واحد وتمكين جماهير الامة العربية من تحقيق اهدافها وامانيها الوطنية القومية ، فاللجوء الى التحالف الاسلامي السياسي المبطن شر لابد منه ومحاولة ضرب الاعداء ببعضهم البعض ولكن هي نفسها ما يطبق لتفريق المسلمين من جهة منافقي الاسلام ولا سيما الفرق الموالية لايران فهم جنود هدم للشريعة الاسلامية من نفس منبع الاسلام السياسي الذي استخدمه خميني لتحقيق احياء الامبراطورية الفارسية بوجهها الصفوي الجديد بعد ان تمكن المدعين بالفقه والورع من ايجاد ثوابت ذلك من خلال نشوء المرجعية الدينية من قبل الطوسي والتي ترتكز على عدم تمكين الفقهاء العرب من قيادتها والتأثير فيها ، ما تمت الاشارة اليه فيما يخص فعل ملالي ايران فالاشارة الى التاريخ الطويل من التلاعب الإخواني والمتاجرة بالقضية الفلسطينية فمنذ بداية تأسيس جماعة الإخوان المسلمين على يد حسن البنا وهي تتخذ من القضية الفلسطينية محورا مركزيا لتجنيد الأتباع وغسيل عقولهم ، واللعب على وتر البعد الديني للصراع ، واستخدام مفاهيم تعزز من أهدافهم ، كالحديث عن الجهاد لتحرير الأرض بدلاً من مفهوم المقاومة المنصوص عليه في القانون الدولي فقد سعى البنا إلى طبع القضية بأيديولوجية الجماعة وفصلها عن إطارها العروبي والوطني ، كما كانت القضية وسيلة أساسية لجمع التبرعات وتوفير التمويل اللازم لانشطة الجماعة ولطالما رفعت الجماعة شعارات الشهادة من أجل تحرير القدس في إطار مزايدات سياسية على الحكومات العربية ، والمطالبة بما سمته فتح - باب الجهاد لتحرير فلسطين - ، كما هاجمت الجماعة اتفاقية كامب ديفيد عام 1977 واتفاقية السلام المصرية (( الإسرائيلية )) عام 1979 ووصفتها بأنها استسلام ، واعتبرت أن السلام مع (( إسرائيل )) تم بالإكراه في إطار خطاب لدغدغة المشاعر يستهدف تسجيل مكاسب سياسية ومادية لكن شهوة السلطة لدى الجماعة كانت كفيلة بإظهار حجم الزيف والتناقض في خطابات الإخوان وأفعالهم ، فعندما تمكن الإخوان من الوصول إلى الحكم في مصر عام 2012 تبخرت خطابات العداء تجاه (( إسرائيل )) ، وظهر الود والصداقة في رسالة بعث بها محمد مرسي خلال توليه الحكم إلى الرئيس (( الإسرائيلي شيمون بيريز )) استهلها بوصف بيريز بـ عزيزي وصديقي العظيم ، واختتمها بتوقيعه مسبوقًا بعبارة صديقكم الوفي واللافت أن الجماعة في حينها سعت للتهوين من الخطاب بالقول إنه مجرد صيغة بروتوكولية متعارف عليها في مثل هذه الخطابات ، وبعد الإطاحة بالإخوان في ثورة 30 يونيو عام 2013 ، عادت الجماعة إلى خطاب العداء الظاهري عله يمكنها من أن تستعيد شيئًا من صورتها التي سعت على مدى عقود إلى بنائها مرتكزة إلى البعد الديني واستغلال ورقة القضية الفلسطينية. يتبع بالحلقة الثالثة