لقاء القوى الوطنية والقومية التقدمية الديمقراطية ضرورة تاريخية حتمية. من أهم الضروريات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وعلى قدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية من انكسارات وتراجعات واستسلام للقوى المعادية ،ومن الضرورة القومية العربية أيضا أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي الحقيقي ،بلقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية والعمل للتوصل الى مشروع يعيد للأمة كرامتها ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساسا لقوتها وتستطيع التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها ، لتكون أمة مجاهدة نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم وأساسا لإطلاق الحريات لمجتمع حضاري جديد ، ونهضة عروبية قومية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية والفكرية ، وتجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات أوصلتها الى الاحتراب الفعلي مما أضعفت نفسها ، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها ، وليس أدل على ذلك ما وصلت اليه بعض الأنظمة العربية إلى حالة الانبطاح أمام العدو الصهيوني ، وتمدد فارسي في مشرق أمتنا العربية . إن الضرورة في توضعنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية إلى الساحة العربية بقوة وثقة عالية والإيمان بقدرها، لتحقيق أمل الجماهير العربية وخلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة، ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لبلورة وتحقيق الطموحات العربية، والعمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها في الحياة.