يهود بلاد فارس ( إيران ) ودورهم حقائق ودلالات - الحلقة الرابعة زامل عبد فتتحرك قوات الحرس الثوري للبحث عن كتاب توراة قديم يعود للجالية اليهودية كان قد سرق في إقليم شيراز وهو من أحد المخطوطات الأقدم في العالم يدلل على عمق العلاقة فيما بين نظام الملالي واليهود وقد قوبل هذا بإقامة مراسم رسمية شارك فيها نائب الجالية اليهودية في البرلمان الإيراني وسلم رسالة شكر رسمية للسلطات الإيرانية ، من قبل اليهود مبدياً احترامه وتقديره للنظام الإيراني الذي يحترم الديانات التوحيدية على حد زعمه ، وهنا يمكن طرح التساؤل المهم - لماذا تقدم الحكومات الإيرانية المتعاقبة هذا الدعم المتنوع للأقلية اليهودية دون سواها ، وتتجنب في نفس الوقت التصادم معها ؟ - ، وللإجابة على هذا السؤال لابد من التعرف على المكاسب التي تجنيها ايران مابعد التغير المعد مخابراتيا ومجيء خميني وما بعده خامنئي من اليهود سواء في الداخل أو في الخارج ، لأن يهود إيران لهم إمتدادتهم في الكيان الصهيوني وبعض الدول الغربية لاسيما أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها وهو ما يمكن أن ينعكس إيجاباً على علاقات إيران الخارجية فوفقاً لتقارير عدة نشرتها الصحف الصهيونية (( إن أكثر من 30 مليار دولار هي حجم الاستثمارات اليهودية داخل الأراضي الإيرانية )) وإذا كان هذا الرقم مبالغ فيه كما يقول بعض المشككين والمدافعين عن نظام الملالي ، فإن اعتماد يهود إيران على التجارة كما هو معروف وعدم فرض قيود على تجارتهم من قبل نظام الملالي يعزز من صحة هذه المعلومة ، كما أن حجم الشركات التي استعرضتها صحيفة - يدعوت أحرونوت الصهيونية - الذي يصل إلى 200 شركة صهيونية على الأقل تقيم علاقات تجارية مع إيران وأغلبها شركات نفطية تستثمر في مجال الطاقة داخل إيران ، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك هذه المعلومات خاصة وأن عدد اليهود في إيران يصل إلى حوالي 40000 حسب الإحصاءات غير الرسمية ، لهم امتداد مباشر مع اليهود في الكيان الصهيوني من الأصول الإيرانية وبحسب التقارير الصهيونية إن أعدادهم تصل إلى 200000 ، يتلقون تعليماتهم من مرجعهم في إيران الحاخام الأكبر { يديديا شوفط } المقرب من بعض حكام إيران ، وهؤلاء لهم نفوذ واسع في التجارة والأعمال والمقاولات العامة والسياسة ونفوذ أكبر في قيادة جيش الكيان الصهيوني بالإضافة إلى ذلك تلعب لغة المصالح دور كبير حين يتعلق الأمر بيهود إيران وعلاقاتهم بالجاليات اليهودية في أمريكا على وجه التحديد ، وبحسب التقارير المتعلقة بهذا الشأن أن حوالي 12000 يهودي إيراني يعيشون في أمريكا لهم دورهم المهم في الحياة السياسية الامريكية كونهم أعضاء في الكونجرس بمجلسيه ، وبطبيعة الحال يمثل هؤلاء جزءاً من اللوبي الصهيوني الضاغط والفاعل في الحياة السياسية الامريكية ان كانت ديمقراطيين او جمهوريين والذي يؤثر بشكل كبير على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط على وجه التحديد وربما تفهم الإدارة الأمريكية للتحرك الإيراني - التشيع السياسي - ، وحالة التفاهم حول ملفها النووي الايراني ، كان المستفيد الأول من مصائب الشرق الأوسط هو الكيان الصهيوني وإيران ، يبدو أن تعمد النظام الإيراني تهميش الأقلية اليهودية على المستوى الإعلامي رغم أن تلك الأقلية تمثل أكبر كتلة بشرية يهودية في الشرق الأوسط ، بعد الكيان الصهيوني. يتبع بالحلقة الخامسة