معاناة العمال في العراق المحتل أبو محمد عبد الرحمن شهد العراق في فترة الحكم الوطني بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي قفزة نوعية في مواجهة التحديات التي عانى منها العمال والأيدي العاملة نتيجة لسياسات الفترة التي سبقت تولي البعث للسلطة، وهذه التحديات تشمل البطالة، وقلة الفرص الاقتصادية، وضعف البنية التحتية، وانعدام الأمن، إضافة إلى التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية والصعوبات التي واجهت الطبقة العاملة. كانت الحكومة الوطنية جهدت لتوفير التوظيف للكثيرين عبر التوجه الاقتصادي في تشييد المصانع وتنفيذ ورش إعمارية إنمائية كبرى لبنى تحتية عديدة ومتنوعة ناهيك عن إنشاء مدارس وجامعات ومستشفيات واستصلاح الأراضي الزراعية وتشجيع الزراعة ومزارع المواشي ومنشآت لتصنيع المنتجات الغذائية المرتبطة بالزراعة والمواشي. كل هذا قد أوجد سوق عمل ضخم ولا ننسى الوظائف الحكومية التي وفرت عملا لكثير من الشباب كما قامت الحكومة الوطنية بضمان حقوق العمال من إقرار قوانين وضمانات اجتماعية مثل الرعاية الصحية والتعليم المجاني . وفي العراق بعد الاحتلال المزدوج الأمريكي الإيراني، يعاني العمال من تحديات عدة، بما في ذلك البطالة المرتفعة وعدم استقرار الوظائف، فضلاً عن نقص الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية، علاوة على ذلك هناك تحديات في مجال حقوق العمال وتنظيمهم، مما يعني أن العمال لا يحصلون على الأغلب على الحماية اللازمة والمكاسب التي يستحقونها بسبب تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية والطائفية بسبب التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية و تزامن ذلك مع تأثير مليشيات طائفية مسلحة محسوبة على إيران وتدخلات إقليمية، مما أثر سلباً على حياة العمال ومعيشتهم، وزاد من معاناتهم بشكل عام.