يهود بلاد فارس (إيران) ودورهم حقائق ودلالات - الحلقة الثالثة زامل عبد مقارنة بيهود دول شرقي أوربا أو يهود اليمن ، على سبيل المثال ، وهذا رغم أنهم ساهموا في دعم حركة الهجرة اليهودية إلى فلسطين من دول آسيا الوسطى وأفغانستان وأذربيجان ، والتي حدثت عبر إيران ، خلال القرنين التاسع عشر والعشرين وكانت هناك علاقات سياسية وتجارية جيدة بين إيران وإسرائيل في عهد حكومة الشاه ( 1925- 1979 ) ، كما هو معروف وكانت الشركات التجارية الإسرائيلية تعمل في إيران بحرية ، ونفذت هذه الشركات مشاريع ضخمة هناك ، كفندق " هيلتون " في طهران وغيره ، وكانت أعداد يهود إيران غداة اندلاع ثورة الخميني ، بين 80 - 100 ألف نسمة ، وكانت هناك جالية يهودية تعيش في طهران ، وقتذاك وكانت علاقتها ممتازة بالشاه ، وكان منها أهم التجار، وكان اليهود لهم السبق في تشييد دور السينما في إيران ، وكان لهم صحف ومجلات ، وكان مسموحا لهم الالتحاق بالمؤسسة العسكريّة والدراسة في المدارس العامة ، وتأسيس النوادي والصحف ، والسكن في الأماكن التي يرغبون فيها ، وبعد حصول المتغير مخابراتيا في ايران عام 1979 قام نظام الخميني بإغلاق السفارة الصهيونية في طهران والإعلان عن قطع مختلف أشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني ، واعتباره سرطان يجب إزالته ، كما قام بإعدام حبيب غاليان ، رئيس الجمعية اليهودية في إيران لفترات طويلة ، وأحد أكبر التجار الإيرانيين ، وذلك بتهمة التجسس لصالح (( إسرائيل )) ، ونتيجة لكل ذلك وغيره ، فقد هاجر كثير من اليهود الإيرانيين ، إلى خارج البلاد الأغنياء إلى أمريكا وكندا ، ودول أوربا ، والفقراء إلى الكيان الصهيوني ، وهؤلاء لم يكونوا قد أدركوا بعد أهداف وأبعاد (( الثورة الخمينية )) ، وعلاقتها بأجهزة المخابرات الصهيونية والأمريكية والبريطانية ، والفرنسية وسعيها من خلال الشعارات المعادية للأمريكان واليهود ، لجذب انتباه شعوب العالم الإسلامي لهذه الثورة الرافضية ودغدغة عواطفهم تجاهها ، لغرض تصدير أفكارها الضالة والهدامة إليهم وصرف انتباههم عن القضية الفلسطينية ورغم ذلك فقد أختار قسم من اليهود البقاء في إيران ، والذين سرعان ما عادوا لممارسة أنشطتهم وحياتهم وطقوسهم، بصورة طبيعية، بعد أن أصدر الخميني فتوى بأن اليهود أقلية دينية يجب حمايتها ، وأن أي اعتداء عليها محرم شرعًا ، وبعد أن اتضح لهم الخط العام للثورة ، يقول دانيال معتمدي أحد أعضاء الجمعية اليهودية في إيران (( إن ما حدث خلال الثورة الإسلامية أثار مخاوف اليهود ، خصوصًا بعد إعدام حبيب غاليان - كان بمثابة الأب الروحي لجميع اليهود - ، ولا يمكنني لَوْم من غادر إيران ، لكن بعد أن هدأت الأمور قليلًا في البلاد أصدر الخميني فتوى فحواها أن اليهود أقلية دينية يجب على الدولة حمايتها ، وأن أي اعتداء عليها محرم شرعًا )) والخميني أجتمع بأعضاء الطائفة اليهودية في إيران ونفى (( أن يكون لقيادة ثورته أي نوايا عدوانية تجاه الأقلية اليهودية في إيران وطمأنهم على حياتهم ومستقبلهم وقال عندما كنا في باريس كانت سوق الدعايات رائجة في مختلف المجالات ، ومن جملة تلك الدعايات كان يقال إذا انتصر المسلمون في إيران سوف يوقعون المجازر باليهود والنصارى لأن المسلمين يخططون لقتل جميع اليهود ، وقد أوضحتُ مراراً في مقابلاتي التي أجريتها الحقيقة التي يؤمن بها الإسلام ، وقد أتاني ممثل الطائفة اليهودية وتحدّثت معه عن منهج الإسلام)). يتبع بالحلقة الرابعة