إيران واستغلال القضية الفلسطينية - الحلقة الأخيرة زامل عبد المطلوب فلسطينياً وبالأخص من حماس والجهاد الإسلامي أن تعيدا برمجة سياستهما الخارجية جيدا بما يتوافق مع الكل الفلسطيني ، وبعد تجربتهما الأخيرة ينبغي عليهما ترك توجههما نحو طهران، فالتاريخ دليل وخير مفسر، لا إيران ولا أذرعها الشيعية حريصة على فلسطين، فالدعم المالي الإيراني لا يساوي شيئا، نحن بحاجة إلى دعم سياسي وموقف صلب يلبي طموحاتنا، فالطموح الإيراني هو إتمام مشروعها النووي على حساب قضايا المنطقة، وخصوصا القضية الفلسطينية ، ثمة استراتيجيات عدة تسعى طهران لتحقيقها لنفسها وهي تنفيذ برنامجها النووي ، وتقديم كل الدعم للحكومات العراقية الموالية لها لاستعادة السيطرة على المناطق السنية ، والبقاء في سوريا إلى وقت غير معلوم ، والتدخل السافر في لبنان من خلال حزب الله . هذه سياسة إيران المكشوفة فلا داعي لغض البصر عنها ، ولكن كان ذلك جانبا واحداً من الصور التي ترسمها طهران من أجل مستقبلها ومستقبلها فقط ، وهنا لابد من الاشارة الى امر مهم أن (( إسرائيل )) التي نجحت نجاحاً كبيراً في جعل الهولوكوست أسطورة راسخة في العقل الغربي وغيره وجعلت معاداة السامية سبة الدهر وتهمة العصر التي تحرق بها مخالفيها في الغرب وغيره ، وجدت ضالتها ما بعد حدوث طوفان الاقصى في 7 تشرين 2023 وانهيار كل ما كان ظاهرا من الجيش الصهيوني لا يقهر والاقتدار الاستخباراتي والمخابراتي الصهيونية لامثيل لها فالخطاب (( الإسرائيلي )) الإعلامي والسياسي والثقافي كله يصب في إحياء المظلومية اليهودية التاريخية في العقل والوجدان الغربي وغيره من المتأثرين بالدعاية الصهيونية او المستسلمين لها ونجح ولذلك حرّكت أميركا بحاملات طائراتها وبريطانيا تتعهد بالدعم وفرنسا والمانيا تزايد انطلاقا من الغضب (( الإسرائيلي )) وإيران راعية حماس تبرأت من أي علاقة بعملية طوفان الاقصى ولحين مقتل الجنرال زاهدي في قنصليتها بدمشق حيث تكرر الادعاء بانه المخطط والموجه والمشرف على تفاصيل عملية طوفان الاقصى ، وحزب الله اللبناني أعلن تضامنه مع غزة والالتزام بقواعد الاشتباك المتفق عليها مع الصهاينة عبر الوساطة الامريكية وموافقة ملالي قم وطهران على ذلك ، فهل انكشفت الغشاوة عن العيون ؟ سؤال سيجيب عليه الزمن الاتي والحقائق التي تثبتها المواقف اللاحقة ولنتوقف عند ما حصل ويحصل الان من قبل الطرفين المتعادين علننا المتحالفين سرا واقصد ايران الصفوية الجديدة والكيان الصهيوني من افعال بهلوانية بإطلاق مسيره من هنا او من هناك او صاروخ لربما بدون حشوة متفجرة او صاعق لتظهر ايران بانها الان انتقلت الى القتال من اراضيها وهذه الكذبة الكبرى لان بحدود 500 مسيرة وصاروخ أطلق من اصفهان والاحواز وعيلام ومن العراق واليمن وسوريا ولم تقتل فأر ولا نقول جنرال صهيوني او جندي او مستعمر بل خامنئي وادواته اعطوا الفرصة الزمنية الكافية للعدو الصهيوني لاتخاذ كل مستلزما التصدي لهذا الهجوم المزعوم بالإضافة الى ما اتخذته امريكا وبريطانيا وفرنسا والذيول من نظام العهر والرذيلة للدفاع عن الكيان الصهيوني وحمايته ! الم يكن هذا الزمن الرديء؟ كما الملاحظ ان خامنئي وجلاوزته في خضم ما يدعى بالحرب الكلامية لم يشار لا من قريب او من بعيد الى العدوان المستمر على غزة كما كان يحصل قبل هذا الحدث المتفق عليه والضابط الايقاع فيه امريكا الشيطان الاكبر كما يدعي خامنئي كي يستمر الخداع والتضليل. مهما فعل الاعداء والذيول وان طال الزمن لابد للقيد ان ينكسر بفعل المؤمنين الصادقين بإيمانهم وليس المدعين والمتظاهرين وحقيقتهم ذيول.