بلنكن: الردwithout provoking the Iranians د. أبا الحكم وهذا يعني أن أمريكا، تتحاشى إيران وتحذر الكيان الصهيوني من التصعيد واستفزاز النظام الإيراني، هذا ما صرح به "بلنكن" وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية إثر إعلان الكيان الصهيوني عزمه الرد على الألعاب النارية التي أطلقتها إيران على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكان المرشد "علي خامنئي" قد دعا في شهر تشرين الثاني الماضي إلى ما أسماه (قطع الشرايين الحيوية لإسرائيل)، عندها قامت جماعة الحوثي العميلة لإيران بعمليات عسكرية ضد الملاحة العالمية في البحر الأحمر بدعوى مناصرة غزة، وتفجير السفن التجارية العابرة من (اسرائيل) الى مضيق باب المندب.. الأمر الذي خلق ردود فعل عالمية امريكية وبريطانية وفرنسية عسكرية في البحر الاحمر، حيث تضررت التجارة العالمية وفقد البحر الاحمر أمنه الاقليمي عند دخول الحرس الثوري الايراني البحر الاحمر وهدد بإغلاق المضيق وعرقلة الملاحة في البحر الابيض وهدد بإغلاق موانئ جبل طارق. هذا التحرك العسكري الايراني يدخل في صلب الاستراتيجية الإيرانية التوسعية ولا علاقة لها بنصرة غزة، إنما المشاركة ومنذ أكثر من ستة أشهر في مخطط تدمير غزة وتهجير سكانها مقابل 1-(تخفيف الضغط على الملف النووي الايراني) و2- (الحصول على وعد عدم التعرض للنظام الايراني او إسقاطه). قالت مصادر عسكرية واعلامية متعددة بعد حادثة المزه في دمشق العاصمة، إن الرد الإسرائيلي عبارة عن مسيرات بسيطة واطئة دون حمولة متفجرة اسقطتها الدفاعات الجوية الإيرانية في محيط منشئات أبحاث نووية بالقرب من بحر قزوين، لم تؤثر على المنشئات، إنما اعتبرت رسالة إسرائيلية تفيد (بأننا قادرون على الوصول إلى تلك المنشئات حتى وهي في عمق الأرض) ، فيما ذكرت مصادر امريكية عسكرية بأن أمريكا مستعدة لتزويد الكيان الصهيوني بصاروخ بالستي يحفر في الاعماق يليه صاروخ آخر بالستي يفجر المنشئات ويردمها دون أن تتسرب إشعاعات المفاعلات المعطوبة. وكلا التصريحان متباعدان ولكنهما مترابطين في التحذير من مغبة (التصعيد غير المحسوب في المنطقة).. بيد أن مسألة إدارة صراع السيرك الاستعراضي للألعاب النارية التي تكفلت أمريكا بمتابعته يؤكد على عدم خروج أطراف الصراع عن السيطرة، والأهم من ذلك (عدم استفزاز إيران) حين حذر بلنكن قادة الكيان الصهيوني عند تنفيذهم قرار الرد. وقالت مصادر أخرى عسكرية ان الرد الاسرائيلي لم يكن مسيرات خفيفة خالية من الحمولة المتفجرة، إنما كان الرد عبارة عن طائرات حربية قاصفة (تسللت) عبر حدود الأردن- العراق- تركيا- إيران حتى بحر قزوين.. فيما قالت مصادر إعلامية أخرى ان الرد الاسرائيلي جاء من (داخل) الاراضي الايرانية بواسطة مسيرات تحت إدارة الموساد الإسرائيلي الذي يدير الصراع داخل إيران تحت رعاية المنظمات اليهودية واسعة الانتشار في طهران العاصمة وفي تبريز واصفهان وقم وباقي المدن الإيرانية.. كما تحدثت مصادر اعلامية عربية عن استخدام المقاومة الايرانية للسلاح بالضد من السلطات القمعية في الاحواز وعند حدود بلوتشستان وحدود أذربيجان وباكستان. الذي يظهر من خلال هذا المسح الإعلامي: أولاً- أن النظام الإيراني محمي من قبل الولايات المتحدة الامريكية، التي تحرص على ان يكون الرد الإسرائيلي غير مؤثر ولا يستفز إيران. ثانياً- إن عدم التصعيد يعد الأساس للاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط. ثالثاً- وإن أمريكا تحرص على ان لا تكون الأمور خارج السيطرة لاعتبارات تتعلق بالتوافق السياسي الإقليمي. رابعاً- السياسات الإقليمية قد لا تضع في اعتبارها الحسابات الاستراتيجية للقوى العظمى بعيدة المدى.. كتعامل أمريكا مع الصين وروسيا. خامساً- النظام الإيراني يلعب أدواراً عديدة بأوجه متعددة وهو يراوغ في ذلك ويخاتل وهو الأسلوب الفارسي غير الموثوق به إطلاقاً.. هذا السلوك تستخدمه إيران في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وخاصة في غزة وكذلك في اليمن ومحاولات النظام الفارسي لا تكف عن الإساءة للأقطار العربية والعمل على إسقاط نظمها الشرعية. يعد السلوك الصفوي الإيراني سلوكاً عدوانياً يجب التعامل معه بطريقة الحزمة العربية الواحدة. امريكا لا تريد استفزاز النظام الإيراني، ولا تريد إيقافه عند حدود جغرافيته ولا تريد تحجيمه ولا تريد إسقاطه باعتباره نظاماً دينيا- دمويا- توسعياً- وغير قادر على التعايش الإقليمي- ومدمراً للشعوب الإيرانية منذ عام 1979 ولحد الآن- ومتجاوزاً القيم السماوية- وهداماً للدين الإسلامي الحنيف.. فلماذا تبقيه أمريكا والغرب؟ ولماذا تسكت عنه الأمم المتحدة ومجلس أمنها؟ نسمع بين الحين والآخر أن امريكا وخزانتها عازمتان على فرض حزمة عقوبات جديدة على إيران، وهذا النمط من العقوبات نسمع عنه منذ سنين ولم يؤثر أو يضعف من هذا النظام، لماذا؟ لأن امريكا بين الحين والآخر تطلق المليارات من الأموال الى طهران من العراق وكوريا الجنوبية عبر السمسار (دولة قطر) وعبر السمسار (سلطنة عمان)، لبث الحياة بأوصال النظام الصفوي ودعمه لكي يعزز تنفيذ عملياته الخارجية العسكرية والاستخباراتية والتعبوية التي يتكفل بها عصابات العراق وعصابات حزب الله اللبناني. هل فهما الآن اللعبة الأمريكية القذرة بمشاركة طهران لتدمير وتفكيك المجتمعات العربية وإنهاء القضية الفلسطينية وإبادة شعبنا في غزة؟!