في ذكرى الميلاد الميمون علي الأمين لا زال العراقيون الشرفاء الأفياء يتنظرون يوم 28 نيسان وهم يتهيؤون لإيقاد شموع الميلاد، كما كانوا يحتفلون سابقاً، ليس هذا فحسب، بل يجمعون الأهل والأبناء والأحفاد يروّن لهم قصة قائدهم البطل الشجاع الذي حارب أشرس عدو في التاريخ، وهو العدو الفارسي المجوسي، حيث كان يرافق جنده في ساحات المعارك ويشاركهم فرحة الانتصار، ليس هذا فحسب بل يتفقد عوائلهم ويحثهم على الصبر وتشجيع أبنائهم على التفوق والنجاح. كان رحمة الله وأسكنه فسيح جناته يتفقد أبناء شعبه ويحرص على توفير جميع متطلبات الحياة لهم ويشرف ميدانيا ًعلى البناء والإعمار. يروي العراقيون مآثر الشهيد صدام حسين وكرمه للجيل الجديد الذي يوماً بعد يوم يزداد حبا ً لقائد لم يعيشٌ زمنه، إلا إنهم يترحمون عليه صباحا ً ومساءً لما قدمه للعراق والأمة العربية، ويلهجون باسمه رغم الإقصاء والتهميش. يقول رجل عراقي شريف لدي حفيد في الصف الثالث الابتدائي جاء من المدرسة وقال لي: ( جدي اليوم حفظت أسماء العظماء في التاريخ، يقول، وأنا أستمع لحفيدي حتى وصل إلى صدام حسين، فقلت له، من هذا فقال إنه القائد أبو عدي وهو الذي حارب المجوس وانتصر عليهم في القادسية الثانية، يقول فتعجبت وقلت له من أين لك هذه المعلومات، فقال عندما نجلس في الصف نتحدث بيننا عن صدام حسين ونبحث على الانترنت ثم نشاهد صوره الجميلة الملونة. نعم سيدي القائد، فهذا هو الوفاء الحقيقي، وفاء الشعب لقائده ووفاء الأحفاد لجدهم الذي لم يروه ولم يعيشوا زمنه ولكنهم سمعوا بمآثره. فهنيا ً لك سيدي القائد. وهنيئاً لنا أننا عشنا عصركم البهي.