إيران واستغلال القضية الفلسطينية - الحلقة الثانية زامل عبد ايران لا ترغب مطلقا في حل هذه القضية ، حتى لا تخسر هذه الأداة التي تؤهلها بقوة للتدخل في الشأن العربي ، ولنعد إلى بداية الثمانينات من القرن الميلادي الماضي وما رفعه خميني من شعار تصدير الثورة الاسلامية ومن كان الهدف الاول ؟ ، ألم يكن العراق جمجمة العرب وحارس بوابة الوطن العربي الشرقية والذي كان له السبق والدور الفاعل والمميز في الصراع العربي الصهيوني ، وكيف كانت مأثر جنده البواسل في جنين وكفر قاسم والقدس والجولان وسيناء ، وكيف كان تعاون الكيان الصهيوني مع نظام الملالي وتزويده بالسلاح والمعلومات اثناء الحرب العدوانية المفروضة على العراق لثمان سنوات وما اعترف به اول رئيس جمهورية ايراني ابو الحسن بني صدر الدليل القاطع على عمق الصلة فيما بين نظام خميني والكيان الصهيوني ، وهنا اشير الى ما تقدم به الملك فهد بن عبد العزيز في عام 1982 بمبادرة سعودية { بالرغم من رفضها من قبل الجماهير العربية وللقيادة الوطنية القومية العراقيه موقفها الواضح والجلي من اي اتجاه يخل بمشروعية النضال العربي الفلسطيني } لحل القضية الفلسطينية تحدثت وسائل الإعلام الإقليمية والدولية عن أن الجامعة العربية سوف تتبنى هذه المبادرة خلال اجتماعها المزمع عقده في مدينة فاس المغربية في شهر أيلول 1982 ، حينئذ أطلق نظام الملالي في إيران حملة إعلامية تستهدف إجهاض هذه المبادرة ، وما يهمنا هنا هو موقف إيران الرافض لتلك المبادرة ووصفها بأنها - مشروع غربي (( إسرائيلي )) لتمييع القضية الفلسطينية أو نسفها - والسؤال فكيف تكون كذلك وقد رفضها الغرب و (( إسرائيل )) معا ؟ { والاشاره هنا الى الموقف الايراني ليس قناعة به او القبول به كمواطن عربي } لان موقف العراقيين نابع من رؤية قيادتهم الوطنية القومية التي يمكنني اقتطاف قسما من كلملة القائد الشهيد الحي صدام حسين والتي القاها نيابة عنه المغفور له شيخ المجاهدين عزت ابراهيم خليل في مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في عمان 27 / 3 / 2001 كدالة على ذلك (( أي تجاهل للعراق والحظر ونضال الشعب الفلسطيني يعد تجاهلا لإرادة الشعب العربي وأن من يتجاهل هذه الحقائق وموقف الشعوب العربية من هذه القضايا الحساسة يتحمل موقفه أمام الله والتاريخ وتقديم كل دعم ممكن للفلسطينيين في انتفاضتهم وفي هذا الإطار أشار رحمه الله إلى تطوع سبعة ملايين عراقي في جيش القدس وتقسيمه إلى 21 فرقة ، وأن هؤلاء الناس تطوعوا بعد أن عرفوا الحرب لعشرين عاما وبعدما أصابهم في ظروف الحصار وأنه يجب على العرب أن يعذروا العراق إذا عرفوا أنه لا يقبل المساومة على فلسطين ، وأن العراق مستعد لأن يأتي بجيش من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر وتاجها القدس ، آخره في بغداد وأوله يهز فرائص المحتلين الصهاينة ، يحرص على الشهادة كما يحرص الصهاينة على الحياة وإن معالجة القضايا العربية يجب أن تكون نابعة من تلازم مبدأي العروبة والإيمان ، وهما يشكلان جناحي الأمة اللذين لا يمكن لأمة التحليق بدونهما ، وساق رحمه الله أمثلة على ذلك من تاريخ العراق حيث قال إن الشعب والجيش ثارا في تموز عام 1958 على النظام القائم آنذاك من أجل العروبة والإيمان وقال إن عبد الكريم قاسم عندما أهمل تطبيق هذا المبدأ أي ( تلازم العروبة والإيمان ) عاقبه الشعب بالرصاص في تشرين الأول 1959 ثم أجهز على هذا النظام عام 1963 وأشاد بوقوف العراق الدائم والفعال إلى جانب قضايا الأمة العربية حيث وقف الشعب العراقي إلى جانب مصر في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956 وقامت المظاهرات التي اهتزت لها عروش وأنظمة ، كما كان للعراق الموقف نفسه في ثورة الجزائر وعام 1967 تكرر الوضع وقدم العراق تضحيات وما زال شهداؤه في المنطقة شاهدا على ذلك مؤكدا أن ذلك حدث تحت العاملين الأساسيين اللذين ذكرهما وأشار إلى دور العراق ووقوفه مواجها لبلدين أجنبيين ( في إشارة إلى إيران وتركيا ) وأن الدول العربية استعانت به ، كما أن العراق استعان بالأمة العربية )) يتبع بالحلقة الثالثة