بسم الله الرحمن الرحيم لماذا احتُلَّ العراق وقطع أوصاله وقتل شعبه من دون بقية أقطار الأمة؟ بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لليوم الأسود لاحتلال بغداد. الباحث والكاتب السياسي جابر خضر الغزي ليس من قبيل المصادفة اختيار العدو الامريكي البريطاني في التاسع من نيسان ليكون يوم لغزو واحتلال العراق ,وإنما أراد ان يكون لاجتثاث البعث , اي اجتثاث الوطنية الحقة, واجتثاث العروبة المؤمنة , واجتثاث كل عوامل النهضة فيه وفق منظومته الظلامية في تصفية الرموز الوطنية الذين خططوا له وأوكلوا مهمة التنفيذ لقوى الشر والعدوان والرذيلة الحاقدة ذيول الاحتلالين الامريكي والايراني الفارسي الشعوبي , وفي نفس الوقت ارادوا ان يكون التاسع من نيسان الرد العملي للانتقام من قرار القيادة الوطنية باستثمار الثروات النفطية ليوم التأميم الخالد. و"عندما وقع الظلم وانطفأت عين بغداد سنة 1258 م وضرب العراقيون على رؤوسهم وذهب المجد منهم، فإن هذا الواقع لا يغير عن حقيقة حالهم وإنما هو الظرف الطارئ في حالهم، ولكن لينظروا قبل هذا الوقت، وليروا بغداد عندما كانت الاشعاع الاول في العالم في وقت كانوا هم يعيشون في كهوف وكان بعضهم عصابات (دايحة) او منفلته ... أما اليوم نعم إن أمريكا دولة عظمى بالمقاييس المادية، ولكنها ليس عظمى بالمقاييس المعنوية الأخلاقية.. فالعظيم بأخلاقه". وعلى ضوء هذه المقدمة نطرح الأسئلة المصيرية والتي بحاجة إلى أجوبة مصيرية. _ من الذي احتل العراق وقطع اوصاله وقتل شعبه؟ _ لماذا أحتل العراق من دون باقي الاقطار العربية التي لا تقل شأنا من حيث الجغرافية والموقع والاقتصاد؟ _ من المستهدف من احتلال العراق قتلا وتدميرا واجتثاث من الأعماق؟ ولكي نكشف من خلال هذه الاسئلة حقيقة ما جرى ويجري للعراق اليوم بعد 21 سنة من ظلم وفساد ودجل وشعوذة وتضليل وزور وقلب الحقائق. ان الذي احتل العراق جميع قوى الشر والرذيلة من امبرياليين امريكان وصهاينة واستعمار بريطاني تساندهم الشعوبية الفارسية الحاقدة على العروبة والاسلام وذيولها وكل الخونة والجواسيس والمرتدين عن دينهم والمنافقين والجبناء المتخاذلين في الامة. لماذا احتل العراق دون الاقطار العربية؟ لان العراق أصبح بالبعث وبفكره وعقيدته واهدافه ومنهجه وتجربته وقيادته خلال 35 عاما يمثل جوهر الامة وإسلامها الحنيف من حيث: _ اولا: أصبح العراق يمثل نموذجا ثوريا وطنيا وإنسانيا، محرضا للشعب العربي وكل شعوب العالم المظلومة المستغلة والمستعبدة على الثورة والتحرر من الهيمنة والسيطرة الامبريالية، وأصبح العراق يقلق ويرعب الانظمة المتهرئة المتخاذلة والمستسلمة والمنبطحة للمشروع الامريكي الصهيوني. ثانيا: لان العراق بقيادة البعث قد أشاد صرحا علميا على ارضه الطاهرة في مختلف علوم الحياة التي يرتكز عليها التطور الحضاري المعاصر. ثالثا: قد اعد جيشا من العلماء والباحثين والمخترعين والمبدعين، لان العراق بقيادته التاريخية قد ثور الانسان العراقي وجدد حياته وفجر طاقاته الكامنة في اعماقه وكل عوامل ومعاني التجدد والابداع والبطولة والفداء. رابعا: العراق تجاوز خطوط الحمر التي رسمتها الامبريالية الامريكية لبلدان العالم الثالث وهذا غير مسموح لها، لأنه وضع حد لهذه البلدان. _ من المستهدف من احتلال العراق؟ هو: _ 1 _ قيادة العراق التاريخية الثورية المؤمنة وحزبها الرسالي التي حققت هذا الانعطاف الهائل في حياته. 2 _ المستهدف هو حزب البعث العربي الاشتراكي عقيدة ومنهجا واهدافا، ولم تستهدف قوى الغزو والاحتلال لا حزبا ولا تيارا ولا عقيدة ولا فكراً ولا منهجاً، حيث شرع المحتل دستورا يذهب على (اجتثاث البعث) ولأول مرة في تاريخ البشرية. والاجتثاث يعني بكل حيثياته واهدافه ومراميه هو اجتثاث شعب العراق وعروبة العراق ودين العراق وتاريخ العراق وارض العراق وحضارة العراق. 3 _ المستهدف هو جيش العراق العقائدي وقواته المسلحة البطلة الذراع الأقوى وسيفها البتار الذي قلم أضافر الصفوية الفارسية لأطول حرب لثمان سنوات وحطم موجاتها العاتية التي استهدفت الامة من محيطها الى خليجها. استهدفت جيش العراق البطل وحلته الذي اقض مضاجع عدو الامة والانسانية الكيان الصهيوني المسخ وآرق نومه. الجيش الذي روى بدماء ابنائه ارض العروبة دفاعا عنها وعن وحدتها ومصالحه الحيوية المشروعة من اقصى المغرب العربي موريتانيا وارتريا الى لبنان وفلسطين والاردن وسوريا ومصر والخليج العربي. رابعا: المستهدف هو المشروع العربي النهضوي الحضاري الانساني برمته الذي اسس قواعده وقاد انطلاقته البعث على ارض العراق. إذن هذا هو المستهدف من غزو واحتلال العراق البعث وجيشه وثورته وشعبه وقيادته وعقيدته وعروبته وإسلامه لا أحد غير ذلك، وكل من ادعى انه مستهدف خارج هذه الدائرة فهو دجال ومضلل ومزور لحقائق التاريخ، وماذا بعد الحق إلا الضلال والتضليل. واخيرا وليس اخرا نقول: يكفي للمناضل العربي قناعة ورضا بان المبادئ التي ناضل من اجلها الشهيد صدام حسين رحمه الله ورفاقه هي واجب وصلاة مستحقة في محراب الأمة، وهي ضريبة مستحقة للدفاع عن الوطن والأمة طوعاً وعن طيب خاطر. وفي عطش الزيتون صبر فربما تثور به الدنيا فينقشعوا الصبر