بسم الله الرحمن الرحيم الذكرى السابعة والسبعون لتأسيس حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي بدايات البعث في العراق إعداد الأستاذ الباحث والسياسي جابر خضر الغزي أيها الرفاق المناضلون أحييكم بتحية العروبة والنضال تذكرنا بظروف نشأة الحزب , فأننا نعيشها وكأن نعيش في المؤتمر التأسيسي الاول عام 1947 , فالحركة الثورية الاصيلة ميلادها لاينتهي , فهي تولد من جديد مع كل ازمة عميقة ومع كل فرصة تاريخية للنضال الخلاق ." أن أحياء مولد البعث لايذكرنا بالبهجة والافراح وأنما الظروف الصعبة والالام والمعاناة النضالية واشياء اخرى التي كانت تعيشها امة العرب وخاصة بعد الغزو والاحتلال الامريكي البريطاني للعراق , مما دفع مناضلوا البعث الاصلاء الى التفكير والتآمل للبحث عن طريق الخلاص والتحرير من الاحتلال . .. بداية او الاشارة الى ما حفزني على كتابة بدايات ظهور البعث في العراق هو الرفيق المناضل ابو خليل امين سر قيادة قطر العراق المحترم وعلى قيام هذا النشاط , حيث تميز تاسيس الحزب في العراق بثلاث مراحل وهي : الاولى : تمثلت بالتعريف بالفكر من خلال تواجد الرفاق العرب في المدارس الثانوية والكليات خلقت المناخ المناسب لكسب رفاق عراقيين يتولون معهم وضع اللبنة الاولى . الثانية : تركز الجهد في شد التنظيم بالكسب الجديد حيث شارك الرفاق الاوائل في تظاهرات وثبة كانون الثاني 1948 التي ساند البعثيون العرب رفاقهم العراقيين لحشد الشارع ضد معاهدت بورتسموث لتكون بديلة لمعاهد 1930 التي رهنت مصير العراق بالهيمنة البريطانية . الثالثة : التوسع في بناء التشكيلات الحزبية وتوسيع قواعده في المناطق الشعبية البغدادية بدءا من الاعظمية للرصافة والكرادة للكرخ . بداية الخطوات الاولى للتنظيم بالعراق بقيادة الرفيق فايز اسماعيل الذي وصل بغداد بصحبة شاعر البعث سليمان العيسى وتبعهما بالوصول أدم مصطفى ومسعود الغانم وجميعهم من القطر السوري . _ ومن الاردن وصل الرفاق : عبد الكريم خريس وفائز مبيضين وأرشود الهواري واحمد اللوزي واحمد الهنداوي ووحيد غرابية وحاكم الفايز . _ ومن اليمن صالح الحبشي ومن حضرموت ابو بكر عبدالله الحبشي . _ ومن تونس ابو القاسم كرو . اختلط الرفاق العراقيين في ثانوية الاعظمية مع رفاقهم السوريون كان في مقدمتهم فخري قدوري وعبد الرحمن الضامن حيث ردد القسم عام 1948 فخري امام الرفيق فايز اسماعيل وبحضور الرفيق طه علي الرشيد وهو طالب عراقي من اصل سعودي , تطور الكسب الحزبي بشكل ملحوظ بعد استلام المسؤلية الرفيق فخري قدوري من الرفيق الضامن الذي اعتذر عام 1950 لاسباب صحية . _ توسع التنظيم في بغداد بمسارين الطلابي والمناطق الشعبية , حيث وضع الحزب اشتراطات للكسب الحزبي لاتبقي باب الانتماء للحزب مفتوحا امام كل من هب ودب , ومنها :وضع الاسرة للشخص المراد كسبه وعلاقته بذويه ومن هم اقارباؤه واصدقاؤه . _ ما هو ماضيه السياسي والاجتماعي , هل كان منتميا لحلركة سياسية اخرى او الى نادي اجتماعي . _ ما هو سلوكه في التعامل مع الناس , وما هي سمعته بينهم , هل يكذب وهل وصولي ؟ ._ ما هو مستواه الدراسي , هل يغش في الامتحانات . _ يتم تزكيته من قبل رفيقين عضوين عاملين . عام 1950 تم تشكيل قيادة فرقة من خمسة اعضاءلتكون نواة للتنظيم البعثي على المستوى الطلابي وكذلك على مستوى المناطق السكنية . _ سرعان ما تطور التنظيم بتشكيل ثلاث فرق هي الاعظمية والكرخ والكرادة ليصبح التنظيم بمستوى شعبة . _ عام 1952 وبعد ارتقى التنظيم الى مستوى اول فرع تحتضنه بغداد عام 1953. المؤتمر القطري الاول كانون الثاني 1954 أنعقد المؤتمر القطري الاول في دار الرفيق فخري قدوري , محلة السفينة في الاعظمية التي اساسا تستضيف الاجتماعات التنظيمية على الدوام . حضر المؤتمر القطري الاول 25 رفيقا ورفيقة ( الدكتورة سعاد خليل اسماعيل البستاني التي شغلت منصب وزيرة التعليم العالي بعد انبثاق ثورة 17 / 30 تموز 1968 وشقيقتها عفاف البستاني ) . وجميع من حضروا يمثلون تنظيمات بغداد وبعض المدن من خارجها ومكاتب الحزب من بينها التنظيم النسوي( راجع كتاب فخري قدوري الموسوم هكذا عرفت البكر وصدام ) . _ اسفر المؤتمر انتخاب اول قيادة قطرية للحزب عن طريق الاقتراع السري وضمت كل من الرفاق : فؤاد الركابي وعلي صالح السعدي وتحسين معلة وجعفر قاسم حمودي و شمس الدين كاظم وفاهم كامل الصحاف وعبد الله الركابي , وتم انتخاب فؤاد الركابي امين لسر اول قيادة قطرية للحزب في العراق . حيث تم شراء الة طابعة (رونيو ) يستنسخ باللون البنفسجي من خلال ورق خاص يطبع عليه . علما من اشترى هذا الجهاز الرفيق سعدون حمادي بالتعاون مع الرفيق شمس الدين كاظم الذي كان عضو قيادة قطر العراق انذاك , من محلة الكرخ وتم نقلها في بيت فؤاد الركابي الذي كان في زقاق صغير في شارع الرشيد قرب محلة باب الاغا, وصدر العدد الاول من جريدة الحزب السرية باسم العربي الجديد وتحول فيما بعد الى الاشتراكي , وكان المكتب الثقافي يحرر الجزء الاكبر من تلك الجريدة وكان الرفيق سعدون حمادي عضو المكتب ومعه الرفيق كريم شنتاف . علما هناك " اول وكر طباعي بعثي في الاعظمية وكان الرفيق نجاد الصافي مسؤلاء عنه يساعده في ذلك الرفيق وليد الغزالي , وكانت اول مطبعة رونيه يستلمها الحزب مرسلة من سورية واستقرت في بيت الرفيق فخري قدوري ". اهم الامكنة التي تم فيها الاتصال الحزبي هي : اولا : دار المعلمين العالية : شاذل طاقة ودحام الالوسي ومحمد جاسم الامين وحميد خلخال وعبد الله سلوم السامرائي وعبد الله نجم وعبد الغفار الصائغ وزكي الجابر . ثانيا : طلبة الحقوق ضمت : الرفاق عبد الرحمن الضامن وشقيقه عبد الوهاب وفيصل حبيب الخيزران ويحي ياسين وزكي الخشالي وعبد الرحمن منيف الروائي العربي الكبير الذي حملته الشرطه في العهد الملكي الى الحدود الاردنية مطرودا بسبب نشاطه البعثي . ثالثا : كلية التجارة وضمت الرفاق : علي صالح السعدي وطه الرشيد وسعيد ثابت وجعفر قاسم حمودي وممتاز احمد شوقي وباسل خليل اسماعيل وعدنان اسماعيل وشمس الدين كاظم وطبيعي فخري قدوري الذي انضم قبل ذلك عندما كان طالبا في ثانوية الاعظمية . رابعا : كلية الاداب والعلوم ضمت الرفاق : عبد الستار الدوري وعادل احمد زيدان وشفيق الكمالي وصفاء محمد علي وكريم شنتاف وحامد يوسف حمادي وطارق عزيز وصلاح العبيدي وعبد الوهاب السامرائي وعادل ناجي وحارث حمودي عبد الوهاب الغريري والطالبات بشرى الكنفاني ونوار حلمي ومنى الفارسي وسولاف حمادي . حيث كان مسؤل كلية العلوم غانم عبد الجليل . خامسا : كلية الهندسة : كان فيها فؤاد الركابي وعدنان القصاب . سادسا :كلية الطب وطب الاسنان ضمت الرفاق كل من : تحسين معلة وخلدون درويش لطفي وعدنان ابراهيم جمعه ورشيد الحيالي . سابعا : المتفرقة حازم جواد ونجاد الصافي وضياء حسن وعطا محي الدين ووليد الغزالي وحمد سعيد اسود وسعدون حمادي وصالح شعبان وشكري الحديثي وحمدي عبد المجيد وشعبان جاسم ومعاذ عبد الرحيم وعدنان جاسم وسعدون الحيالي وناظم جواد ومحمد جميل شلش ومدحت ابراهيم جمعة وغانم عبد الجليل وخالد علي الصالح وكريم شنتاف وسعد قاسم حمودي وعلي الحلي ويعقوب الحمداني ومهدي آصف ووليد عبد الرزاق . اما المحطة الثانية الذي انتقل فكر البعث اليها بواسطة الرفيق الدكتور سعدون حمادي وشكلت اول خلية حزبية عام 1949في كربلاء . انتمى الرفيق الدكتور سعدون حمادي للحزب السنة الثانية في الجامعة الامريكية في بيروت من النصف الثاني من عام 1949 , حيث اخبره رفيقه " المرحوم الدكتور حمد دلي الكربولي ان شابا من سورية لازال اتذكر اسمه وهو حسام الدين اللحام , اعطاه نسخة من دستور حزب البعث العربي الاشتراكي .. وقرات ذلك الكراس واعجبت به , ووافقت على الانتماء الى الحزب , وذهبنا معا بعد ايام واقسمنا القسم , واصبحت عضوا في الحزب هكذا وبهذه البساطة " .اوراق سعدون حمادي ج1 مذكرات وتاملات ص35 ويقول ايضا رحمه الله " في العطلة الصيفية من كل عام اعود الى العراق والى مديني كربلاء ناقلا افكاري الجديدة , افكار حزب البعث العربي الاشتراكي الى معارفي واصدقائي هناك , حيث اسست اول نواة للحزب من جراء ذلك , وكانت نقطة البداية هي اشتراك لمكتبة الزهراء في مدينة كربلاء لصاحبها السيد جاسم الكلطاوي .. بعشراعداد من جريدة البعث المرسلة من دمشق , فقد ادت هذه الجريدة المليئة بالدراسات والمقالات دورا مهما في دخول افكار الحزب في مدينة كربلاء".نفس المصدر وعلى ضوء هذا السرد التاريخي لبدايات البعث في العراق نتواصل للنتائج الاتية: بان النضال هو الحياة الحقة " واكاد اقول بان الاساس هو ذلك الشطر هو البداية , هو الامتحان , هو التشبع بالفكر والمباديء والانصهار فيه في نار التضحية والالم .. تلك الفترة التي تحدد شخصية المناضل ومصيره وجدارته واصالته , لذا ان قضيتنا دوما تتالف من ثلاثة عناصر (الامة .. والحزب .. والمناضل البعثي ) . الامة هي الاصل والحزب وليد الآمها ومعاناتها وتشوقها وتفجر طاقاتها الكامنة , والمناضل البعثي هو الذي يجسد الامة والحزب في افكاره وحسن سلوكه وفي اخلاقه وفي مسيرته وتطوره ونضجه .. والعلاقة بينهم علاقة جدلية , وبمعنى اخر البعثي هو صورة مصغرة للامة والبعث . واختتم موضوعنا هذا بمقولة شهيد الحج الاكبر المجدد صدام حسين :" بالفكر والممارسة والنموذج الحي يتحقق الايمان " . فالمستقبل لمن يصبر وليس لمن ينتحر , والنصر عظيم والقادم اعظم باذن الله . المصادر: في سبيل البعث احمد ميشيل عفلق ج5 اوراق سعدون حمادي ج1 مذكرات وتأملات عبد الستار الدوري اوراق عتيقة من دفاتر حزب البعث فخري قدوري (هكذا عرفت البكر وصدام ). مقالات الاستاذ ضياء حسن