في الذكرى الحادية والعشرون للعدوان الأمريكي السافر على العراق أم صدام العراقي يستذكر العراقيون في العشرين من آذار من كل سنة العدوان الأمريكي السافر على بلادهم سنة 2003 والذي خرق كافة القوانين والأعراف الدولية وحقوق الإنسان وشن حرباً ضروساً انتهت بغزو واحتلال وطنهم في التاسع من نيسان، ودمر كل شيء جميل وعاث في أرضهم فساداً ودماراً ، ففي فجر ذلك اليوم اشتد أوار المعركة حيث بدأ العدو الغاشم باستهداف كل المرافق الاقتصادية والعسكرية بعنف قل مثيله مستخدما كافة أسلحته الجوية الغادرة ، لقد كانت حرباً شاملة ارتكبت فيها أمريكا وحلفها الشرير أبشع جريمة حرب في التاريخ وجريمة ضد الإنسانية على بلد آمن مستقر يندى لها جبين الإنسانية، لقد كانت هذه الحرب بمثابة زلزال مدمر ما زال العراق والمنطقة يعيش تداعياته الخطيرة حتى اليوم. لقد أسفر الغزو عن تخريب كامل للبنى التحتية للمنشآت العراقية وتفكيك مؤسسات الدولة وإقامة نظام حكم اعتمد تقسيم المجتمع العراقي إلى مكونات عرقية وطائفية تحت مسمى "الديمقراطية" ، وأدى انتشار الفساد وإشاعة الفوضى والاقتتال الطائفي والتهميش والتهجير والاعتقالات العشوائية والخطف على الهوية في ظل غياب الأمن والقانون ، فقد عمدت أمريكا بغزوها للعراق إلى تفكيك مؤسساته الأمنية والعسكرية مما أدى إلى ادخال البلد في فوضى أمنية وشيوع ظاهرة الميليشيات الخارجة عن القانون وسيطرة الدولة ، ولا يزال العراق يعاني من تبعات قرار سلطة الائتلاف المدني التي ترأسها الحاكم المدني "بول بريمر" بتشكيل نواة وزارتي الدفاع والداخلية من عناصر الميليشيات التي جاءت من إيران مع دخول قوات الاحتلال والتي تشكلت بعد الغزو والاحتلال مباشرة. إن من أبرز نتائج الغزو هي الحرب الأهلية وتهميش دور مؤسسات الدولة واقامة نظام سياسي يعتمد مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية، مما أدى إلى تفكيك لحمة المجتمع، وحول العراق إلى ساحة صراع لتصفية الحسابات، فاستطاعت أمريكا أن تحقق أهدافهما العسكرية المعلنة من وراء الحرب على العراق ومنها اسقاط نظامه الوطني والقضاء على ترسانته وقواته العسكرية بكافة تشكيلاتها وصنوفها، لكنها لن تستطيع تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في مرحلة ما بعد التغيير. لقد كان للعراقيين الأباة وقيادتهم الحكيمة الظافرة وجيشهم الباسل شرف المنازلة ضد جيوش جرارة من مختلف دول العالم وأسلحة متطورة فتاكة بإمكانيات بسيطة مقارنة مع العدوان الذي قادته دول عظمى وبعد حصار جائر دام13 سنة. الرحمة والخلود وعليين لشهدائنا الأبرار يتقدمهم سيد شهداء العصر الشهيد الخالد صدام حسين، والمجد والفخر لرفاقنا المناضلين الصابرين في سجون الاحتلال بكل إيمان وعزيمة وصلابة، والعز والرفعة والظفر للعراق وشعبه الأبي.