منطقة الشرق الأوسط والمستقبل القريب للعراق أحمد الدليمي أبو شجاع تعتبر منطقة الشرق الأوسط أهم منطقة في العالم منذ القدم، والآن تتجدد أهميتها نتيجة الصراع الدولي والإقليمي حول هذه المنطقة الحيوية والمهمة جداً ولأسباب عديدة منها الموقع الجغرافي وما تمتلكه من خيرات وفيرة لا يمكن احصاءها وعدها لتنوعها وكثرتها. ولهذا نرى أن الصراع سيحتدم بين القوى العالمية للاستحواذ والسيطرة على أكبر قدر منها سواء بالتفاهمات السياسية من خلال عقد اتفاقيات متوسطة الأمد أو بعيدة الأمد، وكذلك عن طريق الصراع والاقتتال بالإنابة من خلال أشخاص ومجاميع تتبع هذه الدولة أو تلك مثل أمريكا وروسيا والصين وتركيا وإيران. ما يهمنا من كل هذا هو أين سيكون العراق؟ وهل القوى السياسية المعارضة لما تسمى بالعملية السياسية في المنطقة الخضراء مستعدة لهذا الصراع؟ وهل تمتلك أوراق اللعب والمناورة؟ مع العلم أن هذا الصراع هو لصالح هذه القوى السياسية المعارضة بكل مسمياتها وأفكارها وذلك من خلال إدارة دفة الأزمة بشكل دقيق وعالي الذكاء واغتنام الفرص المتاحة لصالحها، خاصة إذا ما عرفنا أن نسبة أكثر 80% من أبناء الشعب العراقي الأحرار يساندون هذه القوى السياسية المعارضة الوطنية، وأصبح كل الشعب العراقي يتحدث بالعلن وأمام القنوات الفضائية ومن داخل العراق يطالب بالتغيير وإنهاء ما تسمى بهذه العملية السياسية الطائفية. على جميع هذه القوى السياسية المعارضة أن يكون بينها خيط للحوار الوطني والتفاهم إن لم تتمكن من التوحد تحت عنوان واضح وبارز يمثل كل قوى المعارضة من شخصيات سياسية وتجمعات وطنية حتى تكون رقماً صعباً أمام كل القوى العالمية والإقليمية. إن لموقع العراق الجغرافي ضمن منطقة الشرق الأوسط والإرث التاريخي وما يمتلكه من ثروات وطاقة بشرية كلها عوامل مهمة من أجل إنقاذ العراق وإعادته إلى طريق الخلاص وإنهاء معاناته من خلال القيادات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، خاصة إذا ما عرفنا أن هذه القيادات صاحبة تجربة وخبرة في فن قيادة الدولة.