تزوير الشهادات...عود على بدء د. نضال عبد الحميد تعود قضية الشهادات المزورة من لبنان للواجهة مرة اخرى وهي تكشف عن قمة جبل الثلج، وما خفي ولم يظهر للعلن أكبر وأخطر بكثير مما أعلن عنه، بالرغم من عدد من الاجراءات الشكلية التي اعلنت عنها في كل من بيروت وسلطة الفساد واللصوصية في بغداد. هذه الاجراءات التي صدرت على استحياء، تكشف عن اكبر جريمة من التخادم الشرير بين عصابات ايران السوء المتسلطة على القرار في كل من بغداد وبيروت، وكشفت حجم السرقة والفساد وتبديد المال العام، فبعد ان سمحت للشهادات المزورة أن تستشري في البلاد، وتواطأت مع المزورين، كما تواطأت من قبل مع الذين استباحوا الدم العراقي، تأتي هذه المرة، وفي محاولة مكشوفة لخدمة اهداف المشروع الايراني البغيض في دعم ميلشياته في لبنان من خلال عملية تخادم بائس, استهترت بكل القيم العلمية والأخلاقية، فدعم ميلشياته في لبنان استوجب قيام سلطة الفساد بأرسال موفديها للدراسة الوهمية في لبنان للحصول على شهادات علمية، خالية من اي مضمون، مقابل ملايين الدولارات التي دفعت لجامعات تسيطر عليها ميلشيات ايران في لبنان، وهكذا يغرق البلد في بحر من حملة الشهادات الوهمية ليزداد الجهل، ولتبدد الثروات، ولتدمر ما بقي من دولة كان يشار لشهاداتها العلمية بالبنان . ولم يتم الاكتفاء بذلك، فبعد ان سيطرت الميلشيات على وزارة التعليم العالي من خلال احد هؤلاء من حملة الشهادات اللبنانية الوهمية ( حتى ان وزارة التعليم العالي لا تعترف بشهادته) , قامت الوزارة بفسح المجال لكل من هب ودب لفتح الجامعات الخاصة دون اي معايير علمية او مؤسسات اعتماد للجامعات، وفوق ذلك منحت الوزارة لأكثر من خمسين جامعة ايرانية تراخيص لتفتح لها فروعا في العراق، لتستمر عملية حلب الموارد العراقية لدعم النظام الايراني، مع العلم ان هذه الجامعات المتخلفة علميا، ستساهم بإعداد نخبة علمية ترتبط بإيران ومشروعها التوسعي في المنطقة . وهكذا سيزداد الاختراق الايراني للمجتمع العراقي، فبعد السيطرة على الزمرة السياسية المتحكمة بالسلطة، يأتي الان الدور بإعداد نخبة مجتمعية تحت ستار فروع الجامعات الايرانية، التي فتحت او سوف تفتح لاحقا خدمة لهذا المشروع. أن اختراق المجتمع العراقي من خلال المدارس الإيرانية ليس بالأمر الجديد، فقد كانت المدارس الإيرانية منتشرة بالعراق، والتي اغلقت بعد ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز المجيدة، اثر اكتشاف دورها المخابراتي والتخريبي في الدولة والمجتمع والان يتجدد الدور على نحو افظع اذ انه يتغلغل الى التعليم العالي، مما يوسع الافاق امام المشروع الايراني بتحويل العراق الى حديقة خلفية لحلب الموارد، وإشاعة الجهل في المجتمع، ليكون أمر الحاقه بدولة الولي الفقيه، قد اكتمل من القاعدة المجتمعية وحتى القمة الغارقة بالفساد والخنوع. يتحتم على كافة النخب الوطنية والحركات السياسية والمنظمات المهنية التصدي لفضح المشروع الايراني، ابتداء من صفحاته الثلاثة، التزوير ثم الشهادات اللبنانية ثم فتح فروع الجامعات الايرانية. والتي تصب جميعها في محو هوية العراق، واغراقه بالجهلة والاميين الذين يحملون الشهادات العليا. والتي ستجعل من الدولة العراقية متخلفة لأقصى حد. بعد ان يتم الحاقها بمشروع الولي الفقيه الذي تعمل علية إيران الصفوية. فهذه الجريمة التي تضاف إلى جرائم سلطة المليشيات التي أوغلت بالدم العراقي الطهور، تأتي لتضيف جريمة تدمير الرصانة العلمية للجامعات العراقية، واغراق الدولة ومؤسساتها بحملة الشهادات اللبنانية، وقد تقدمهم في هذا رئيس ما يسمى مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، الذي حصل شهادة الدكتوراه من إحدى هذه الجامعات، بنفس الطريقة. فالاستهتار والتساهل بهذا الأمر قد وصل إلى حدود لا يمكن السكوت او التغاضي عنها، بل يقرع جرس الخطر من مستقبل جيل بكامله سيتولى تعليمه مزورين وفاسدين، فأي جريمة علمية وأخلاقية سترتكب بحق المجتمع المبتلى بهذه الزمرة الفاسدة حتى النخاع. إن تحرير العراق من الاستعمار الإيراني والذي بات واضحاً ومكشوفاً يتطلب حشد الجهود الوطنية لمجابهته، ليعود العراق منارة للعلم والحضارة، وقلعة للعروبة، ودرعاً لكل العرب.