4 آذار عيد المرأة، الماجدة العراقية مريم عيسى سرسم المرأة كوكب يستنير به الرجل، ومن غيرها يبيت الرجل في الظلام (شكسبير) يحتفي المجتمع الدولي في شهر آذار بعيد المرأة، متتبعاً أهم مكتسباتهنَّ في السياق السياسي والاجتماعي. وفي العراق تمثِّل المرأة نصف المجتمع من السكان، وعلينا أن نستذكر معاناة المرأة العراقية، إذ أدَّى الاحتلال وما تلاها من أعمال عنف إلى زيادة نقاط الضعف التي تواجهها النساء والفتيات العراقيات أثناء الصراع وما بعده. ويمثِّل انعدام الأمن للمرأة في العراق أحد العوامل الرئيسة التي تقف حاجزاً في تحقيق المساواة بين الجنسين، وتعزِّز الوضع الراهن، ممَّا يعيق عملية السلام المجتمعي، إذ يتعرَّض أغلب النساء إلى العنف الأسري من قبل الأهل، والزوج، والأبناء، والأقارب، بغض النظر عن عدد الحالات المخفية في المنازل، ولا يتوقَّف العنف ضد النساء عند حدود التعنيف الأسري فقط، إذ تعرَّضت المجموعات النسائية وناشطو المجتمع المدني الذين ظهروا بوصفهم قيادات للتهديد المستمر إن لم يُقتلوا في وضح النهار في محاولة لنبذ أصواتهم، وتجنُّب جهودهم نحو النشاط السلمي، أو نحو المطالبة بالحقوق. والمرأة هي نصف المجتمع الذي لا يقوم إلّا به، لكنّها أساس صلاحه كاملاً فهي من يربي ويعدُّ وينشئ نصفه الآخر، فالمرأة أساس تطور الحضارات ونهوضها، وسبب ازدهار المجتمعات وقوّتها، فكيف يُهزم مجتمع تقف امرأة خلف كل رجل فيه فتدفعه وتشجعه وتقويه على ما يواجهه من مشاكل؟ ولأجل هذا كله يجب أن تحظى المرأة في مجتمعاتنا بالاحترام والتقدير اللازمين. ورغم شدة الصعاب وتقلبات الزمن، لم تتغير أو تنثني بوجه المشاق، فظلت كما أخيها الرجل صامدة بوجه التحديات التي مر بها بلدنا العزيز، ورفضت أن تعيش على هامش اجتماعي بل كانت ولازالت تمثل جزءاً رئيساً في صيرورة المجتمع. ولكن دائماً ما يقود الحديث عن حقوقها واستحقاقاتها المشروعة إلى متغيرات ومسالك متعددة تختلف باختلاف المراحل التاريخية التي تمر بها، كونها جزءاً لا يتجزأ من العوامل المسببة للظاهرة الاجتماعية، بل إن هناك الكثير من تلك الظواهر ما كان لها أن تتولد في أية مرحلة زمنية دون أن تكون للمرأة المساهمة الأكبر في تكوينها وتنظيمها بصرف النظر عن الآثار التي تتركها تلك الظاهرة على المجتمع، المهم أن للمرأة دوراً غير محدود في صيرورتها وانطلاقها نحو المجتمع. واليوم ونحن في رحاب يوم المرأة العراقية ويوم المرأة العالمي، فإن المرأة العراقية تعد مثالاً لجميع النساء في العالم، لأنها تعرضت إلى مواقف كثيرة بسبب الغزو والاحتلالين الأمريكي والإيراني الصفوي، والتي انعكست على واقع المرأة بسبب فقدانها للأخ والأب والابن والزوج نتيجة تلك الظروف إضافة إلى تداعيات الوضع الاقتصادي، لكن رغم ذلك ظلت مساندة لأخيها الرجل، ولم تنحنِ لعاديات الزمن، بل إنها تجاوزت التحديات وأخذت تعمل في مختلف القطاعات، واستطاعت أن تحقق نجاحاً وإنجازات مهمة، والمرأة العراقية لا زالت هي عنوان التضحية ومثال يقتدى به في جميع الأزمان، ويجب الاهتمام بها خاصة في مجال التعليم والصحة والعمل، واعطائها فرصة أكبر لأن تتعلم لأنها البيئة التي تؤسس لبناء المجتمع والمسؤولة عن تربية الأجيال.