افتتاحية في عيد المرأة العراقية: ماجداتُ العراق كَفِّن وَوَفِّن نحن الذين ولدنا في القرى والأرياف العراقية قد شهدنا عينات من نساء العراق تنحني الراسيات لهن اعترافاً بإنسانيتهن المتفردة وعطائهن الذي لا تحده حدود ولا تحتويه مؤلفات، ولأبناء المدن حكايات وقصص أخرى تتغنى بنسائنا تحت كل عناوينهن الجميلة الحبيبة أمهات وأخوات وبنات وزوجات، فالمرأة العراقية قد تفردت بانهماك خلاق مع بيئتها ومع ظروفها فصارت فلاحة وجانية ثمار الحقول وحاصدة للحقول، هي التي تحلب مواشينا، وتصنع لنا من الحليب ( قشطة وزبد بلدي وجبن ولبن)، وهي التي تربي الدواجن لتصير جزءاً من مصادر عيش العائلة الكريم. ونسائنا في ريف العراق ملكات جمال يصنعن من حبهن الكبير عوائل وبيوت عامرة وأولاد وبنات، بل إنهن يصنعن رجالاً تهابهم الرجال، وتتمثل مروءتهم البشرية كلها. الماجدة العراقية في الريف وفي المدن على حد سواء مدرسةٌ مقرراتها الدراسية أخلاق رفيعة ودين قيم وانتماء أصيل لعاداتنا وتقاليدنا، إنهن مصدر شجاعتنا واقدامنا وبسالتنا وثوريتنا ووطنيتنا الحقة ومخرجاتها تعج بعطر النجاح والفلاح والتوفيق والسداد. الماجدة العراقية إنسانة بخصال وسمات وخواص قد تشاركها بها نساء أخريات لكن العراقية تتفوق تلقائياً لأنها مجبولة من العفة والشرف والرفعة والطيبة وجود وكرم الذات والشجاعة. نحن لا نمدح هنا ولا نثني على المرأة العراقية بمناسبة عيدها المجيد بل نستعرض استحقاقاتها التي فرضتها علينا فرضاً وهي تعلم وتبحث وتؤلف وتزرع وتخيط وتطبخ وتصنع أمام عائلتها مائدة شهية حتى لو كانت مكوناتها خبز وماء وبصل، فرضت علينا الإعلان عن إنسانيتها الراقية وهي تعد الأجيال وتقاتل إلى جانب الرجل دفاعاً عن الوطن وعن الأمة. المرأة العراقية ظاهرة إنسانية خاصة شهدناها وهي تقود وزارة ومديرية عامة ومؤسسة ومختبر بحوث ومعركة شرسة ضد الغزاة والمحتلين والفاسدين والعابثين بقيم وثوابت مجتمعنا العربي المؤمن. تحية مباركة للمرأة العراقية الماجدة، وسلام الله عليها سلاماً ينطلق من كل مؤسسات الحياة ومن كل روافد العطاء والبناء والتغيير.