الانسحاب من حي الزيتون في شمال غزة ..هزيمة قاسية أخرى لإسرائيل على يد المقاومة أ.د. مؤيد المحمودي بعد مرور 11 يوما على اجتياح قوات الاحتلال الأخير لحي الزيتون في شمال قطاع غزة، اضطرت الى الانسحاب على عجل تاركة ورائها دبابتها المحطمة وملابس جنودها الملطخة بالدماء مما يدل على شراسة المعارك التي خاضتها المقاومة والخسائر الفادحة التي تلقتها تلك القوات الغازية. وهذا الاجتياح الفاشل لحي الزيتون من قبل قوات العدو هو ليس الأول من نوعه فقد سبقه هجوم آخر خائب عندما هاجمت هذه القوات شمال غزة في بداية الاجتياح البري للقطاع. إذ كان حي الزيتون الذي تقدر مساحته بحوالي 9 كيلو متر مربع فقط قد تحول مع أحياء الشجاعية و جباليا الى كابوس ثلاثي منيع على قوات الاحتلال التي اجتاحت شمال غزة. فتجرعت في تلك الأحياء الثلاثة بشكل خاص مرالهزيمة بسبب المقاومة العنيدة التي كبدتها أفدح الخسائر دون تحقيق أي هدف استراتيجي يذكر. والذي يميز الاجتياح الجديد لحي الزيتون أنه جاء بعد تبجح وزير الدفاع الاسرائيلي بنجاح قواته في تفكيك هيكلية المقاومة في شمال قطاع غزة بحيث باتت لا تشكل خطورة كبيرة على قوات الجيش الاسرائيلي. وبالتالي فان الهدف الأساسي للهجوم الثاني على حي الزيتون هو القضاء على ما تبقى من قوات المقاومة في هذا الجزء من شمال القطاع. ولكن تبين فيما بعد أن هذا الهجوم يحمل هدفا أكبر من ذلك يتمثل في جرف الحي بالكامل لاقامة طريق سالك للأليات بدلا منه . وبعدها يتم تثبيت نقاط أمنية عليه لتحويله الى حاجزطولي يفصل منطقة شمال غزة عن جنوبها. الهدف من اقامة هذا الحاجزهو منع انتقال رجال المقاومة والسكان المدنيين من الجنوب الى الشمال في القطاع. و لتحقيق الهدف المذكور تم استخدام قوة عسكرية كبيرة في الهجوم على حي الزيتون شملت على لواء مدرع يصاحبه قوات خاصة من لواء جغفاتي. وفكرة انشاء هذا الحاجز العسكري تندرج ضمن خطة نتنياهو الخبيثة لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب والتي تتضمن لاحقا تقطيع غزة الى عدة مناطق صغيرة خاضعة للرقابة العسكرية بحيث يسهل السيطرة عليها. ان هذا الانسحاب المذل للقوات الغازية من حي الزيتون يمثل انتصارا جديدا للمقاومة الفلسطينية على طريق التحرير الشامل وافشالا لخطط العدو التوسعية. كما يعتبر مكسبا ايجابيا يسجل لصالح المقاومة التي أثبتت المقدرة على تحقيق سبق استخباراتي مهم في هذه المعركة جعلتها على دراية كافية بخطط العدو الحربية ، بالرغم من القدرات الالكترونية المتطورة ووسائل الذكاء الاصطناعي العالية التي يستخدمها العدو في حربه الغاشمة على غزة.