شبكة ذي قار
عاجل










بيان قيادة قطر العراق بمناسبة الذكرى الحادية والستين لعروس الثورات   يا أبناء شعبنا العظيم أيها المناضلون البعثيون   تؤشر الأمم والشعوب الحية أبرز المحطات التاريخية في حياتها، لتتوقف عندها وتُعطيها ما هي جديرة به من الاعتزاز والاهتمام واستخلاص التجارب منها، وتوظيفها في تصويب الأخطاء في مسيرتها لمرحلة قادمة من الزمن، ومن بين أكثر المحطات الملتصقة بالذاكرة الوطنية في تاريخ القطر العراقي وتاريخ الحزب، هي تجربة ثورة الثامن من شباط 1963 (14رمضان)، والتي قادها الحزب بجدارة وتصميم عاليين، فكانت أول تجربة نضالية في الوطن العربي تميزت بدور بطولي فذ لمناضلي الحزب المدنيين منذ الساعات الأولى لصفحة التنفيذ، ثم خاض رفاقكم معركة مجيدة يوم الثورة ضد فلول الحكم القاسمي وأتباعه الشعوبيين الذين ربطوا مصيرهم بمصير الحكم الفردي. لم تأت الثورة ضربة حظ أو مصادفة سعيدة تحققت في غفلة من الزمن، بل كانت امتداداً لمرحلة طويلة في مقارعة الظلم والتعسف، كان حزبكم قد خاض غمارها ضمن رؤية تحليلية ناضجة للظرف العصيب الذي كانت الأمة العربية تعيش مخاضه العسير، كان من أبرز صفحاته عندما واجه فرسان البعث معركة بطولية نادرة الأبعاد تخطيطاً وتنفيذاً واستعداداً للتضحية بالغالي والنفيس، في مقارعة ذلك النظام عندما كان بأوج قوة مؤسساته العسكرية والأمنية القمعية، خلال الإضراب الطلابي البطولي الذي شلّ النصف الأول من العام الدراسي 1962- 1963 فصار أيقونة للتجارب النضالية التي سطرها رفاقكم فرسان البعث وهم على مقاعد الدراسة، وأعجزوا أجهزة القمع عن التراجع عن مواقفهم الشجاعة، بل وراهنوا على المستقبل الوطني مقابل مستقبلهم الشخصي، وبذلك وضعوا حجر الأساس للفهم الجديد لمعنى الوطنية العراقية التي سَمَتْ فوق المصالح الشخصية المشروعة للفرد، مقابل المصلحة العليا للوطن. وبعد انتقال رفاقكم من مقاعد الدراسة والعمل في الوسط الجماهيري ووصلوا مرحلة العطاء السياسي والفكري، وجدوا أنفسهم أمام المسؤوليات الجديدة التي كان عليهم النجاح فيها مهما بلغ حجم التضحيات التي عليهم بذلها من أجل انجاح الثورة، كما سجلوا النجاحات السالفة في ساحة النضال الوطني، ولأن للحكم استحقاقاته وشروط عمله المختلفة عن سياقات العمل الثوري المعارض، فقد كان لقيادة البعث الشابة في تجربة الحكم بعد نجاح ثورة 8 شباط ومرورهم بأول تجربة ميدانية من هذا الطراز، وهو ما أدى إلى ارتكاب بعض الأخطاء التي هي النتاج الطبيعي لكل طرف يمتلك طموحاً ثورياً عالي السقف، لكن قوى الثورة المضادة والأطراف المعادية للحزب نفخت فيها وضخمتها إلى حدود بعيدة، بل يمكننا أن نجزم بأن هناك قوى تحمل موروثاً ثأرياً للحزب، تظاهرت بالاصطفاف معه في ظرف تختلط فيه الألوان، كانت تتعمد بارتكاب الممارسات المدانة كي تضعها على عاتق البعث، ولم تتح لقيادة الثورة الفرصة الكافية لمعالجة الأخطاء في وقتها، فسرعان ما انقلبت قوى الثورة المضادة في الثامن عشر من تشرين الثاني سنة 1963وارتكبت جريمة الردة التي أجهزت على التجربة التي أوشكت أن تحقق المزيد من الإنجازات الثورية، لعل في مقدمتها إقامة أول تجربة وحدوية متكاملة الأبعاد بين القطرين اللذين كان حزب البعث يحكمهما وهما العراق وسوريا. إن الكثير من الأخطاء التي أُقحمت على الحزب، كانت تعود إلى أن بعض الأطراف المحسوبة على حكم اللواء الركن عبد الكريم قاسم، وأعداء البعث الذين تضرروا من حكمه، ومناصبتهم العداء للثورة منذ ساعاتها الأولى، تفريغاً لتاريخ طويل من العداء للبعث، شهد كثيرٌ من صفحاته عنفاً دموياً، مارسته القوى التي ربطت مصيرها بمصير النظام الذي استفرد بالحكم بعد ثورة 14 تموز 1958، على الرغم من أن تلك الثورة كانت نتاجَ عمل دؤوب لتنظيم الضباط الأحرار، الذي كان يستند على قاعدة عريضة من الدعم الشعبي يتجسد بجبهة الاتحاد الوطني، والتي سرعان ما انقلب عليها الشيوعيون بعد وقت قصير من تلك الثورة، وحولوا مسار الحكم لصالحهم، وكأن تلك الجبهة ما خططت للتغيير إلا لتحكم العراق من دون برنامج سياسي لما بعد تسلم الحكم، وبعد أن استأثر الحزب الشيوعي بفرص الحكم من خلال دعم متبادل بينه وبين عبد الكريم قاسم، ارتكب مجازر مروعة ضد كل من لا يشاطره الإعجاب بتجربة حكم (الزعيم الأوحد)، وما رافقها من ممارسات أقل ما يقال فيها هو وصف قاسم نفسُه لها، بأنها جرائم الفاشست، عندما انقلب على الشيوعيين وبدأ بجرد حساب قديم لسجلهم الأسود، وخاصة ما حصل في مدينتي الموصل وكركوك سنة 1959، والتي أدت من بين ما أدت إليه تلك الهجمة الوحشية على المواطنين في دورهم وتعليق الأجساد على أعمدة الكهرباء، ثم تنفيذ حكم الإعدام بأبرز قيادات تنظيم الضباط الأحرار، الذي كان له الفضل الأكبر في وضع عبد الكريم قاسم في موقع القيادة الأول. وتناسى عبد الكريم قاسم أنه هو الذي قاد العراق إلى مساره الخاطئ، وأنه هو وحده الذي يتحمل المسؤولية التاريخية والقانونية والأخلاقية في تنفيذ حكم الإعدام، تماماً كما يتحمل مسؤولية ما جرى من حمامات دم في العراق، لأنه أطلق حرية القتل الكاملة للشعوبيين والبطش بكل من يقف ضدهم، وخاصة حلفاء الأمس من أحزاب جبهة الاتحاد الوطني، وكذلك من رموز كبيرة من قادة تنظيم الضباط الأحرار، مثل الزعيم ناظم الطبقجلي والعقيد رفعت الحاج سري وغيرهما من أبطال الجيش العراقي، على الرغم من أن الممارسات الغوغائية التي شهدتها قاعة المحكمة العسكرية العليا الخاصة، وهي المعروفة شعبياً بـ (محكمة المهداوي)، كانت بفعل عناصر موتورة من عناصر الحزب الشيوعي التي مارست إرهاباً داخل قاعة المحكمة، وأشاعت أجواءً من الرعب في أوساط الشارع العراقي كله، مما كان له فعل المقصلة على رقبة القضاء العراقي المستقل، وشرعن لمسيرة وأد القضاء. ولهذا كان من الطبيعي أن يتصرف البعثيون ومعهم كل الأطراف التي عانت من ويلات الإرهاب الذي مارسته ميليشيات (المقاومة الشعبية) وسائر المنظمات المهنية التي تخطت بسلوكها المنحرف، الأهداف التي أجيزت من أجل تحقيقها، فكانت ردود الفعل التي تباشرها أجهزة الحكم تجاه العنف الإرهابي الذي واجهته، يتناسب في كثير من الأحيان مع مستوى الفعل المعادي. ومع ذلك فإن المؤتمر القطري الثامن للحزب الذي انعقد في بغداد عام 1974، لم يترك تجربة حكمه لتسعة أشهر عام 1963، لتمر من دون تسليط الضوء النقدي عليها، حتى ذهب البعض إلى أن تصويب الحزب لجزء من تاريخه، كان ثورة قائمة بذاتها، وأنه كان أقسى في نقده لها حتى من أعداء الحزب أنفسهم، ولم يكن ذلك الموقف يقدم رشوة لأي طرف من الأطراف لأن البعث لا يرى من هو أكثر منه استحقاقاً للدور القيادي في العراق والأمة العربية، كما أن هذا النقد لم يكن استمتاعاً في جلد الذات، بل وبتلخيص شديد كان رؤية ثورية ناضجة من حزب عريق واثق من نفسه ولا يخشى من أحد أبداً، لرسم معالم المستقبل على أسس راسخة، تسد على الأعداء أبواب التسلل إلى التجربة في محاولة لمنعها من تحقيق أهدافها، تمهيدا للإجهاز عليها وقتل الحلم العربي. تحية لذكرى عروس الثورات في ذكراها الحادية والستين. تحية لشهداء البعث الذين عمدوا طريق النضال القومي بدمائهم الزكية، ولم يبخلوا بشيء فعلوه من أجل نهوض الأمة من كبوتها. تحية لشهداء البعث وشهداء الأمة العربية في العراق وفلسطين وسوريا وفي كل مكان سقط فيه شهيد ليروي ثرى الأرض العربية. تحية لفرسان البعث الذين كان لهم شرف المشاركة في ثورة الثامن من شباط.   قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي بغداد 8 شباط 2024




الاربعاء٢٧ ÑÌÜÜÈ ١٤٤٥ ۞۞۞ ٠٧ / ÔÈÜÜÇØ / ٢٠٢٤


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان