البعث والقومية العربية أم صدام العراقي إن حزب البعث العربي الاشتراكي ليس كأي حزب سياسي، فهو يجسد رسالة الأمة ومبادئها السامية وقيمها الأصيلة وتاريخها المجيد وحضارتها الانسانية العريقة، فمنذ تأسيسه رفع شعار القومية العربية، ونادى بالوحدة العربية، فكانت أولى أهدافه هي الوحدة، فالبعث ولد من رحم هذه الأمة وعايش واقعها وآلامها وآمالها وتطلعاتها، فهو حزب عربي قومي بامتياز. لقد ركز حزبنا القائد منذ ولادته في السابع من نيسان -1947 على القومية العربية، وأكد ويؤكد دوماً على الثقافة والقيم الأخلاقية العروبية التي تميز الأمة العربية عن باقي الأمم، فقد اعتمد في فكره ونظريته على العروبة والايمان والتراث، وصاغ فكراً تميز بأصالته العربية وبعده الإنساني الذي يؤكد على الايمان برسالة الأمة الخالدة التي حملتها إلى الإنسانية جمعاء. إن العروبة تمثل أكثر الصفات والمفاهيم لدى البعث، فالعروبة انتماء إنساني، وهذا الانتماء ليس مجرد التحدث باللغة العربية فحسب، بل إن الانتماء للعروبة هو تعبير عن علاقات وعوامل اجتماعية وثقافية وسياسية وتاريخية وحضارية والتي تشكل بدورها واقع الإنسان العربي وتمثل مبادئه وقيمه وأصالته. إن من أهم المنطلقات النظرية للبعث هو الايمان بالقومية العربية إيماناً حقيقياً مطلقاً، فقد اعتبرها حقيقة حية خالدة، فالبعث حزب عربي قومي لكنه ضد المفاهيم العرقية والعنصرية والنزعات التعصبية، فكان وما زال يؤكد على الانسجام التام بين القومية والمبادئ الإنسانية، وأكد في دستوره على أن القومية هي تعبير عن إرادة العرب في الوحدة والتحرر والتعاون مع سائر الشعوب وبما يضمن للإنسانية سيرها القويم إلى الخير والرفاهية، فقد ربط بهذا بين القومية والإنسانية. لقد رفع البعث شعار "أمة عربية واحدة ... ذات رسالة خالدة"، كي يجعل لايدلوجيته صفة رسالية وأبعاد تاريخية وحضارية، يجعلها تثير وتحشد روح الحماسة والاندفاع في مسيرته النضالية الطويلة لدى المناضلين البعثيين من أجل تحقيق أهدافه المصيرية في الوحدة والحرية والاشتراكية، فالبعث هو حزب قومي يتوجه إلى أبناء الأمة كافة على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأصولهم وثقافاتهم.. هكذا هي فلسفة البعث في اعتباره العروبة هي إحدى أركان نضاله، بل في مقدمته.