أَيُّها العَرَبُ: "المُقاومةُ هِيَ الطَّريقُ الوحيدُ لِدَحْرِ الاِحْتِلالاَت أبو شام كثيرة هي القرائن التي تدل على أن ثمة تَغَيُّراً مهماً في الوجدان العربي يتعين الانتباه إليه واستثمار إيجابياته، الأمر الذي يعني أن السابع من أكتوبر هو بمثابة إعلان عن متغير تاريخي في المنطقة، يضعها على عتبات طور جديد في مسيرتها، يتجلى فيه إصرار المقاومة الوطنية على الدفاع عن كرامة وحق فلسطين والأمة في السيادة والحرية والاستقلال. إن الأمة العربية تواجه مأزقاً يتوجب علينا الاعتراف بوجوده والتعامل معه، وهو أن الفراغ يخيم على الساحة العربية، بحيث أننا لا نكاد نرى للعرب رأساً يلتفون حوله أو مشروعاً قومياً يدافعون عنه. فإذا أمعنا النظر في الساحة فإننا لا نرى سوى ثلاثة مشروعات أولها تركي والثاني إيراني والثالث صهيوني تقف وراءه الولايات المتحدة الأمريكية، الأتراك يتمددون اقتصادياً، والإيرانيون يتمددون استيطانياً وسياسياً والصهاينة يتمددون استيطانياً. لا يقف الأمر عند ذلك الحد، فهناك تحولات مهمة تحدث على أرض الواقع توحي بأن المنطقة العربية يتم إعادة رسم خريطتها من جديد، وأنها تقترب من الدخول فيما يمكن أن نسميه "سايكس بيكو" بنسخته الجديدة. إلا إذا تنبه العرب وتمسكوا بالورقة الرابحة لديهم وهي مقاومة هذه المشاريع جميعاً، والركون إلى الشعب والاعتماد عليه. كل المؤشرات على الساحة العربية كافية في التدليل على أن العالم العربي مرشح للانفراط، وأن عملية إعادة تشكيله تمضي في هدوء، في حين يبدو النظام العربي الرسمي لاهياً ومنصرفاً عما يجري. السيناريوهات كثيرة، وأخطر ما فيها أنها تتم في غياب العرب ودون أي اعتبار لمصالحهم، وهو غياب سيظل مستمراً ما استمرت الاحتلالات الأجنبية للأرض العربية، من فلسطين والعراق وسوريا ولبنان، مع تفشي الاحتلال الفارسي في المنطقة العربية، وللأسف فإن النظام العربي الرسمي مستغرق في تجاذباته وذاهل عما يمثله ذلك من خطر كارثي على الأمة العربية جمعاء. لقد عبرت عملية طوفان الأقصى في تحديها وانطلاقها بقوة ضد الاحتلال الصهيوني عن بعض تلك السيناريوهات التي تواجه الأمة العربية، وحذرت من تغافل النظام العربي الرسمي للرسائل التي وجهتها عن خطورة المرحلة الراهنة ومخططات العدو الصهيوني وأعداء الأمة من الشرق والغرب، فالمخطط الصهيوني واضح جلي يسعى لفرط عقد الأمة وبث الفكر المذهبي الطائفي لأن ذلك يسرع من قيام دولة صهيون اليهودية على أساس ديني. ولا ننسى الخطر الداهم والخبيث القادم من الشرق، والمتمثل بدولة الاحتلال المجوسي التي تعمل جاهدة على الوصول إلى الخليج العربي وبلاد الشام وحتى مصر، لأن أطماعها المجوسية تفكر بإعادة أمجاد فارس التي دحرها العرب المسلمون في القادسية الأولى وقضى عليها العراق في القادسية الثانية. إن الخروج من كل هذه المستنقعات يتطلب شرطاً أساسياً لا يمكن أن يتغافل عنه العرب وهو الدعم المباشر وغير المباشر للمقاومة الوطنية على امتداد الساحة العربية، كالمقاومة الفلسطينية التي تواجه المشروع الصهيوني، والمقاومة العراقية التي تمثل الحصن الحصين للأمة العربية من جهة الشرق، وأن أي تهاون أو تخاذل في ذلك سيؤدي إلى نتائج كارثية، ويُسَرِّع من وصول المجوس إلى مناطق لم يكونوا واصليها لولا هذا التهاون والتخاذل.