مئة يوم على العدوان على غزة فؤاد الحاج كيف يمكن إنقاذ شعب فلسطين من المذابح التي ترتكب بحقه بعد 100 يوم من الدمار والقتل والتهجير والتشريد؟ هل فتح معبر رفح ومعبر وادي عربة والجسور التي تفصل فلسطين عن الأردن تحل قضية ما يجري في غزة؟ وهل إذا دخلت جدلاً ما تسمى بالجيوش العربية في معارك ضد الكيان الصهيوني يمكن أن يتم إنقاذ شعب فلسطين؟ وهذا إن حصل ولن يحصل سيؤدي إلى قيام حرب عالمية ثالثة أو على الأقل إلى حرب إقليمية تنقسم فيها دول في المنطقة والإقليم. وهل قرار اتخاذ الحرب من الأنظمة العربية يمكن أن يحل المعضلة؟ وما هي الإمكانات التقنية اللوجستية والعسكرية في الأرض وفي الجو التي تمتلكها الأنظمة العربية للدخول في حرب لا أحد يعرف كم سيكون عدد ضحاياها، لأن أنظمة الدمى الناطقة بالعربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي دون استثناء يديرها محفل الشر الصهيوني العالمي سيكون مصيرها الدمار الشامل لأن قوى الصهيونية العالمية بقيادة إدارات الشر الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ودول أوروبية أخرى وأستراليا ستشارك في قصف وتدمير أي دولة تتدخل في الحرب ضد الكيان الصهيوني! وهل المتباكين على عدم فتح معبر رفح يعلمون لو أنه تم فتح هذا المعبر فأن معظم سكان غزة سيهرولون للخروج هرباً من جحيم القصف المجنون الذي يقوم به الكيان الصهيوني ضدهم رغم ما نشاهده ونسمعه في وسائل التواصل الاجتماعي من رفضهم ترك غزة، التي أودت حتى الآن إلى مقتل وفقد أكثر من 100 ألف شهيد وعشرات الآلاف المعوقين ودمار شامل لكل البنى السكنية والاقتصادية والتحتية في غزة. وماذا سينفع فتح معبر رفح بعد 100 يوم من الحرب الهمجية ضد الإنسانية في غزة! لو أن الأنظمة العربية ومنذ الأسبوع الأول على الأقل اتخذت قراراً بإغلاق السفارات ومكاتب العلاقات والشركات الصهيونية، وقطع العلاقات مع أي دولة تساند العدوان الصهيوني، ومنع تصدير النفط إلى أوروبا، ربما كان ذلك أوقف قتل وتهجير سكان غزة، ولكنهم لا يجرؤون على فعل ذلك لأنهم مرتهنون لمحافل الشر الدولية ومشاركون في قتل الشعب الفلسطيني وشعوبهم. الحل الوحيد المتبقي هو قيام ثورات شاملة ضد الأنظمة في البلدان العربية مهما عظمت التضحيات، ومهما كانت الخسائر، لأنها ستؤدي إلى تفكيك الجيوش العربية، وإغلاق سفارات دول محفل الشر وقطع العلاقات معها، وتدمير مصالحها وشركاتها، وهذا العمل ستكون خسارته مهما بلغت أقل من قيام حرب شاملة تكون ضحاياها ملايين البشر، كما أن هذا الفعل يحتاج إلى قيادة وطنية فعلية لا مكان فيها للمتخاذلين الذين يتاجرون بالقضية الفلسطينية. وهذا إذا حصل سيؤدي إلى ثورة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والأرض المحتلة سنة 1948، وإلى القضاء على سلطة عباس وشركاه ومن معهم من فصائل باعت سلاحها وارتهنت إلى محفل الشر الفارسي وولاية الفقيه في قم وطهران. وبالطبع هذا الحل أفضل من قيام حرب عالمية ثالثة. وهذا أيضا برأيي إذا حدث ولن يحدث برأيي سيؤدي إلى فوضى عارمة يكثر فيها سراق الثورات وتجار الدين والحروب بدعم من قوى الشر العالمية. إن الشعب الفلسطيني الذي صمد وحيداً على الرغم من خاصرته العربية المتخاذلة والخناجر المسمومة من الإخوة الأعداء من الفلسطينيين الذين باعوا فلسطين منذ مؤتمر مدريد حتى أوسلو ينشرون السم في الجسم الفلسطيني الذي ما يزال صامداً بكل ما تحمله معاني البطولة والصبر على ظلم ذوي القربى. هذا الصمود البطولي والاستبسال في الدفاع عن فلسطين وشعبها وليس على غزة فقط، لأن ما جرى في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 غير مسار التاريخ الفلسطيني بقصد أو بدون قصد من الذين بدأوا بهجومهم على الكيان الصهيوني، وأن استمرار صمودهم في وجه أعتى آلة حرب وأشدها فتكاً في القرن الحادي والعشرين قد أعادوا للأمة نبضها، يضاف لها أنها أيقظت شعوب العالم التي استفاقت من غفلتها وعرفت حقيقة الكيان الصهيوني الذي ينشر الأكاذيب والأباطيل ويبثها عبر وسائل إعلامه العالمية من أمريكا والدول الغربية، مما جعل وسائل إعلامية أخرى تبحث عن حقيقة القضية الفلسطينية ومجرياتها، ما كشف أستار التضليل الإعلامي الصهيوني. وهذا ما جعل شعوب العالم تنتفض مؤيدة للحق الفلسطيني، الذين بدأوا بالحديث العلني ضد حكوماتهم وأنظمة الحكم فيها. والأهم هو محاكمة الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية في لاهاي بغض النظر عن نتائجها. وتبقى أمنيتي أن تتحقق انتفاضة الشعب المؤجلة إلى أمد غير معروف في الأقطار العربية ضد أنظمتها المتخاذلة لتجرفها إلى مزبلة التاريخ. مع تكرار خوفي من أن تظهر مجدداً الأيادي الخبيثة والمجرمين تجار الثورات والبشر بدعم من قوى الشر العالمية والإقليمية والقطرية. لذلك يبقى التمني والحلم مرتهناً بقدرة الأمة على التغيير. بالطبع هذا رأيي الذي لا ولن يأخذ به أحد ولن يتحقق في المدة المنظور كما أعتقد، ولنا دروس وتجارب مرت بها المنطقة العربية منذ احتلال فلسطين وثورة الجزائر وصولاً إلى تدمير العراق واحتلاله.