لنفتش عن ماء الحياة ماء الكرامة ماء العروبة خالد مصطفى رستم لنعد إلى القيم والمبادئ ولنتجاوز الخلافات والمشاحنات بين روافد البعث العربي الاشتراكي المؤمنة ببعثيتها ....والقوى القومية الأخرى الصادقة بقوميتها والتي لا تتيه في تداخلات الخنادق وتعتبر الوطن العربي بكامله متساوي بالأهمية وتقف مع العرب ضد أعداءهم مهما كانوا ومهما كانت علاقاتنا ومصالحنا الشخصية معهم فالعروبة كل لا يتجزأ والموقف القومي لا يتقبل المراوغة وتغيير الألوان ومن يدعي الالتزام بالعمل القومي ويقف مع أعداء العروبة من ترك وفرس وصهاينة ومن يدعمهم فليس إلاّ حرباء يتغير جلدها عند كل تحليل أو التزام وليس بعربي ولا قومي حتى لو ملأ الدنيا صراخاً بانه عربي ........ لو أردنا ان نكون منصفين فعلينا أن دين بعض من القيادات القومية التي لم تنظر لأحزابها كنظرية وأسلوب للتوحد والتحرير وإنما اعتبرتهم حصان يمكن الركوب عليه لدعم حكم أو سلطة أو مكاسب شخصية ... من مع البعث أو مع الحركات القومية الأخرى عليه ان يكون صادق وملتزم مع المبادئ والأفكار التي يؤمن بها والأهم منها ممارساتهم اليومية في العمل القومي الوحدوي والتحرري ...وتحقيق العيش الكريم للمواطن العربي في كافة أصقاع الوطن العربي .... نرى جعجعة ولا نرى طحيناً ........شعارات وخطابات تملأ الساحات والنوادي وووو وعندما تلوح فرصة للعمل التوحدي تثار الأقاويل والأفعال وردود الأفعال لخلق فتنة الغرض منها تبرير الابتعاد عن التوحد والعمل الوحدوي التحرري...... ويستمر دعاة المبادئ بالحكم ويستمر استغلال الشعارات البراقة التي يحلم المواطن العربي في تحقيقها .... .... القائد الذي يتنازل عن كرسي الحكم في سبيل تحقيق الوحدة هو القائد الحقيقي والضرورة .... القائد الذي يفتش عن السبل لخلق ممارسات وحدوية هو القائد الضرورة.. زمن القائد الضرورة المتمسك بكرسي الحكم ذهب ...... وكان دوماً عامل ابتعاد وإحباط لأي عمل وحدوي .... العمل في المجال الاجتماعي والاشتراكي يتماشى مع العمل الوحدوي التحرري الديمقراطي ولكن يبقى منقوصاً مع وجود أنظمة سايكس بيكو، ومهما سمونا وأبدعنا في هذا المجال يبقى منقوصاً ما دام ليس في دولة الوحدة فالتكامل الوحدوي يساعد على التكامل الاشتراكي وليس العكس .... الديمقراطية ليست خطر على دولة المؤسسات ولا على الحكام ما داموا يؤمنون أنهم موظفون يعملون لخدمة الوطن والمواطن ...بل هي تعزيز لهم وعامل مساعد مهم في دعمهم لغرض تحقيق واجباتهم .... لنعد إلى العروبة فليس لنا خلاص إلا بتوحدنا وتحقيق دولتنا العربية من الرباط إلى البحرين ... غالبيتنا نتذكر العرب والعروبة في الأزمات ونطالب من بيدهم الحكم في مؤسسات سايكس بيكو ان يتخذوا موقفاً صلباً مع اخوته العرب عندما يتعرضوا للمحن والعدوان من الأجنبي وخاصة مع قضايا أهلنا في فلسطين العربية وأملهم بتلك التمنيات كمن يطلب من ماء البحر أن يزيل الطمي وعندما يتحققوا من حقيقة ان الحكام العرب هم صنيعة الأجنبي ودويلاتهم محمية من قبل الأجنبي وقرارهم بيد الأجنبي يزول الحلم ويعم الامتعاض والكره والخيبة ... وعندما يزول العدوان يتأقلموا مع قطريتهم وينسوا أنه عليهم ان يناضلوا ليحققوا العروبة التي هي وحدها القادرة على تحرير الأراضي العربية المغتصبة ووحددها تمنع العدوان من الطامعين أيا كانوا اقليمي أو دولي ووحدها من تحقق العيش الأفضل وبما في ذلك الأهم الكرامة العربية . البعض يعتبر ما نؤمن به انما اضغاث أحلام وينسوا أو يتناسوا الدروس والعبر وتجارب الشعوب حولنا (الاتحاد الأوربي الذي لا يجمعهم رابط قومي) وانه لا كرامة ولا أمن لدويلة مهما كانت غنية أو متطورة الا بكونها قوية ومنيعة وقوتنا نحن العرب فقط بوحدتنا وعروبتنا. نفرح لموقف منفرد مقاوم يعوض ما بنفوسنا من خذلان (كما حال صمود المارد المقاوم الفلسطيني في غزة اليوم والأمس وفي كل يوم) ولكن سرعان ما نعود للأحزان بعد بيادر الحصاد فكل المواقف ومهما عظمت قدسيتها إذا لم تصل ببيادرها الى الحصاد الوفير ستودي بالمحصلة (نتيجة الضعف والفرقة واستهداف الأعداء لهذه الأمة) الى نتيجة حقيقية وهي التمادي في الخسران. خسرنا فلسطين وخسرنا الأحواز ونخسر يومياً جزر وأراضي هنا وهناك وسيستمر الخسران ما دمنا مخلوقات غير قادرة أن تحمي نفسها. لنفتش عن ماء الحياة ماء الكرامة ماء العروبة الذي يحفظ كرامتنا ولا يعرضنا كل يوم الى الامتعاض والخذلان. أهلنا في الوطن العربي وبكل مكوناتهم العرقية والدينية والطائفية لنكن مكون واحد اسمه الوحدة (أو الاتحاد العربي) وهذا أبداً لا يعني زوال أو اضعاف بقية المكونات وإنما عز وشرف لهم. مهم جداً للتوضيح: اخترنا ان يكون اسم المكون الذي ننادي بوحدته تحت اسم العربي ليس من باب الشوفينية أو التعصب العرقي وانما كون أغلبية سكان وطننا العربي عرب ولو كانت غالبية سكان أقطارنا امازيغ لقلنا الاتحاد الأمازيغي او لو كان الغالبية كرد لقلنا الاتحاد الكردي.. لكي أكون قومي عربي فعلي قبل كل شيء أن أؤمن بأنني أنتمي الى كل مكونات أمتنا العربية مهما كثرت او قلت أعدادها. نقف مع التمجيد والاعتبار لقدسية شهداء أهلنا في غزة ونقف ونواسي ألم أهلنا ومعاناتهم في غزة وكل الأراضي الفلسطينية وهذا ما يمكننا ان نقدمه كشعوب مغلوبة على أمرها وليس بيدنا حيلة وأمام الصمت العالمي في نصرة الانسان وسكوتهم عن المجازر التي لم يعرف لها العالم مثيلاً عبر التاريخ أعود وأقول إنه لن يكون لنا كرامة إلا بقيام الدولة العربية الواحدة، ومهم جداً أن نفهم أننا عندما نتخلى عن النضال لتحقيق قيام هذه الدولة فسنكون مشاركين فعليين في قتل أهلنا في فلسطين وفي الأحواز وعلى امتداد الساحات القومية. لنفتش عن ماء الحياة، ماء الكرامة، ماء العروبة.