وداعاً وأهلاً وسهلاً فؤاد الحاج وداعاً أيها العام القديم، لقد عشت معنا وعشنا معك، أكلت من عمرنا وحرقت قلوبنا وأعصابنا، عشنا أفراحك وأتراحك، أحببناك وأحببتنا، كرهناك وكرهتنا، سايرناك وسايرتنا، أغضبناك وأغضبتنا، وكنا دائماً نحن وأنت، نعلم أننا لا نستطيع الفراق عن بعضنا إلا عندما تحين ساعة الفراق لأن كل شيء مقدر في الخالق القدير. لا تعجب أيها العام المنصرم، إذا ودعناك بالحزن والأسى، ولم ترَ في دموعنا إعلاناً بحبك والتعلق بأيامك ولياليك، فما الحزن عندنا إلا بعض مظاهر الوداع، أي وداع.. وما الدموع عندنا إلا بعض شعائر الفراق، أي فراق. لذلك لا تعجب إذا رأيتنا نستقبل العام الجديد كما نستقبل الملك أو الرئيس أو الأمير الجديد الذي نأمل منه تحقيق بعض طموحاتنا، ولا تعتب إذا رأيتنا بعد ذلك نشيعك كما نشيِّع الملك أو الرئيس أو الأمير المخلوع. فبالرغم من أننا نحزن للوداع، إلا أننا نفرح باللقاء، وبالرغم من أن السير في ضباب المستقبل عندنا قد يكون قفزة في الظلام، إلا أنه قد يكون أيضاً قفزة إلى الأمام حيث النور. لذلك نحن نعيش دائماً على الأمل، وعلى لعل الأتي أفضل، ونحن نبحث عن الأمل، لأننا نريد أن نبدد الظلام الدامس ولو بنور ضئيل. فيا أيها العام الراحل، لن نقف عند وداعك طويلاً لأننا لا نريد الالتفات إلى الوراء، وسنكتفي بأن نقول لك وداعاً. وأما أنت أيها العام الجديد فأهلاً وسهلاً بك، فنحن لا نعرفك حتى الآن، ولا نعرف خيرك من شرك، ولكننا نعرف أننا نريد الخير للبشرية ولأهلنا في الوطن الأم، لأنهم يعيشون حالة لا يمكننا وصفها مهما استعملنا من كلمات فيها الفرح والحزن معاً، لذلك نريد نحن وإياهم العيش بسلام واطمئنان وراحة بال على أمل القضاء على الفقر والمرض والجهل، كما نريد الخير والعدالة لنا ولأجيالنا. ونعرف أيضاً أن الكلمة الطيبة تبقى شعاع النور الذي ينتقل من قلب إلى قلب حاملاً بيادر المحبة لجميع الناس. أيها العام الجديد، أنت مرتبط بنا، ونحن مرتبطون بك، سواء أردت أنت، أو نحن لم نرد، فلتكن رفقتنا ممتعة، ولنبذل جهدنا متعاونين معاً، كي نصل بر الأمان معاً، فغداً سنودعك أو ستودعنا، لا فرق، فنحن وأنت مودعين ومستقبلين كنا، وهكذا سنبقى، كما سيبقى ذلك لغزاً أبدياً، فمنذ الآن نهتف من أعماقنا وداعاً أيها العام المنصرم، ويا أيها العام الجديد ألف أهلاً ومرحباً، مع التمنيات أن يعم الأمن والسلام ربوع بلاد العالم كله، وأن تنتشر روح المحبة بين البشر. وأن تسود الوطنية بدلاً من الطائفية والمذهبية التي دمرت لبنان والعراق وسوريا. مترحمين على أرواح الشهداء الذين رووا بدمائهم الذكية تراب أرض فلسطين والعراق وسوريا والسودان وبقية أرض المنطقة الممتدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي. ويبقى أن أتساءل، ترى ماذا سيكتب التاريخ عن إدارات الشر الأمريكية؟ وعن جرائم الصهاينة في فلسطين المحتلة، وعن ملالي قم وطهران؟ وماذا سيذكر التاريخ عن ورثة اتفاقيات "أوسلو" و"طابا" و"شرم الشيخ" و"القاهرة" و"واي بلانتايشن"، و"أنابوليس"؟ وماذا سيكون مصير أنظمة التبعية لمحافل الشر الدولية؟، وماذا سيذكر التاريخ عن حكام الدمى وأتباعهم في عراق الحضارات والتاريخ! أخيراً أسأل العلي القدير أن يلهمنا جميعاً روح المحبة والتعاون البناء، لنقف جميعاً صفاً واحداً، في مواجهة الطغاة وأنظمة الفساد مجتمعين. وكل عام والجميع بخير 31/12/2023