افتتاحية العدد 393 الخاص بذكرى استشهاد الرئيس القائد صدام حسين الشهيد صدام حسين نموذج قيادي متفرد كزعيم وقائد عربي، توفرت في شخص الرئيس القائد صدام حسين كاريزمات قيادية نادراً ما تتواجد مرة واحدة في شخص قائد واحد. لقد كان الشهيد رحمة الله تغشاه يمتلك رؤية عميقة لبناء الدولة وتفعيل وتثوير مختلف قطاعات الإنتاج في ميادين الزراعة والصناعة والبحث العلمي، وكان يعرف تسلسل أرجحيات كل ميدان من ميادين التطور والتقدم ويجيد صناعة التوازن بينها. واجتمعت في شخص الرئيس صدام حسين القدرة على التفكير والتعبير عن التفكير مع قدرات الفعل الميداني، بمعنى آخر إنه كان رجلاً مفكراً قادراً على الإنتاج العقلي الذي ينير مسارات التطبيق. ومن بين مواهبه رحمه الله أنه كان متمكناً في فهم مسارات اقتصاد الدولة مثلما كان مدركاً لمكونات السياسة ومداخلها ومخارجها، وفي هذا الإطار يجب أن نذكر أن المنهج الاقتصادي التحرري الوطني القومي بدأه الرئيس صدام حسين بهندسة قرار تأميم النفط مع رفاقه في قيادة الثورة، وهو قرار اقتضى حضور عوامل الشجاعة والبسالة والإقدام، وهي العوامل نفسها التي حضرت في السياسة الوطنية والقومية وفي مقدمتها الموقف الحازم من حقوق الأمة في الوحدة والتحرر وتبني خيار الاشتراكية العربية. وجمع القائد الشهيد بين خصال القائد المدني المقتدر وبين خصال العسكري القائد المقتدر. لم تفارق ذاكرته المتقدة أبداً، إنه رجل سياسة مدني حين اقتضت الحاجة وفرضت الظروف أن يدرس القيادة العسكرية الاستراتيجية ليقود العراق والأمة في تحقيق أعظم انتصاراتها التاريخية. ويبقى باب البحث في التفرد القيادي للقائد الرئيس الشهيد صدام حسين مفتوحاً لكل مجتهد في الاستكشاف والاستشفاف لأزمنة طويلة قادمة.