غزة عربية وطوفان الأقصى عربية بقلم: علي العبيدي نرفض ونقاوم المشروع الإيراني الاحتلالي الطائفي في وطننا العربي، ونثق ثقة تامة بأنه مشروع ولد ميتاً وسيقبر نهائياً عما قريب، لأنه مشروع استعماري احتلالي مبني على متناقضات كريهة، ولأنه مدعوم من الامبريالية والصهيونية، ولم يشهد بعض المد إلا بعد غزو العراق واحتلاله، ولأنه باطل وعدواني ويرفضه معظم العرب. من جانب آخر ، فإننا لن نمارس افتراضاً مجرداً إذا قلنا إن الرئيس الشهيد صدام حسين ونظام البعث الوطني كان سيقف مع معركة طوفان الأقصى دون قيد أو شرط، وكان سيدعمها بالرجال والسلاح والمال، بل وكان يمكن لهذه المعركة البطولية أن تتحول فعلاً إلى حرب تحرير شاملة لفلسطين كلها. نحن نقول هذا الافتراض لأننا مقتنعون به قناعة تامة ونهائية. معركة طوفان الأقصى معجزة عربية، كل ما حصل فيها إلى الآن هو بفكر عربي وذراع عربية ودماء عربية وبيوت مهدمة عربية، أما السلاح فلن نسأل عنه، ليس لأنه لا يعنينا بل لأن كل السلاح العربي في كل أقطارنا العربية يتراوح بين مستورد من دول أجنبية، وبين مُهدى من دول، وبين مهرب من دول. طوفان الأقصى عربية فلسطينية غزاوية بكل تفاصيلها، فلماذا نمنح دولة أو مشروعاً طائفياً أو ذراعاً أجنبياً تم قطعه من جسدنا بطريقة بتر قيصرية الفضل أو الدور أو حتى المشاركة الإعلامية الفارغة فيها؟ طوفان الأقصى نتاج معاناة خمسة وسبعين سنة عاشها شعب قُتل وشُرد ومُورست ضده الفاشية والنازية والوحشية والهمجية والعنصرية بأبشع أنواعها وبأقسى وقائعها ولا زالت تمارس، هو شعب فلسطين وليس شعب فارس ولا الأتراك ولا الشيشان ولا نيجيريا. ومن هذه المعاناة الفريدة تكونت جلود للمقاومين الفلسطينيين غير جلود البشر، ونمت لهم أفئدة غير أفئدة الناس، وتشكلت لهم إرادات مختلفة نوعياً عن إرادات حكام العرب وتجارهم وصُناعهم وسياحهم وفقهائهم ومطبليهم ومنظريهم وفلاسفتهم، وطفى لعرب طوفان الأقصى فكر غَيَّر فكرنا المنقوع بالمبررات والحجج وصناعة الشماعات، فكر يبدأ من بداية التاريخ ويعبر عصر الذكاء الاصطناعي ويسفه كل ما قيل ويقال عن المستحيل وقوة القوة وعجز الضعفاء، فكر أصيل ناضج عميق راجح أساسه أن المؤمن بالله وبالحق قوي.. قوي.. قوي.. بل إن قوته تفوق القوة المادية والتكنولوجية والتقنية، فكر انغلق على خديعة الدعم والاسناد وانفتح على الإيمان بالذات بعد أن تتكون عظامها وأعصابها ولحمها من مكونات الإيمان بالله. طوفان الأقصى عربية فلسطينية، فلا تعطوا منها حصة لأي كان، ولا تمنحوا الفضل لأي طرف أو دولة لأن السلاح والمال بدون إرادة رجال الطوفان واستعدادهم مع شعبهم للصبر والثبات وتقديم التضحيات لما كانت معركة السابع من أكتوبر التي صنعت لفلسطين وشعبها ومقاومتها سفراً جديداً وصنعت للكيان الصهيوني ملامح فنائه الحتمي.