نظام الملالي في طهران ضرورة أمريكية صهيونية الإعلامي أبو الحسنين علي نعم هناك من هو ضد النظام الإيراني في الإدارات الأمريكية المتعاقبة، نعم هناك بعض التقاطعات والخلافات بين نظام طهران والإدارات الأمريكية، ولن نقول إن هذا الحال مصنوع لتمثيلية محبوكة، لكننا نقول إن هناك أيضاً في الإدارة الأمريكية من هو مع إيران ويتخادم معها، بل إن هناك من يرى في نظام طهران صديقاً مهماً استراتيجياً للإدارات الأمريكية. وحتى لو افترضنا أن التوازن الديناميكي بين الطرفين متساوي أو يميل قليلاً لإحدى الكفتين فإنه يكفي لبقاء نظام الملالي عملياً محمياً من الولايات المتحدة الأمريكية. لماذا؟ دعونا نحاكم عملية النفاذ الإيراني للجسد العربي في العديد من أقطاره فسنجد أول ما نجد أن النفاذ طائفي خالص وإذا قدمت إيران أي دعم مادي لأذرعها الطائفية فهو ليس لدعم تلك الأطراف في حماية وطن وشعب ولا لتحرير أرض بل لتقوية مدها الطائفي الحامل لمشروع إيران الفارسي الاحتلالي لأرض العرب. وعلينا أن نتذكر عملياً أن إيران حاربت العراق الوطني القومي العروبي ومن ثم تعاونت لغزوه من قبل دول تعادي العرب وتناصر بل تحمي الكيان الصهيوني بالعلن ودون مواربة وبلا موازنات. وإن النظام الإيراني قد عاش حقبة ازدهار نفوذه بعد غزو العراق واحتلاله وتحت جناح وبحماية ذلك الاحتلال. هذا يعني أن إيران تشرذم العرب عملياً بسلاح الطائفية الذي هو أخطر وأمضى من سلاح القنابل النووية وأعنف من بطش البوارج والصواريخ. وفعلياً لم يشهد العرب وهناً وضعفاً وتشتتاً وضياعاً عبر أنظمتهم الحاكمة كمثل الذي شهدوه ويشهدوه بعد غزو العراق واحتلاله. إن شرذمة العرب وتوزيعهم إلى ولاءات مذهبية وعرقية وتعميق محنة توزيع ولاءاتهم بين الدول الاستعمارية والامبريالية لا يخدم إيران لوحدها بل يخدم قبلها المشروع الاستيطاني الصهيوني. النظام في إيران ضرورة حياتية استراتيجية للديمقراطيين وللجمهوريين على حد سواء إذ كليهما معني بحماية الكيان الصهيوني. وهذه دماء غزة تسيل أنهاراً وإيران وذيولها يتفلسفون ويناورون ويهاترون دون فعل حاسم كان يجب أن نراه عيانياً في جنوب لبنان وفي الجولان. إيران تخدم مشروعها الاستعماري لأرض العرب ولم يعد هذا اختراعاً ولا اكتشافاً بل حقيقة شاخصة لا يراها غير المنتفعين شخصياً وعائلياً وحزبياً من طائفية إيران المدمرة للعرب ولأقطارهم.