البعث وفلسطين تلازم المسار والمصير- ج 1 مهند أبو فلاح أسهمت نشأة وتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي في القطر السوري الملاصق لفلسطين السليبة في تلازم مساره النضالي مع مصير هذه البقعة المباركة من الأرض العربية حيث احتلت مرتبة الصدارة في سلم قضاياه وألوياته وظهر ذلك جلياً منذ العام 1947. بادر البعث إلى تعبئة المتطوعين لقتال العصابات الصهيونية بعيد صدور قرار تقسيم فلسطين عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في التاسع والعشرين من تشرين ثاني / نوفمبر 1947 وانخرط كثير من قادته وكوادره وعلى رأسهم الرفاق المؤسسون لهذا الحزب العربي الأصيل في صفوف جيش الانقاذ بقيادة المجاهد المخضرم فوزي القاوقجي ومن بينهم الرفيقان الأستاذان أحمد ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار حيث حطا رحالهما في العام التالي 1948 في بلدة جبع إلى الجنوب من جنين على الطريق المؤدية إلى نابلس. شن البعث حملة شعواء ضد الصهيونية وداعميها من القوى الإمبريالية وحرض أبناء الأمة العربية على خوض غمار نضال مزدوج لا هوادة فيه ضد الصهاينة على ثرى فلسطين من ناحية وضد الإمبريالية وأذنابها من ناحية أخرى مدركاً أنه لا خلاص لشعبنا العربي مما هو فيه من معاناة وتشرذم وتناحر واستغلال طبقي مقيت إلا بالقضاء على رأس الأفعى في تل أبيب واجتثاث كل من يهاودها ويهادنها من أبناء جلدتنا المرتبطين بالمصالح والدوائر الأجنبية الخارجية الموالية للصهيونية قلباً وقالباً. لذا لم يكن مستغرباً أن يتبنى البعث الثورة الفلسطينية المعاصرة منذ ما قبل انطلاقتها العسكرية في الأول من كانون ثاني يناير من العام 1965 ويفتح لها معسكرات التدريب على الأراضي السورية في ميسلون والهامة وغيرهما في أعقاب ثورة الثامن من آذار / مارس المجيدة من العام 1963 حيث حظيت قوات العاصفة الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " بإسناد نظام البعث الثوري الأصيل في القطر العربي السوري والذي سعى جاهداً إلى توفير كافة مستلزمات الكفاح المسلح لتحرير فلسطين من براثن الصهاينة. لم يكتف البعث بدعم الثورة الفلسطينية المعاصرة في مواجهة العصابات الصهيونية بل أدرك أهمية و حيوية قضية تحويل مياه نهر الأردن باتجاه صحراء النقب فأقام مشروعات ضخمة للحيلولة دون حدوث هذا الأمر و جيش الرأي العام العربي في مواجهة هذا الخطر الداهم و قدم الخطط الضرورية للقضاء عسكرياً على الكيان الصهيوني و تحرير كل فلسطين خلال مؤتمر القمة العربية الثالث الذي عقد في مدينة الدار البيضاء " كازابلانكا "في المغرب في شهر أيلول/ سبتمبر من العام 1965 عبر الرفيق المناضل سيادة الرئيس اللواء محمد امين الحافظ رحمه الله تعالى و دفع ثمن ذلك باهظا من خلال الردة الشباطية في الثالث و العشرين من شهر شباط / فبراير من العام التالي 1966.