قراءة هادئة في علاقة حركة حماس مع إيران والموالين لولاية الفقيه - الحلقة الثالثة زامل عبد والسؤال لماذا لا تقدم إيران شيئا مقابل ذلك الذي اشرت اليه بالحلقتين السابقتين؟ وألم يكن كافيا شكرها من قبل أبي عبيدة، ولم تكف رسالة محمد الضيف لحسن نصر الله كي يتواصل الدعم؟ ولماذا يشترطون أن يجري إذلال الحركة من خلال رئيس مكتبها السياسي وكأنها تأتي إلى بيت الطاعة ، فضلا عن تغيير موقفها من نظام الأسد وجرائمه المرتكبة بحق الشعب السوري ؟ ، إن الصفقة التي بصددها تتمثل في أن تدير حماس ظهرها للأمة التي تشتبك مع إيران بشكل واسع في نقاط عديدة ، وتعطي الغطاء لاحتلال أدواتها أربع عواصم عربية ، وشهيتها للمزيد بنفس طائفي مفضوح مقابل وعد بالدعم ، لا يجزم أحد بما إذا كان سيتحقق أم لا ، لا سيما ما يتعلق بالسلاح ، إذا كانت إيران حريصة على المقاومة ، فلماذا لا تدعمها دون شروط مذلة ؟ ولماذا لم تقدم أي شيء في حرب غزة الان بل جاء الرد على كل ما صدر من مناشدات واشارات على لسان الناطق الرسمي أبي عبيدة كلمة حسن نصر الله مساء يوم الجمعة 3 تشرين الثاني 2023 بان ايران وحزب الله لأعلم لهم بقرار عملية طوفان الأقصى وان القرار كان قرارا لحماس فقط ها هي استحقاقات مديح قد قدمت ، وفي ذلك الاحتفال النصر الذي أقيم في غزة كما قدم أبو عبيدة لإيران وتركيا وقطر الشكر، لكن شيئا لم يصل أيضا ، مع أن الجميع يعرف ما فعلته إيران مقابل ما قدمه آخرون وفي مقدمتهم جهات شعبية قدمت مساهمات كبيرة لم يكن ذا اثر مستقبلي وحتى حركة الجهاد الإسلامي التي تعتمد بالكامل على إيران ، ولم تتورط في مواقف تغضب الحرس الثوري ولم تحصل على سلاح يُذكر بعد الحرب إياها ، بل إن تمويلها قد تراجع أيضا ، شأنها في ذلك شأن كل القوى التي تدعمها إيران ، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في إيران ، إن الصفقة التي نحن بصددها تتمثل في أن تدير حماس ظهرها للأمة التي تشتبك مع إيران بشكل واسع في نقاط عديدة، وتعطي الغطاء لاحتلال أدواتها أربع عواصم عربية، وشهيتها للمزيد بنفس طائفي مفضوح، مقابل وعد بالدعم، لا يجزم أحد بما إذا كان سيتحقق أم لا، لا سيما ما يتعلق بالسلاح ، ليس فقط لأن مسارات تهريبه باتت أكثر صعوبة ، بل أيضا لأن إيران لا تنوي الاشتباك مع العدو الصهيوني في هذه المرحلة التي تتحول فيها إلى دولة مذهب عينُها على تثبيت مكاسبها الجديدة بأي ثمن وما جرى بعد اغتيال قادتها وقادة حزب الله في الجولان والرد المحدود بعد ذلك في شبعا ، كان بمثابة رسالة واضحة بأن صراعنا لم يعد معكم أيها الصهاينة ، ولكن لا تحرجونا ، وفي المقابل فنحن لن نحرجكم ، ولن نقترب منكم لا في الجولان ولا في جنوب لبنان ، حتى لو اضطررنا لمواصلة الحديث عن المقاومة والممانعة لأغراض التسويق الدعائي أي ان يكون الاتفاق الغير موقع مع حزب الله اللبناني - قواعد الاشتباك - الذي يقوم على فكرة التوازن في الاعمال الحربية هو أساس الواقع الذي لابد ان يسود في حدودكم الشمالية ، ومن هنا لابد من توكيد امرا مهما وهو من سذاجة أطروحات البعض عن تفعيل جبهة المقاومة والممانعة التي تبجح بها الملالي وذيولهم حيث لم تعد موجودة أصلا بعد أن تحول سلاح حزب الله اللبناني إلى صدر الشعب السوري وذهب للعراق أيضا وباعتراف نصر الله واطراف عراقية تتظاهر بالسعي لتحرير ناحية جرف الصخر في محافظة بابل من الاحتلال الإيراني وحزب الله اللبناني والتي حولوها مزارع ومعامل الكوكائين والحشيشة واستخدام مصانع التصنيع العسكري فيها للبرنامج الإيراني - تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة - وبعد أن تحول السلاح الإيراني عموما إلى أداة احتلال لعواصم عربية ، وعبث داخلي بأخرى ستظهر تجلياته لاحقا ربما في البحرين أو السعودية وغيرها وقد اشرت اكثر من مرة وقبل سنين من خلال ما كتبت الى فيلق مكة الذي يتبع لفيلق القدس الإيراني من حيث التدريب والتسليح ويتخذ من الصحراء العراقي وحفر الباطن مواقع لقواعده ومن ابرز فعالياته اختطاف الصيادين القطريين ومنهم من العائلة الحاكمة في صحراء المثنى والعملية التي انفضحت لاحقا مقايضتهم بالأموال لصالح ايران ومن ابرز هذا التشكيل الصفوي حزب الله العراقي ، ما لم يُلجَم عدوانه بالطرق المناسبة ، وإيران ليست معنية أبدا بتوتير العلاقة مع مصر نظام السيسي ، الذي يشكل أداة الحصار الأكبر لقطاع غزة لاسيما أنها ترى أنه معها في مسألة الإبقاء على بشار الذي يمثل الركن الأكبر في مشروع تمددها في المنطقة ولوحظ مؤخرا السعي الحثيث لإعادة العلاقة فيما بين ايران ومصر الى سابق عهدها ، وبهذا هي لن تقايض العلاقة معه بالعلاقة مع حماس ، أما الأهم في هذا السياق فيتمثل في حقيقة أنه لن يكون بوسع حماس أن تذهب إلى طهران في ذات الوقت الذي تعانق فيه تركيا وقطر ، فهذا بلغة التحالفات لن يكون مقبولا يتبع بالحلقة الاخيرة