عنصرية الكيان الصهيوني نبيل مرتضى أشعلت تصريحات ما يسمى "وزير التراث الصهيوني" عميحاي الياهو في مقابله مع راديو كول بيراما الذي اعتبر الوزير التابع لحزب القوة اليهودية اليميني المتطرف بقياده وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير وهو حزب يؤيد بناء المستوطنات واستعادة السيطرة على القطاع ويتبنى افكار متطرفة (ان إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزه أحد الخيارات المطروحة كما أكد اعتراضه على السماح بدخول أي مساعدات انسانيه إلى غزه مؤكدا بأنه لا يوجد شيء اسمه مدنيين غير متورطين في غزة). وسبق للرئيس الصهيوني إسحاق هرتسوغ أن قال: (إن غزة كاملة تتحمل المسؤولية وليس صحيحاً القول إن المدنيين غير واعين وغير ضالعين كان بإمكانهم الانتفاضة ومحاربة ذلك النظام الشرير الذي سيطر على غزة بانقلاب نحن في حالة حرب نحن ندافع عن بيوتنا). وهذا أجاز قتل جميع أبناء غزة، القتل لا يستثني أحد. فيما أكد "وزير الدفاع الصهيوني" يواف غالانيت بقوله للأسف في الحرب أيضاً هنالك تكلفة، وقد دفعنا ثمناً باهظاً لأننا نواجه وحوشاً بشرية. ويمكن أن يعكس تصريح ما يسمى "وزير التراث الصهيوني" إرهاب دولة وتحريض على جريمة حرب ودعوة للإبادة الجماعية وجريمة كراهية، وإن هذا التصريح الخطير يمثل أحد أوجه العنصرية، ويجب أن تقوم الجنائية الدولية بأخذ التصريحات الخطيرة على محمل الجد، وإن حماية المدنيين من مسؤولية قوات الاحتلال. في عام 1965 اعتمد المجتمع الدولي الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التميز العنصري والتميز الاثني أو العرقي، ولكن الكيان الصهيوني قائم على سياسة الفصل العنصري، في فصل الطرق والبنى التحتية والدخول إلى الأراضي المملوكة للعرب، ومن ثم مصادرتها باعتبارها منطقة عسكرية وما يمنح من حقوق للمواطنين الأصليين أقل بكثير مما يعطى للمستوطنين اليهود في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة يمثل صورة بشعه للنظام العنصري، وهناك أوجه تشابه ما بين معاملة غير البيض في جنوب أفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري ومعاملة الكيان الصهيوني للفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة. والحديث عن فلسطينيي الداخل فإنهم في نظرهم مواطنين من الدرجة الثانية على الصعد كافة. إن بناء جدار الفصل العنصري يمثل أكبر تحدٍّ للشعب الفلسطيني في التنقل بين الضفة الغربية والداخل الفلسطيني، ويحول دون حرية الحركة والأسلوب المذل والمهين للفلسطينيين خلال مرورهم على الحواجز، حيث يجبرون بالمرور على الكلاب البوليسية. إن حصار غزة لمده 17سنة بدون مسوغ قانوني يعتبر جريمة حرب وشكل من أشكال التميز العنصري. فكان السابع من أكتوبر الرد المزلزل على النهج العنصري للعدو الصهيوني بعد أن فقد شعبنا ثقته في تكوين دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإن أبناء فلسطين دافعوا عن أمة العرب وأحرار العالم، ويحرك حماسهم البطولي ماضي الأمة المشرف من أجل مستقبل مشرق، فقد استحضر أبطال غزة أن أمتنا موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح، وأن الكفاح الشعبي المسلح هو السبيل الوحيد لتحرير الأراضي العربية المحتلة بعد أن ثبت أن الكيان الصهيوني يقوم بتسويف القضية الفلسطينية وبناء المزيد من المستوطنات الصهيونية من خلال قضم أراضي المزارعين الفلسطينيين، وتأكد للمقاومة البطلة فشل اتفاق أوسلوا حيث أفرغ من محتواه وحول السلطة إلى وكلاء للشاباك وإن جميع الأراضي الفلسطينية مستباحة لقطيع المستوطنين وأن الاعتداءات الأخيرة على مقدسات المسلمين مما ثار موجة من الغضب الشعبي، وأن السلطة الفلسطينية عاجزة عن القيام بأي دور إيجابي تجاه شعبنا في الأراضي المحتلة. كما تأكد رفض الكيان للمبادرة السعودية التي طرحت في قمة بيروت 2002، الأرض مقابل السلام، وعلى العكس من ذلك بعد خروج النظام الوطني العراقي من معادلة الصراع العربي الصهيوني بعد الاحتلال الصهيوني الصفوي سنة 2003 سارعت بعض الدول إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني بدون أن يحصل الشعب الفلسطيني على أبسط حقوقه الإنسانية أو المدنية، وإن الدول التي سارعت على التطبيع لم تحصل على شيء بالمقابل. ولهذا كان لابد من حدوث زلزال بالعملية السياسية، فكانت عملية جريئة وبطلة هي (طوفان الأقصى) رداً على توسيع المستوطنات والاعتداء على مقدساتنا، فعملية طوفان الأقصى أسقطت نظرية الأمن والجيش الذي لا يقهر وتعتبر بصدق أول مواجهه بالضربة القاضية للكيان الصهيوني لأنه أفشل فكرة أن المستوطنين بأمان وأن أساس قيام الكيان قائم على المزيد من المهاجرين. بعد طوفان الأقصى أفرغت مجمعات استيطانية بالكامل وهجرها أكثر من نصف مليون صهيوني من حملة الجنسية الصهيونية وخسائر في القيمة السوقية للبورصة وانخفاض في قيمه العملة وشلل تام في السياحة وأصبحت الحياة لا تطاق بالنسبة للمستوطنين. إن صراعنا مع العدو الصهيوني هو صراع حضاري وجودي وليس صراع حدود، إنه صراع بين الإنسانية جمعاء وبين الباطل بكل أشكاله، ولا يخطر ببال أحد أنه سوف يكون بعيد عن الأحداث لا سمح الله لو ضعفت المقاومة في غزة أو هانت، لا تنتهي المنازلة عند هذا الحد بل إن الطوفان سوف يشمل جميع دول المشرق العربي ليحقق الكيان الصهيوني حلمه (أرضك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات) ولم تكن دول الخليج في أمان بعد أن أظهرت الأحداث هنالك انسجاماً وتوافقاً بين الكيان الصهيوني وإيران الصفوية، ونلاحظ هذه الأيام قيام من يسمون (الولائيين) من عملاء إيران في العراق برفع شعارات ( البقيع مطلبنا) ولا نستغرب أن يكون إطلاق يد إيران على دول الخليج مكافأة لما قامت به من خذلان للمقاومة الفلسطينية البطلة. لذلك فإننا عندما نكون مع القضية الفلسطينية وشعبها المقاوم البطل لأنه لا مصلحة تعلو فوق مصلحة فلسطين وقضيتها العادلة، ولا طريق لوحدتنا سوى فلسطين، فهي طريق الوحدة والوحدة طريق فلسطين. إن تركنا أهلنا في فلسطين لوحدهم أو خذلانهم سيأتي الدور علينا.