افتتاحية العدد 380- مجلة صدى نبض العروبة التحركات الأمريكية في المنطقة هي لتكريس احتلال العراق أطاح البنتاغون بتفاؤلات جميع المتفائلين بتغيير في العراق تنتجه الولايات المتحدة الأمريكية في العراق بقوة السلاح، بل أطاح أيضاً بتوقعات تغيير ناعم في العملية السياسية كان كثيرون يروجون له عن وعي أو بعدم وعي. نحن راهنا أن لا تغيير بالقوة ولا بيد مخملية لأننا نعرف بعمق مكونات المشروع الأمريكي في العراق وفي المنطقة. فلقد أعلن الأمريكان بوضوح أن تحركاتهم العسكرية تركز هذه المرة على سوريا وأن المنطق الذي يسيرون تحت رايته هو تقزيم الدور الإيراني في بلاد الشام ومنها لبنان عن طريق قطع الطريق العراقي، كذبة أمريكية أخرى ومناورة للتغطية على أهداف عدوانية مبيتة لكل المنطقة بدءاً من اليمن وصعوداً إلى البحر الأبيض المتوسط عبر البحر الأحمر. إنهم يريدون أن يقولوا لنا أنهم يتجنبون الصدام مع إيران مع أنهم جعلوا كثيرون ينظرون ويتفلسفون لهذا الصدام لسنوات خلت. إذن، ابتعدت فكرة محاربة إيران وابتعدت نظريات التغيير الناعم أو الخشن في العراق، واستقرت النتائج التي أرادت أمريكا تحقيقها دفعة واحدة أو تدريجياً في العراق والمتبقي متروك للزمن الذي ينفرط فيه ما تبقى من عقد القرابة والمصاهرة بين العراقيين فينتشرون فوق أرض بلادهم بكانتونات بائسة تقاتل بعضها وتفترس روح العراق. التحرك العسكري الأمريكي هو في حقيقته موجه ضد روسيا ولكن بشكل غير مباشر، فإنهاك الموقف الروسي في سوريا سينعكس مباشرة على الحرب في أوكرانيا، وكل ما له صلة مباشرة بهذا الأمر في العراق أو إيران أو اليمن أو لبنان فيمكن ربطه بكل بساطة بإضعاف موقف روسيا في سوريا، وقد يكون لتركيا حصة في حفنات الوجع الأمريكي الجديد وطبعاً أمن الكيان الصهيوني في قلب كل خطوة قدم تخطوها أمريكا. والآن على العراقيين المغردين والمحللين الحالمين بتغيير في العملية السياسية أن يتوقفوا عن خداع من يستطيعون خداعه من العراقيين، فالعملية السياسية لا تليق بغير حزب الدعوة وفيلق بدر وعصائب الخزعلي وتشكيلات سنة إيران ومواكب المثلية والجندرية. أما إذا أراد العراقيون استعادة وطنهم فيجب أن يكون للقصة أو الرواية اتجاه معاكس تماماً لمجرياتها الراهنة.