شاعر عروبي أصيل والغربة زامل عبد رحل ابن العراق البار كريم العراقي عن هذه الدنيا الفانية التي امتطت كل ذليل وخسيس وفاسد وذيل لنصارى يهود وصفويين جدد، رحل بعد أن أصيب بالعضال لأنه لم يحتمل المشهد الذي حل بعراق التاريخ والحضارة والعلم والعلماء، موطن الرسالات والرسل ومثوى الأنبياء والأولياء والصالحين، رحل ولكن يقيناً لم يرحل من خلال ما تركه من إرث وكلمة تتناغم مع ضمير الأحرار العاملين من أجل التحرير والسيادة وعودة العراق إلى حاضرة المجد والإباء والخلود واحداً موحداً أرضاً وشعباً. عرفاناً لابن العراق أُوثق قصيدتين عبر من خلالهما كل المعاناة والأمل الممزوج باليقين الصادق بأن العراقيين الأصلاء سيفعلون فعلهم، والقصيدتان (هنا بغداد_ يا وطن)، فالرحمة والغفران من رب رحيم مالك يوم الدين، وفي عليين بإذنه تعالى مع الشهداء والصديقين لأنك يا ابن العراق صادق الوفاء والحب للأرض ونسيم الوطن. هنا بغداد: بمناسبة اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية ، فبينما هي ترزح تحت وطأة الجراح ... ستبقى بغداد عاصمة العلم والأدب ... عاصمة لكل العرب. هُنا بغدادُ .. فاقتربي *** نُكفكفُ دمعَ مُغتربِ هُنا بدرُ البدورِ غفَتْ *** بجَفنٍ ناعسٍ تَعِبِ هُنا الكلماتُ يا سَمرا *** ءُ مِن جَمري ومِن حَطَبي هُنا ولدَت حكايتُنا *** هُنا حمَلَ الإباءَ صَبِي هُنا تشكُو مآذنُنا *** وتَندُبُ أمَّةَ العَربِ يُعاتبني هُنا صَوتٌ *** وذِكرى أهليَ النُّجُبِ ويَمشي في دمي وجعٌ *** ومُرٌّ في فَمي رُطَبي وعشقُ العُرْبِ يحملُني *** برغمِ الجرحِ والنَّصَبِ ففي عمَّانَ أوردَتي *** وشطرُ القَلب ِ في حَلَبِ عُروبيُّ الهوَى قلَمي *** أباهي النَّاسَ في نَسبِي ودينُ الحقِّ علَّمَني *** فعِلمُ الناسِ من كُتبي وهذي الشَّمسُ تَعرفني *** وتذكرُ في الدُّنى أدبي لكَم مرَّت على جسَدي *** رياحُ الغَدرِ والنُّوَبِ فمِن تَترٍ إلى هَمجٍ *** إلى غَزوٍ بلا سببِ فكُنتُ أثورُ مقتلِعاً *** جذورَ الشرِّ في غَضبِ وأصنعُ للعِدا نعشاً *** ونعشُ الظلمِ مِن خشبِ هنا بغدادُ .. فاعتَذري *** لوجهِ الشَّمسِ، وانسَحِبي قصيدة يا وطن دكيت بابك يا وطن باب الوطن مقفول دكيت رقمك يا وطن رقم الوطن مشغول وشنهو اليشغلك يا وطن فدوه رحتلك كول جاوبني بصوت العذب ولسانه المعسول مذبوح اني من الألم يا وليدي مو مشغول الجلبي فدوه للجلب والجعفري مخبول وصولاغ باقر هل الجرو صار العفو مسؤول وشهبور لازك بالعرب اني الربيعي يكول والمالكي ماله فعل بس للعجم مفعول ومنشار عمار الحكيم يأكل صعود نزول عمايم امتلى هل البلد وسبح وعبي ونعول صار اللطم طول السنه وبعاشور و با يلول والكاكه يعلس بالوطن حقي وحصتي يكول اليهودي يلعب بيه لعب والعجمي يصول يجول الشعب سد بابه وكعد من الظلم مذلول والي فتح بابه وطلع مخطوف لومقتول كل هذا وتكلي اشعجب باب الوطن مقفول كل هذا وتكلي شعجب ليش الرقم مشغول