الديكتاتور الكبير خالد مصطفى رستم 23 / 8 / 2023   أولاً إن بناء النظرية الفكرية لحزب البعث العربي الاشتراكي تعتمد على الأسس الفكرية الثلاث: 1-          النضال من أجل تحقيق الوحدة العربية. 2-          النضال لتحقيق الديمقراطية للمجتمع (الحرية). 3-          النضال لتحقيق العيش الأفضل للمواطن تحت عنوان الاشتراكية. فذلك يعني أن الحزب لا يؤمن بالتسلط وحكم الفرد وكتم الحريات، فكيف وفق البعث بين كونه الواجهة لتجربة الحكم الوطني في العراق مع وجود ديكتاتور كبير هو صدام حسين؟ أليس من أدبيات البعث (وحسب ما ورد في فكر البعث ومن أدبيات قياداته ومؤسسيه الإيمان بالنضال لتحقيق الديمقراطية؟ أليست كلمات المفكر القومي القائد المؤسس لحزب البعث المرحوم الأستاذ أحمد ميشيل عفلق في الحرية: (إننا نريد أن تكون النهضة العربية عميقة متينة الأسس، غنية الروح، تقدس الحرية وتطبقها وتؤمن بالإنسان وتحترم حريته واستقلاله... نريد أن يكون طريق النهضة واضحاً مشرقاً، ووسائل الثورة نبيلة مثل أهدافها. ونحن لا نستطيع أن نصحح السلبية بسلبية مثلها، بل بمزيد من الإخلاص لمبادئ البعث وبإعطاء البراهين الجديدة على إيماننا بالحرية وبجدارة الإنسان عامة، والإنسان العربي خاصة، بممارسة هذه الحرية. ألم يقل القائد المؤسس في وصفه للديكتاتور صدام حسين: الرفيق صدام حسين باني نهضة العراق ورمز صموده وانتصاره الذي جسد مبادئ الحزب وتطلعات الشعب وأهدافه وجسد الإيمان بأصالة الأمة على الصمود والنهوض والانبعاث، إنه من القلة من القادة الأفذاذ، لأنه وضع مواهبه وقدراته في انسجام مع مبادئ البعث وفكر البعث ومع مصلحة الشعب وقيم الأمة والاتجاه إلى المستقبل... إنه هدية البعث إلى العراق وهدية العراق إلى الأمة. إذن هنالك خلل وتناقض كبير؟ أين الخلل؟ عرفنا عبر التاريخ والحاضر حكام طغاة وديكتاتوريين، ونعرف كمْ استغلوا شعوبهم وسرقوا أموالهم وقتلوا وفسدوا، ولكن لم نعرف ديكتاتوراً واحداً عندما تم احتلال بلده من القوى الظلامية لم يجدوا باسمه أي مال أو عقار أو غير ذلك، كما حال الديكتاتور صدام حسين الذي حكم العراق ولم تستطع كل أجهزة المخابرات العالمية رغم تنقيبهم العميق ولكنهم لم يجدوا مسجلاً باسم الشهيد صدام حسين أو أهله أو أي قريب له لا مال ولا عقار. وأهله من بعده يعتاشون على كرم الخيرين من أبناء الأمة. عرفنا الديكتاتوريات في العالم أنهم قادوا بلدانهم نحو التخلف ولكن لم نسمع عن ديكتاتور واحد نقل بلده من واقع ما دون خط الفقر إلى مستوى لائق من العيش الأفضل بين الأمم.. لنتكلم عن بعض محطات ما أجرم بحق شعب العراق والأمة العربية للديكتاتور صدام حسين: سأستعين بما ورد في مقال للأستاذ محمد ناصيف ابن العراق الأبي الوفي في وصف إنجازات الديكتاتور صدام حسين: يا جلنار هذا الطاغية لم يكن طائفياً، وقاد ثورة بيضاء، وأعطى الأكراد حقوقهم وأمم النفط، وكان جيشه يقاتل على كل الجبهات العربية وفتح خزائن العراق للعرب، وأسس أفضل نظام تعليمي مجاني، ومحا الأمية، وأنشأ أرقى نظاماً صحياً ومجانياً أيضاً، وأوصل الكهرباء للجبل والأهوار والبادية، وبنى المصانع حتى في القرى، وكان يسير بالعراق مسيرة نهضوية سريعة، فقدر أن يكون في مصاف الدول الصناعية، عام 1980 دفعت أمريكا بالخميني ليعطل مشروع النهضة بحرب استمرت ثمان سنوات، وفي عام 1990 أوعزت للنظام الكويتي ليكمل تعطيل المشروع وعندما فشل أعوانها قادت الحرب بنفسها في 2003... هذا الطاغية كان الزعيم العربي الوحيد الصادق في مواجهة أعداء الأمة، ويعلم الأطفال أن العدو الأول هو (إسرائيل) ويمنح عائلة الشهيد الفلسطيني 25000 ألف دولار.  وأتحدى أن يريني أحد زعيماً عربياً بهيبة هذا الطاغية ووسامته وتأثيره على قلوب الأعداء، أما وقوفه أمام مشنقة أمريكا وإيران بكل ذلك الإباء ورباطة الجأش وقوله الشهادة فإن الأمر لا يقبل الجدل بأنه ممن أنعم الله عليهم بحسن الخاتمة... والشرح يطول يا جلنار ما أجمله من وصف للديكتاتور يا جلنار دمتم أيها العروبي الوطني. المخلص محمد ناصيف وأضيف: - هل سمعتم بديكتاتور لا يخلو أسبوع إلا ويزور إحدى العوائل البغدادية ويفتش عن أحوالهم المعيشية؟ - هل سمعتم بالديكتاتور صدام حسين وهو يعاقب أبناءه وأبناء المسؤولين والمقربين منه كونهم تجاوزوا على حقوق وأمن المواطنين، كما حصل وبعشرات المرات مع الديكتاتور صدام حسين؟ - هل سمعتم بديكتاتور يعتذر من مواطن كردي كون هذا الديكتاتور لا يتقن اللغة الكردية، ويعد المواطن بأنه سيتعلم اللغة الكردية ويعمل ويحقق ذلك؟ - هل سمعتم بديكتاتور يشارك بنفسه في حملات العمل الشعبي ويحمل على أكتافه مواد البناء (معسكرات أبو نصير)؟ - هل سمعتم بديكتاتور لم تغمض عيناه للنوم بعد أن احتلت الفاو من العدو الإيراني إلا بعد أن تم تحريرها وشارك بنفسه مع أبنائه في معركة التحرير (الإعداد والتنفيذ)؟    وأعود لمقال الشهم العربي محمد ناصيف حيث يقول: نحن العراقيون أدرى بصدام حسين، فهو لم يكن طاغية، فهل سمعتم بطاغية يزور بيوت الشعب ويأكل من طعامهم؟  ويؤسفني أن أرى مجموعة مثقفة تقف دون دراية في خندق أعداء أمتنا وتشارك الماكنة الإعلامية المعادية في تشويه رموزنا وشيطنتهم، إنكم تخالفون الله في حكمه، فالطواغيت لا يرزقون بحسن الخاتمة، فأنبئوني بطاغية مات مثلما مات صدام حسين، ولو كان كما تزعمون لما صار قبره مزاراً، مما دعا ثعالب الحكومة في بغداد لمنع الناس عنه حقداً وهلعاً، فهل يزور الناس قبر طاغية، وما يزال ملايين العرب المسلمين يعضون أصابع الندم على فقده ويقيمون احتفالات لذكراه فلا أدري كيف ترون الأمور، أدعوكم من منطلق المودة إن كنتم تريدون الحقيقة أن تعيدوا حساباتكم، أما من يريد معاداة رموز العرب من منظار شعوبي أو انتماء سياسي مشوه يسخر من فكر الأمة وعقيدتها فهذا شأنه، ولن يخدش بهاء صدام حسين ما يفترون وستعرفون في المستقبل من هو صدام حسين.   وأضيف: هل كل ديكتاتور يعمل لتحقيق العيش الشريف للمواطنين؟ أن يعيش تحت ظل نظام حكم ديمقراطي وإشاعة الأجواء الديمقراطية الصحيحة في مختلف مجالات الحياة مستفيدين من تراثنا الإسلامي ومن تجارب الأمم وبما يتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا... ويعمل على تحقيق- - حقق العدل وبمختلف معاييره... - حقق الأمن والأمان للمواطنين دون استثناء. - أوجد قوانين داعمة وحافظة ومحفزة، قوانين محمية ولا يمكن تجاوزها بشكل أو بآخر من قبل المقربين للحكام أو المتنفذين... - وفر للمواطنين العمل المناسب وبما يتعلق باختصاصهم وقد تأتى ذلك من خلال البرامج والمجهودات التي قدمتها الدولة والقطاع الخاص على خلق فرص عمل كافية لكل المواطنين. - اهتم هو والحزب الذي ينتمي له بتوفير الخدمات والعناية الصحية المجانية وبما فيها العلاج والدواء وبكل تفرعات الصحة واختصاصاتها. - أوجد مؤسسات مختصة بالرعاية الاجتماعية وبذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن... - أمن السكن للجميع. أوجد مؤسسات للعناية بالطفولة منذ لحظة الحمل ووصولاً للحضانة ورياض الأطفال... - جعل التعليم مجاني ولمختلف المراحل الدراسية... وجهز المؤسسات العلمية بأحدث المختبرات المختصة وأمن مستلزماتها في المدارس والجامعات. تعامل مع الموارد الطبيعية والاقتصادية وبمختلف مجالات الحياة وتشمل الزراعة والصناعة والتجارة. - اهتم الشباب والرياضة. - اهتم بالأمور والنواحي الفنية. - اهتم بالمسابح والمتنزهات وأماكن لهو الأطفال. - اهتم بالبنى التحتية من (الماء والكهرباء والاتصالات) وغير ذلك. يضاف إلى ذلك مفردات أخرى تعجز صفحات مقالنا هذا عن استيعابها... هل كل ذلك ممكن تحقيقه بمجرد وجود حاكم ديكتاتور، كما حصل في فترة حكم الديكتاتور صدام حسين؟ إن كان فعلاً صدام حسين ديكتاتور وقدم ما قدمه للعراق والأمة فأهلاً بحكم الدكتاتوريات أمثاله. رحم الله الشهيد القائد البطل صدام حسين. رحم الله شهداء العراق. تحية إكبار واعتزاز للرفاق في البعث على امتداد الساحة القومية. عروبتنا قدرها أن تنتصر.