موقف البعث من التعدديات العرقية والطائفية خالد مصطفى رستم ولد البعث حاملاً معه الفكر القومي العربي الحضاري الداعي إلى وحدة أمتنا العربية التي تمتد من المحيط (المغرب وموريتانيا) إلى الخليج (دول الخليج والأحواز العربية) ... يتعايش داخل الوطن العربي أبناء أمتنا العربية وهم ليسوا كلهم ينتمون لعرق واحد ولا لدين واحد ولا لطائفة واحدة... نعم هنالك تعدديات يتكون منها مجتمعنا العربي... وذلك لكون هنالك أعراق من أصول غير عربية وهنالك أديان وطوائف تتباين في الانتماء عن بعضها... لأجل ذلك كان على القومي العربي وبالأخص البعثي أن ينتمي لكل هذه القوميات ويجعل من الاختلاف مجال قوة ونهضة للأمة وليس محل ضعف وتشرذم... - موقف البعث من التعدديات القومية. لا زلت أذكر حدثاً بسيط ولكنه معبر ففي احدى زيارات الشهيد المرحوم القائد صدام حسين لشمال العراق التقى مع بعض المواطنين الكرد وبينما كان يخاطب أحدهم (مواطن عراقي من أصول كردية لا يفهم اللغة العربية) حيث قال له: التقصير ليس منك وإنما التقصير مني أنا وأوعدك في الزيارة القادمة سأكون تعلمت اللغة الكردية وأتحدث معك بها (الكلام لصدام حسين) ... وفعلا حسب ما علمت أنه تعلم جوانب كثيرة من اللغة الكردية تمكنه من التواصل مع أهلنا الأكراد... كان بيان الحادي عشر من آذار أكبر معبر عن صدق إيمان البعث وممارساته بالنسبة لأبناء الأمة العربية الذين لديهم انتماء وجذور عرقية كردية أو غيرها ولمن يتعرف على مضمون البيان يجد النظرة الإنسانية والحضارية التي عالج فيها الحزب المسألة الكردية وبهذه الروحية كان تعامل الحزب ونظرته للتعدديات العرقية الأخرى المتواجدة في الوطن العربي كثر عددهم أو قل... بعيدا عن أي تزمت أو شوفينية... - علاقة البعث مع التعدديات الدينية - علاقة البعث مع كل الأديان السماوية مبنية على الاحترام لهذه الأديان، ومتساوية في الاهتمام، ولكنها متداخلة مع الدين الإسلامي لما للدين الإسلامي من فضل على وحدة الأمة ونهضتها عبر زمن طويل من تاريخ الأمة ولمحافظته على وجود العرب واللغة العربية رغم محاولات الأعداء من طمس وجودها، ولذلك فالعلاقة بين الإسلام والعروبة هي علاقة جدلية لا يمكن انفصامها... - لقد كان للدين الإسلامي تأثيراً وحاضرا حتى في التاريخ الحديث (حركات التحرير في الدول العربية في شمال افريقيا) - يقول القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق لحزب البعث العربي الاشتراكي. عندما أقول عروبة تعرفون بأنني أقول الإسلام أيضاً بل الإسلام أولاً. . .. العروبة وجدت قبل الإسلام ولكن هو الذي أنضج عروبتنا وهو الذي أوصلها إلى الكمال وهو الذي أوصلها إلى العظمة وهو الذي جعل من القبائل العربية أمة عربية عظيمة أمة عربية حضارية فالإسلام كان وهو الآن وسيبقى روح العروبة وسيبقى هو قيمها الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية... فالأمة العربية تشكلت على مر الأيام بالتمازج والتفاعل بين قوميات واثنيات وأديان مختلفة. فالبعث ليس منتميا لأي دين أو طائفة ويحترم كل الأديان والطوائف المتواجدة في الوطن العربي وقد تترجم ذلك من خلال تجربة الحكم الوطني في العراق حيث أثبت البعث وبشهادة الأعداء قبل الأصدقاء أن حكم البعث كانت مكوناته من مختلف مكونات العراق وتقاسم مواقع السلطة أ بناء العراق حسب الكفاءة وبغض النظر عن أية انتماءات أخرى... لقد تعايش شعبنا العربي وعبر تاريخ طويل فيما بينهم رغم محاولة أعداء الأمة بين الحين والآخر خلق فتن واقتتال بين مكوناتها تحت عناوين إقليمية أو عرقية أو طائفية أو عشائرية ولكن البعث عرف ويعرف كيف يحقق التآخي بين هذه المكونات لكونه يمتلك المبادئ والرؤيا الواضحة والقدرة على وأد الفتن التي يحاول أعداء الأمة خلقها... تجربة الحكم في العراق حققت التآخي بين مكونات أهلنا في العراق وكان يراد لها خطوات أبعد مما تحقق ولتشمل كل الوطن العربي ولكن الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية والدول الإقليمية الطامعة بالتوسع على حساب الأمة تكاتفوا للنيل من العراق الثوري القومي الوطني وقد تحقق لهم ذلك (مرحلياً) ولكن إلى حين...