حرق القرآن الكريم جريمة عنصرية إرهابية تغذي مشاعر الكراهية والانتقام وتهدّد السلم والاستقرار في العالم بينما كان أكثر من مليار ونصف مليار مسلم حول العالم يستعدون للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، عيد الفداء والتضحية كما عبّر عنهما سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء عليهم السلام، أقدم ملحد متطرف على حرق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة السويدية. لقد فضحت هذه الجرائم المتكررة، وربما لن تكون هذه الجريمة هي الأخيرة، فضحت بؤس ليبرالية الغرب الرأسمالي واستهتاره بكل القيم الانسانية وكذب ادعاءاته باحترام الآخر، وكشفت عن أزمات فكرية وأخلاقية تتعمّق جذورها في مجتمعاته. ومن المؤسف جداً أن يجد هذا المتطرف وأمثاله بيئة خصبة لنمو أفكارهم العنصرية الحاقدة في هذه البلدان الغربية، حيث وجدت ضالتها في ظل أنظمة قضائية تدعم العدوان على الآخرين وتبرّر أفعالهم المشينة بدعاوى زائفة تحت شعارات حرية الفكر وحرية التعبير، فيما كان مفترضاً أن تعزز قيم العدالة واحترام المقدسات السماوية. لقد تنامت الهجمة الحاقدة ضد الإسلام ودوافع العنصرية البغيضة والاسلاموفوبيا الكريهة على نحو لافتٍ في تلك البلدان بما حوّلها من تصرفات فردية شاذة ينبغي منعها ورفض من يقوم بها إلى ظواهر مجتمعية همجية مدعومة بإعلامٍ يدّعي الحرية وقضاء عنصري وأحزابٍ سياسية يمينة متطرفة، وكل ذلك لا يخلو من دوافع إرهابية تستهدف ملايين المسلمين الذين يعيشون في تلك البلدان وتمنع اندماجهم في مجتمعاتها. إن حزب البعث العربي الاشتراكي إذ يستنكر بأشد العبارات هذه الهجمات المنظّمة ومشاعر الاسلاموفوبيا الكريهة والدوافع العنصرية التي تنطلق منها هذه الأفعال فإنه يذكّر بالمعايير المزدوجة التي تعامل بها الغرب مع قضايا العرب والمسلمين بدءاً بقضيتي الأحواز وفلسطين مروراً باحتلال العراق وأفغانستان، وليس انتهاءً بجرائم الميليشيات الإرهابية التي دمّرت النسيج الاجتماعي لبلدان المشرق العربي وخاصة في العراق وسوريا واليمن ولبنان وعبثت بمقدراتها، وهي الميليشيات التي أنشأتها إيران ودعمها الغرب الرأسمالي والتي كان المجرم الإرهابي الذي أقدم على حرق القرآن الكريم في ستوكهولم مؤخراً ينتمي إليها، حيث سبق له أن مارس عمليات قتل إجرامية ضد الآلاف من أبناء مدينة الموصل العراقية من خلال الميليشيا الإرهابية التي كان يتزعمها والتي تنتمي إلى عصابات الحشد الشعبي التي شكّلت السلطة الحالية في العراق والتي يوفّر المجتمع الدولي لها الغطاء ويمنحها الشرعية الزائفة. وإننا في ذات الوقت نؤكد أن فتح الدول الغربية أبوابها أمام هؤلاء العنصريين والإرهابيين القتلة وإتاحة الفرص لهم لارتكاب جرائمهم العنصرية البغيضة سيكون عامل تهديد للسلم والأمن المجتمعي فيها أولا، وإن الادعاءات الكاذبة بالتعددية واحترام الرأي الآخر وقبول الاختلافات في المجتمع على هذا النحو الزائف ستكون وبالاً عليها مع تنامي هذه التيارات العنصرية وما ترتكبه من فظائع، فهذه الجهات العنصرية لا تمارس حرية الرأي والفكر بل ترتكب جرائم إرهابية وتنتهك حقوق ملايين المسلمين المقيمين هناك وتستفز مشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم حول العالم. ولا يفوتنا هنا التذكير بالمسؤولية القانونية والأخلاقية الملقاة على عواتق حكومات الدول الغربية، وفي المقدمة منها السويد وهولندا والدنمارك التي تتنامى فيها تلك الحركات والتيارات العنصرية بشكل خاص، بضرورة احترام مقدسات المسلمين واحترام حقوقهم والالتزام بعدم السماح للمتطرفين بانتهاك تلك الحقوق تحت دعاوى كاذبة زائفة، مشددين على أن تلك الجرائم الإرهابية العنصرية تثير الفتن والأحقاد وتنمّي مشاعر الانتقام والكراهية في العالم وتضرب مساعي تحقيق السلم والاستقرار الاجتماعي في العالم في الصميم. قيادة قطر العراق 30/6/2023