قِصَّة اَلشَّيْخْ عَلِي بِيكْ اَلدَّلوِي د. وَائِلْ اَلْقَيْسِي مَهِمًّا حَاوَلَتْ وَتُحَاوِلُ أَمِيرِكَا اَلْمُجْرِمَةُ، فَالْعِرَاقُ يَبْقَى عَرَبِيًّا مُسْلِمًا، وَحَتَّى بَقِيَّةِ دِيَانَاتِ اَلْمُجْتَمَعِ اَلْعِرَاقِيِّ لَا تَخْتَلِفُ عَنْ اَلْمُسْلِمِينَ فِي أَخْلَاقِهَا وَعَادَاتِهَا وَتَقَالِيدِهَا اَلْمُحَافَظَةِ. إِنَّ اَلْأُسْرَةَ اَلْعِرَاقِيَّةَ لَنْ تَرْكَعَ لِخُبْثٍ وَأَجْرَامِ وَانْحِطَاطِ سِيَاسَاتِ أَمِيرِكَا اَللُّوطِيَّةِ، مَهْمَا دَفَعَتْ مِنْ أَمْوَالٍ لِتَجْنِيدِ اَلْمُنْحَرِفِينَ وَالشَّوَاذِّ. وَهُنَا نَرْوِي لَهُمْ، ل (أَمِيرِكَا اَلْمُنْحَرِفَةِ وَمِنْ لَفَّ لَفُّهَا مِنْ غَرْبِيِّينَ وَشَرْقِيِّينَ) قِصَّةٍ حَقِيقِيَّةٍ كَانَ بَطَلُهَا أَحَدَ اَلْعِرَاقِيِّينَ اَلْكُرْدِ اَلشُّرَفَاءِ فِي سِتْينِيَّاتِ اَلْقَرْنِ اَلْمَاضِي. كَانَ اَلشَّيْخْ عَلِي بِيكْ اَلدَّلوِي شَيْخًا ضَرِيرًا، يَسْكُنَ فِي إِحْدَى قُرَى ضَوَاحِي خَانْقِينْ، وَلَدَيْهِ خَمْسَةَ مِنْ اَلْأَبْنَاءِ. ذَاتَ يَوْمِ عِلْمِ اَلشَّيْخِ اَلدَّلوِي اَلضَّرِيرَ، أَنَّ أَحَدَ أَبْنَائِهِ مُنْحَرِف أَخْلَاقِيًّا وَيُلَاطَ بِهِ أَجْلُكُمْ اَللَّهُ. كَانَتْ اَلْعَوَائِلُ آنَذَاكَ تَنَامٍ عَلَى اَلْأَرْضِ، وَفِي غُرْفَةٍ وَاحِدَةٍ، خُصُوصًا فِي اَلشِّتَاءِ اَلْبَارِدِ. اِتَّخَذَ اَلشَّيْخُ اَلدَّلوِي قَرَارُهُ اَلصَّارِمُ بِقَتْلِ اِبْنِهِ اَلشَّاذِّ حَتَّى لَا يَصِيرُ سَبَّةً وَعَارًا عَلَيْهِ وَعَلَى اَلْأُسْرَةِ وَالْعَشِيرَةِ، تَسْبِقُهَا اَلْغَيْرَةُ عَلَى اَلدِّينِ. وَفِي اَللَّيْلَةِ اَلْمَوْعُودَةِ، اَلَّتِي قَرَّرَ اَلشَّيْخُ اَلدَّلوِي تَنْفِيذِ اَلْقِصَاصِ بِوَلَدِهِ، بَقِيَ سَاهِرًا حَتَّى نَامَ اَلْجَمِيعَ. وَبَعْدٌ أَنْ أُطَمَئَنَ أَنَّهُمْ يَغِطُّونَ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ، وَحَيْثُ إِنَّ عَائِلَتَهُ كَانَتْ مُعْتَادَةً أَنَّ أَبَاهُمْ اَلضَّرِيرَ يَتَفَقَّدُهُمْ فِي افُرْشَتِهِمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، خَوْفًا مِنْ أَنْ يَكُونَ أَحَدُهُمْ قَدْ تَكْشِفُ غِطَاؤُهُ فِي لَيَالِي اَلشِّتَاءِ اَلْبَارِدَةِ فَيَمْرَضُ. تَسَلُّلُ اَلشَّيْخِ اَلدَّلوِي مِنْ فِرَاشِهِ، وَأَخْذ يَتَلَمَّسُ أَوْلَادُهُ وَاحِدًا بَعْدَ اَلْآخَرِ حَتَّى وَصَلَ إِلَى اَلِابْنِ اَلْمَقْصُودِ، وَهُوَ يَحْمِلُ مُسَدَّسُهُ بِيَدِهِ، كَانَ قَدْ حَشَاهُ وَجَهَّزَهُ مُنْذُ وَقْتٍ مُبَكِّرٍ، فَوَضْعُ فُوَّهَةِ مُسَدَّسِهِ بِرَأْسِ اِبْنِهِ، وَأَطْلَقَ رَصَاصَةَ اَلرَّحْمَةِ عَلَيْهِ، غَسْلاً لَلْعَارِ وَتَطْهِيرًا لِسُمْعَةِ اَلْأُسْرَةِ مِنْ دَنَسِ اَلرَّذِيلَةِ. وَهَكَذَا طُوِيَتْ صَفْحَةُ اَلِابْنِ اَلْعَارِ بَيْدَ أَحِنّ اَلْبَشَرُ عَلَى أَبْنَائِهِ، فاَلدِّينَ وَالشَّرَفَ وَالسُّمْعَةَ وَالْحِفَاظَ عَلَى اَلْأُسْرَةِ وَالْعَشِيرَةِ أَغْلَى مِنْ اَلِابْنِ. هَذِهِ رِسَالَتُنَا لِأَمِيرِكَا وَمِنْ هُوَ عَلَى شَاكِلَتِهَا سَوَاءٌ مِنْ اَلْخَارِجِ أَوْ اَلدَّاخِلِ. اِبْتَعَدُوا عَنَّا وَعَنْ قِيَمِنَا وَأَخْلَاقِنَا فَنَحْنُ نَعْرِفُ كَيْفَ نُرَبِّي أَبْنَاءَنَا وَكَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى مَنْظُومَتِنَا اَلدِّينِيَّةِ وَالْأَخْلَاقِيَّةِ وَالْإِنْسَانِيَّةِ.