تصاعد النضال البعثي وتصاعد رهاب أعداء الأمة الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس بعد مرور عشرين سنة على اغتيال تجربة الأمة في العراق على يد غزو كوني إمبريالي صهيوني فارسي إيراني مدعوم ومرتكز على قوى محلية صنعت وغذيت منذ عشرات السنين بانتظار يوم غزو العراق، بانت في الأفق وبوضوح لا لبس فيه قدرات حزب البعث العربي الاشتراكي وقوته المستمدة من إيمانه العميق ومن عظمة وقوة وصلابة صلته العضوية بشعب الأمة في كل أقطارها. لقد تمكن البعث في العراق من إطلاق أسرع وأعظم مقاومة عرفها تاريخ الشعوب، وهو يواجه قوانين الحظر والاجتثاث وأكبر حملة تصفيات جسدية عرفها تاريخ الأحزاب في العالم تديرها وتنفذها الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني وإيران ومخابرات دول مختلفة ويواجه مطاردة وتهجير واعتقالات غير مسبوقة أيضاً. والبعث تمكن أيضاً وهو يواجه ظروف الغزو ومنتجاته القاتلة المدمرة تمكن من إعادة تشكيلاته التنظيمية التي غذت المقاومة ووسعت ساحتها وحواضنها. ثم ما لبث البعث أن بدأ التحرك المؤثر على شعوب العالم الحرة والأحزاب الوطنية والتقدمية ومد جسور علاقات تخدم مشروعه لتحرير العراق معلناً بوضوح لا لبس فيه إنه حزب تحرير لا حزب سلطة. إن قدرات البعث المشهودة وتجاربه النضالية العميقة وعمق إيمان مناضليه بالحق وبمشروعهم الوطني القومي التحرري الوحدوي المؤمن بالإنسان وقدراته وطاقاته وبأصالة أمتنا وبطولتها وإرثها الحضاري قد ساهمت كلها في إخراج الحزب من عنق الزجاجة التي أرادها له الغزاة والمحتلين والعملاء، ومع هذا الفوز المبين بفضل الله وعونه كان الرهاب من البعث يتصاعد ويتجدد. إن قوى الكون التي تجمعت لقتل البعث لم تتمكن من قتله، فصار لزاماً عليها أن تجدد أدوات عدائها وتصعد من حملات إعلامها المضلل الكذاب المنافق المستميت في نهج تكفير البعث وتخوينه واتهامه باطلاً بالعدوانية وشن الحروب لكي تطمس حقيقة البعث البطولية وحقيقة إقدامه وبسالته للتصدي لأعداء العراق والأمة. إن تنوع الهجوم على البعث واتساع رقعته لتعبر من العراق إلى أقطار عربية أخرى هو هوس وجنون تمارسه قوى الخيانة والعمالة، بل هو رهاب سكن بقلوب من تجاسروا على العراق والأمة، واليقين إن هذا الخوف المستديم من البعث الذي هو خوف من المشروع القومي العربي الوحدوي التحرري سيتجدد ويتصاعد ما دامت الأمة موجودة، ومادام البعث يخوض نضاله المقدس ليحقق مجدداً ذات أمتنا المؤمنة المنتصرة.
