في ذكرى تحقيق الوحدة اليمنية عبد الله الحيدريالوحدة اليمنية تاج على هام التاريخ و ألق في جبين الدهر بل هي الضوء في رحلة الحرية والإنعتاق وستظل حاضرة في ذاكرة التاريخ والجغرافيا كونها إشراقة في زمن الانطفاء ونهضة في عالم تسوده اذكاء الفرقة والتناحر والتجزئة وستظل الوحدة اليمنية نبراسا ومفخرة في التاريخ العربي الحديث والمعاصر ونقطة مضيئة على طريق تجسيد الحلم الذي نتغنى به منذ قرون عن وحدة الأمة العربية وما يمكن ان تصنعه وحدتها من علامة فارقة تعيد لها امجادها التليدة حين كانت تسود العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوباوتعد الوحدة اليمنية واحدة من أهم الأحداث والمنجزات التاريخية التي شهدها الوطن على امتداد مساحته الجغرافية وستظل هي المرتكز الهام والرئيسي للهوية اليمنية وعلى الجميع ان يعي جيدا انه مهما جارت الأحداث وتكالبت المحن وزادت الصورة ضبابية أو قتامة فان علينا التفريق بين الثابت والطارئ وبين المصير الواحد المستند لحقائق التاريخ والجغرافية وتضحيات الاباء والأجداد وبين التباسات الحاضر وتداعياته الطارئةوالتى تستدعى الانطلاق بقلوب مفتوحة و محبة و عقول مقدرة للعواقب والتخلى عن التمترسات و تقديم التنازلات من اجل الوطن بكل جهاتة و ابنائه وقطع الطريق أمام الأعداء المتربصين بوحدة الوطن في الداخل والخارج والذين كانوا ولا زالوا يستغلون التشطير والفرقة لإذكاء وإشعال الفتن والصراعات بين أبناء الشعب اليمني الواحد منذ الأزللان الوحدة اليمنية لم تأتي من فراغ بل جاءت حصيلة لنضالات اليمنيين وتحقيقا لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر واستجابة لنداء الأحرار وتجسيدا لطموحات وأحلام الشعب بكل فئاته وتجسيدا لتطلعات وأهداف وطنية تمت صياغتها وتبنيها عن وعي وإدراك وتصميم ونضال فاتت الوحدة تتويجا لأمجاد سبأ وحمير وحضرموت وكانت تجسيدا لوحدة الشعب والوطن والهوية واستعادة لماض زاحمنا فيه أمما عظيمة في الابداع والإنجاز الحضاري ماض افتقدنا حضوره منذ زمن طويل فالمشاهد العظيمة والفريدة في تاريخ الأمم والشعوب تظل خالدة وعصية على النسيان.
