شبكة ذي قار
عاجل










فشلت في مصر .. فهل نجحت في السودان، الحرب.؟! د. أبا الحكم     كانوا يريدونها ان تشتعل في مصر لكونها اكبر كتلة سكانية عربية مؤثرة في المنطقة، وإذا ما اشتعلت فستشعل جوارها وتؤثر على محيطها القريب والبعيد .. ولكن هل ينجح مثل هذا الاشتعال في مصر (الموحد) شعباً وقوى وطنية قومية؟ وعلى اساس هذا التساؤل وضع امام مصر خياران : إما ان يتحكم الجيش الوطني المصري بالموقف او الحرب الأهلية .. ولكن الحرب الأهلية من الصعب ان تندلع في مصر بسبب (وحدة) الشعب المصري، إلا أن الأمر انسحب الى خيار الجيش وقبوله بشروط الحفاظ على معاهدة كمب ديفيد وعقد الغاز مع الكيان الصهيوني ، وهو الأمر الذي سلم مصر من الفوضى المرسومة لها . ولكنهم اشعلوها في السودان لماذا ؟ لأن السودان، يشكل عمقاً استراتيجياً لمصر، ويعتبر الامتداد الجيو- سياسي لمصر، ويرتبط معها في أمنها القومي ، والسودان على مقربة من السعودية ويشرف على جزء حيوي من البحر الأحمر . ولماذا فشلت في مصر واندلعت في السودان؟ والجواب، كما أسلفنا، يكمن في وحدة الشعب المصري ولا تجد هذه الوحدة لدى الشعب السوداني، والمقصود هنا كثرة الاحزاب السياسية والدينية وفي مقدمتها (الأخوان المسلمين) الذين اخفقوا في مصر في زمن الرئيس محمد مرسي، ونجحوا في فوضى السودان الدموية، وطردوا من تركيا، وحمتهم واغدقت عليهم قطر ، ووجهتهم طهران . هذه حقائق لا يجب حجبها او نسيانها، لأن الناس بحاجة الى تلك الحقائق لكي يتنوروا ويتبصروا . 1-الاسلام، له قدسيته وكتابه المقدس ونبيه الكريم، ولكن الأحزاب الاسلاموية التي لها آيديولوجيتها السياسية، تقصي من تريد وتكفر من يتعارض معها في رؤاه السياسية والحياتية، فهي احزاب سياسية تحكم بإسم الدين أو المذهب وترى انها تمتلك الحقائق وليس غيرها، وهي كما ترى انها على حق ولا احد يمتلك الحق في الرأي غيرها ، والآخر يجب ان لا يكون او أن يكون تابعاً . القوى الوطنية السودانية وفي مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي حريصة على اخماد الصراع العبثي بين العسكر، والاتجاه نحو العقلانية التي تؤكد على ضرورة الحياة المدنية الديمقراطية وليس الى الاصطفافات التناحرية التي تخدم اجندات اجنبية معروفة كما تخدم قوى ولآءاتها الاقليمية معروفة ايضاً وفي مقدمتها النظام الصفوي في طهران. يبدو، أن مسلسل تفجير الاقطار العربية يأخذ مساره المتسارع من السودان الى ساحة تكاد ان تكون متشابهة من حيث طبيعة الولاءات الاقليمية وطبيعة واقع الصراعات وتشكيل القوى الداخلية التي تحمل اجندات متعارضة ومتناقضة وسريعة الإشتعال بفعل أوامر وتوجهات اقليمية ودولية تعمل من اجل 1- تدمير هياكل الاقطار العربية 2- وإعادة انتاج نظم (ديمقراطية- متعددة الاجندات متضاربة الولاءات يضمها برلمانات - كانتونات لها واجهات سياسية وعسكرية مليشياوية تتحكم بنظام يسمى العملية السياسية) .. الساحة العراقية مرشحة لهذا النوع من الصراع العبثي، الذي يبدأ بترتيب مسرح العمليات لينتهي بتدخلات وتخندقات وتهجيرات ومجاعة ونهب وسلب، في موجة ربما لم يعرفها التاريخ من قبل. 3- وبعد ذلك تظهر الأمم المتحدة والدول الإستعمارية والإمبريالية الأمريكية في نهاية المطاف كمنقذين شرفاء 4- ثم يقتسموا ممتلكات الضحية وحسب حجمهم وثقلهم وإمكاناتهم وتأثير مخططات مشروعاتهم . حالة الاحتقان اذا ما بلغت اقصاها ستحدث انفجارا يشكل عبئاً كبيرا وضخماً على دول الجوار جميعها وعلى العالم .. وكما السودان مهم جيو- سياسياً لمصر والسعودية ، فأن العراق مهم جيو- استراتيجياً لكل دول منطقة الشرق الأوسط وكذلك العالم لموقعه الذي يحمل ميزان تعادل القوى من ناحية، ولثرواته الهائلة من النفط والغاز والمعادن النادرة والمياه من جهة ثانية . السعودية .. لا يمكن ان تختبأ خلف شجرة إذا كانت تعتقد بأنها غابة يصعب اختراقها ، وتعاونها الإستخباراتي - حسب شهادة رئيس جهاز المخابرات السعودي أنذاك (تركي بن  الفيصل) - مع الأفعى الفارسية قبل واثناء الحرب التي شنتها ايران على العراق طيلة ثمان سنوات .. وكلام الفيصل واضح تماماً لا لبس فيه وليس بوسع احد في السعودية وخارجها نكرانه .. ماذا كسبت السعودية وماذا كسبت الدول العربية وماذا كسبت ايران؟ الدول العربية جميعها خاسرة والرابح الوحيد هو ايران فماذا نسمي ذلك ايها العرب ؟ هل حققت السعودية اهدافها وكذلك الكويت والامارات وقطر وسوريا ومصر وباقي الدول العربية؟ والاجابة كلا ، ايران حققت اهدافها في اربع عواصم عربية ، وهي ماضية في مخططها الطائفي لزعزعة أمن واستقرار الاقطار العربية وحسب مشروع الشرق الاوسط، الذي تعمل عليه امريكا .. والتساؤل المهم بهذا الصدد هل فتحت ايران فعلاً صفحة جديدة مع العرب وألغت مخططاتها التوسعية في ظل الاتفاق على تبادل التمثيل الدبلوماسي بين الرياض وطهران؟ لا ورب الكعبة ، إن طهران قد اخترقت المنطقة وما على جماهير الأمة في كل اقطارها ان تبطل هذا الاختراق وتفشله بكل الطرق الممكنة والمتاحة، لأن لا سبيل غير الصمود والثبات والدفاع عن الأرض والعرض أيها العرب.!!




الاربعاء١٣ ÔÜÜæÇá ١٤٤٤ ۞۞۞ ٠٣ / ÃíÜÜÇÑ / ٢٠٢٣


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق د. أبا الحكم طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان