من قصيدة ( سيروي الزمان )بعدَ حينٍ من الدّهر ِ ..بعد ألف ٍبعد ما شاء عمر الزّمان سيكتبُ أطفالنا القادمون بضوء ِ العيون حكايةَ صقر ِ العراق مثلما كتب الأوّلون لنا وكتبنا قصّة َ الملك البابليِّ نبوخذَ نصر ...سيحكي سميرُ المساءِ لجلّاسهِ والمُريدُ لطلّابهِوالأميرُ لأتباعه لقد كان في جنّة ِ الرّافدين رئيسٌ عظيمٌ ..حكيمٌ وسيمٌ .. حنونٌ .. عطوفٌقويٌّ وعادل ...إذا قال أمراً عناهُ وأبرمهُثمَّ من وهج الرّوح ألبسهُ..تقول الحكايةُ فيما تقول :تفتّحَ وردُ العراقِ على راحتيهتوحّد كلُّ العراق بخيمته ِ الوارفة ونام الأمانُ على ساعديه تطاول في عهده النّخلُ حتّى الثّريّا وصار العراقُ .. وصارَ .. وصار سيحكي الرّواةُ وتروي لأولادها الأمهّات عن رئيسٍ جميلٍ ينام اليمامُ بأردانه هانئاً وفي نخوة الحقِّ لا ينثني أو يميل.. ستروي الصّحائفُ عن قائد ٍأمسك الأرضَ من صدر جلبابها هزّها واجتباهاوأسقط أوجاعهافاستعادت صباهاغداً سوف يحكي الفرات ُ لكلِّ الظّماء عن فرات المعاني الكبار ودجلةُ يروي لورد الضّفافعن نسيم المروءةِ في عهدهوربيع ِ الإباء ستحكي النّجوم بليل العراق عن نجومٍ من العزِّ كانت تلألأُفوق النّخيلِ وتحت النّخيل يطرّزها برموش العيون..بعد حينٍ ستنطقُ حتّى الجبال وتروي الحكايةَ جيلاً فجيل مرَّ يوماً بأهل العراق مليكٌ ولا مُلْكَ لهُغيرُ نبض ِ القلوب وقائدُ شعبٍ بأمرٍ من الشّعبِ للشّعبِ صانَ العهودسيروي اليمام ُ بأحلى هديل عن رئيسٍ يُغيّبُ ظلماً ولكنّه حاضرٌ لا يغيب وسوف يظلُّ على طول عمر الزّمان حاضراً لا يغيب ..-----نخلة العراقِ