البعث والتحدياتأبـو داودأخذ البعث على عاتقه منذ تأسيسه تحقيق أهداف أمتنا العربية مستمداً فعله من ماضيها أو شخوصها وتاريخها الإنساني والإيماني ، فالعرب هم غايته وهدفه ، وأن يكون العرب في موقع الريادة والقيادة والتعامل الإنساني ، لذلك فأن نشوء البعث كان حتمية ملحة لما كان يعانيه الواقع العربي من تشرذم وسيطرة القوى الاجنبية على مقدرات الأمة، وتسخير إمكانيات الأمة لمصالحها الخاصة ، ونهب وسلب خيراتها ، فكان نشوء حركة ثورية ضد التفرقة والتشرذم ، فكانت الوحدة لكي يعيد العرب أمجادهم ، والمطالبة بالحرية حيث السيطرة الاستعمارية ونهب الخيرات والتنكيل بأبنائها والاستحواذ على حقوقهم ، والدعوة للاشتراكية التي من خلالها ينعم العربي بخيرات بلاده والجميع سواسية في نيل الحقوق . ومن هنا تتبين أهمية وجود البعث كحركة تكون منقذاً للواقع العربي والعمل على ما تصبو إليه الأمة في بناء ذاتها وتحقيق أهدافها النبيلة ، فكانت الولادة والبداية ، وأخذت هذه الولادة مشروعيتها الثورية من جيل الشباب الواعي المدرك لواجباته المؤمن بقوميته وعروبته والداعي الى تحقيق الأهداف المتوخاة ، فكان فاعلاً ومؤثراً في الوسط العربي ، وأخذ تنظيمه بالتوسع حيث أنخرط الشباب بين صفوفه وأستقطب الجماهير العربية ، ومع كل خطوة يتقدمها البعث تكون لها خطوة معاكسة من القوى الرجعية والعميلة ، ومع كل كبوة تكون للبعث ومشروعه الوحدوي والقومي ينهض من جديد بأقوى وأصلب عوداً وأعمق إصراراً ، وتوج البعث نضاله بثورة تموز 1968م التي نقلت العراق الى مصافِ الدول المتقدمة ، وأصبح العراق له حضوره الإقليمي والدولي وملتقى الحركات التحررية وداعماً وسانداً إليها وأولها قضية العرب القومية (فلسطين) ، ولأن تجربة البعث في العراق نجحت بإيجاد دولة لها كيانها واستقلالها السياسي والاقتصادي وفاعلة في التأثير الإيجابي والعمل النضالي أخذت الدوائر الامبريالية والصهيونية بمعاداة العراق قيادةً وشعباً واستهداف المسيرة ورموزها ووضع العراقيل في المسيرة ، فكان العراق منتصراً في كل منازلة ، ويعد الانتصار التاريخي للعراق حزباً وجيشاً وشعباً في (قادسية صدام المجيدة) ، ولتنامي العراق ووجوده كقوة إقليمية لها تأثيرها الدولي في استقطاب القوى المحبة للسلام والحرية ومعاداة الامبريالية دخلت أمريكا على خط المواجهة ودفعت الكويت لوضع العراقيل في مسيرة العراق ، وتطورت الأحداث وانتهت بمنازلة بين قوى الإيمان والشر فكانت أم المعارك الخالدة حيث جيشت أمريكا (30) دولة معها بالرغم من عدم وجود تفويض دولي بذلك ، لكن الغاية والهدف هو استهداف مسيرة البعث وهذا يؤكد أن تجربة البعث قد اوجعت أمريكا ومن لف لفها . وان العراق قد تجاوز الخطوط المسموح بها، فكانت المنازلة التاريخية والصمود الاسطوري بالرغم من عدم تكافؤ الحال بين القوتين، إلا أن العراق بقيادته لم يرضخ وصمد وقاتل. وكان الاحتلال الامريكي للعراق في نيسان 2003م ورغم القرارات التي أتخذها الاحتلال واذنابه من اجتثاث واستهداف وتنكيل برموزه وتقديمه المئات من الشهداء إلا أن المسيرة تسير بركيزة متصاعدة وهذه صفة الأحزاب والحركات الأصيلة التي تولد من رحم الأمة ومعاناتها، وبتضحيات وصمود البعث ورجاله سيعود العراق بعنفوانه وشموخه وسيُكتب النصر بصموده وتضحياته. الفخر والاعتزاز لشهداء البعث وفي مقدمتهم الشهيد صدام حسين والشهيد عزة ابراهيم وشهداء البعث بكل فصائله، والمجد والخلود لهم لما قدموه. وتحية إكبار وإجلال الى الرفيق أبو جعفر بهذه المناسبة الخالدة، ومن نصر الى نصر.وكل عام وأنتم بخير