زيارة وزير الدفاع الأمريكي تفعيل للاحتلال وتجديد لحماية العملية السياسية الفاسدة الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس غزت أميركا العراق لتحقق جملة أهداف استراتيجية أهمها حماية الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين العربية ولضمان مصالحها الاقتصادية والعسكرية وحماية حلفاءها في المنطقة ممن ينفذون إرادة الامبريالية والصهيونية ضد الامة العربية. ورغم الصدمة العنيفة التي أحدثتها المقاومة العراقية الوطنية الباسلة والتي لم تحسب أميركا حسابها عندما غزت العراق واضطرت بسببها الى تقليص وجودها العسكري في الشارع العراقي إلا إنها حافظت على العملية السياسية التي هي نتاج أميركا ومسار ضامن للسياسة الأمريكية المحتلة للعراق وحافظت أميركا أيضاً على الأحزاب والمليشيات المرتبطة بإيران وشركائها من طلاب السلطة العميلة الخائبة التي تضمن لها أنماطا من الإدارة والتنسيق والتخادم مع الاحتلال الإيراني للعراق، وهو احتلال يجري بأهداف وبرامج يتفق بعضها ويفترق البعض الآخر مع الاحتلال الأمريكي. عشرون سنة من الغزو والاحتلال أثبتت أن أمريكا تجدد وسائل احتلالها للعراق منفردة أو بالتنسيق مع إيران وأحزاب وميليشيات إيران. وتصعيد الخلاف مع إيران حول برنامجها النووي قصة لم تعد تنطلي حتى على الأغبياء فهي مفصل التخادم المركزي وصمام العلاقة صعوداً وهبوطاً حسب مقتضيات الحال. وجاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتنتقل بعلاقة التخادم الأمريكية الإيرانية إلى صفحة جديدة وخطيرة. فأمريكا بترسانة أسلحتها الأعظم ومعها أوروبا من غير المعقول ولا المنطقي بل كذب مفضوح أن تخشى طائرة مسيرة إيرانية يدعون أن إيران باعتها إلى روسيا، ومما لا يصدق أيضاً أن تكون روسيا المعبئة بالقنابل النووية والصواريخ والطائرات وقدرات التصنيع الهائلة بحاجة فعلية لمسيرات إيرانية خائبة. ولا يمكن أن يسلم أي إنسان سوي بعداء حقيقي بين إيران وأميركا لكنها الدعاية والإعلام المطلوب للتغشية على العيون وخداع البصائر عن حقيقة التخادم الإيراني الأمريكي والذي من ضمنه احتمال أن تكون إيران على خط الناتو في الحرب ضد روسيا على الساحة الأوكرانية. وزير الدفاع الأمريكي جاء ليرتب أوراق التخادم عبر سلطة الخضراء ولينعش الوجود الأمريكي في المنطقة في مواجهة روسيا والصين ولتجديد التعاقدات مع أحزاب إيران ممثلة بما يسمى بالإطار التنسيقي الحاكم الآن ولتجديد وسائل حماية النظام العميل الذي صنعه الغزو في العراق رغم ثبوت فساده وفشله وإجرامه.