قصف ملجأ العامرية دليل واضح على همجية أمريكا زينب علي في الثالث عشر من شباط من كل عام يستذكر العراقيون جريمة قصف ملجأ العامرية إحدى أبشع الجرائم ضد الإنسانية، ضد مدنيين عزل غالبيتهم من النساء والأطفال احتموا بهذا الملجأ من القصف الذي طال المدنيين بقصف وحشي، حين كشر الليل عن أنيابه للأطفال والنساء والشيوخ قبل بزوغ أولى خيوط الشمس عند الساعة الرابعة والنصف صباحاً، إذ قصفت مقاتلات أمريكية الملجأ بقنابل (ذكية) وصلت إلى داخل الملجأ، فأوقعت نحو 408 قتلى بينهم 261 امرأة و52 طفل، أصغرهم لم يتجاوز عمره 7 أيام فضلاً عن 26 مواطناً عربياً، وما زالت ذاكرتنا تحتفظ بهذه الجريمة البشعة إذ تحولت مئات الجثث إلى رماد. إن القوات الأمريكية ارتكبت جريمة يندى لها جبين الإنسانية، لأنها قامت باستهداف ملجأ مخصص للمدنيين، مذكرة بحروب الإبادة التي ارتكبتها طوال تاريخها، في هيروشيما وناكازاكي وفي فيتنام ثم في أفغانستان والعراق بعد احتلالهما، إن هذه الفاجعة الأليمة التي وصفها العراقيون باليوم الأسود، ستظل دليلاً واضحاً على همجية أمريكا وزيف ادعاءاتها بحماية حقوق الإنسان. حاولت قوات التحالف التي نفذت الجريمة، التملص من مسؤوليتها بادعائها أن القصف استهدف مراكز قيادية عراقية، إضافة إلى ذلك أنكر البنتاغون تعمده استهداف المدنيين، وادعت أحزاب ما يسمى بالمعارضة آنذاك (من يحكمون العراق اليوم) أن الملجأ هو مقر عسكري لتبرير هذه الجريمة البشعة، لكن توافد الصحفيين ووسائل الإعلام على موقع الملجأ كشف للجميع الحقيقة كما هي بصورة حية لا يمكن لأحد أن ينكرها، مما اضطر البنتاغون إلى الاعتراف بجريمته البشعة، لكنه وكالعادة حاول تصويرها بالخطأ غير المتعمد. في العهد الوطني كان يتم الاستذكار بهذه الجريمة سنوياً، إضافة إلى أن الفنانين العراقيين جسدوا الفاجعة بأعمال ومعارض فنية وأفلام استمرت حتى سنة الغزو 2003 بعدها أوقفت حكومات الاحتلال المتعاقبة الفعاليات الرسمية بهذا اليوم. وبدل أن ترفع هذه الحكومات دعاوى قضائية في المحاكم الدولية ضد مرتكبي واحدة من أبرز جرائم العصر ضد مواطنيها، تعمدت التعتيم عليها وإزالة معالمها، فحولت الملجأ مقراً لأحد الأحزاب، ثم إلى ثكنة عسكرية للجيش، لينتهي الحال به مقراً للمجلس البلدي لمنطقة العامرية، بدلاً من أن يفتح ملف مذبحة ملجأ العامرية، أسدل الستار عليها بفضل الحكومات المتعاقبة العميلة، وما زال الجناة بلا عقاب أو محاسبة. المؤلم حقاً رئيسة ما يسمى (مؤسسة الشهداء) السابقة ناجحة الشمري، قد صرحت علانية أن ضحايا الملجأ لا يمكن شمولهم بأي حقوق، لأنهم مجرد ضحايا، (اختنقوا) وهم في الملجأ، في حين شملت مؤسستها أعداداً كبيرة من المحكومين في العهد الوطني بقضايا أخلاقية جنائية بالحقوق والامتيازات، لاحظوا السفالة إلى أي حد. رحم الله شهداء الملجأ وأسكنهم فسيح جناته.