البَطَلُ العَرَبيّ طَارِقُ بن زِيَاد بينَ كتَابَاتِ المُؤرِّخينَ ورَأيّ المُكَذِّبِين د. عباس العزّاوي عَجِبتُ كلّ العَجبِ من حديثِ المحدث المكذب الممثل التونسي المدعو محمد رجاء فرحات في برنامجٍ تلفازيّ في مسألةٍ تاريخيَّةٍ، استَفزَّ فيها كلّ أبناء الأمة، سواءً من العرب أم من القوميات والأعراق الأخرى الذين ينتمون لهذه الأمة ويشاركونها التاريخ والثقافة والقيَم والتراث الجمعي المشترك والمصير الواحد، وهذا الحديث كان يتعلَّق بالقائد العربي وفاتح اسبانيا البطل طارق بن زياد. مُعتَرضاً ومُكذِّباً ما كتبه المؤرخون العرب، وما تَناقَلته الأجيال جيلاً بعد جيلٍ من الموروث التاريخي (القِيَمي) لواقعة الفتح والمعارك التي خاضها الجيش العربي الإسلامي بقيادة طارق بن زياد. فهو ينكر أن يكون ابن الأمة طارق بن زياد عربياً، ووفق نظرته هذه فهو يُكذِّب ما كتبه المؤرخونَ وما نُقل من خطبته عندما وطِأت قدمه أرض اسبانيا، وقبل أن تَحتدم المعركةُ مع جيش(القوط) الغربيين، بأنَّ طارقاً لا ينطق العربية ولا يَتقن منها حرفاً!، وتالياً فما ورد من خطبةٍ له سنأتي على ذكرها لا حقاً هي مُختلَقة ومُفتراة ولا صحة لها، ويَتساءل المُكَذِّب هذا:كيفَ باستطاعةِ رَجُلٍ بَربريٍّ أن يَنسجَ خطبةً بهذا المستوى من الوضوح والبلاغةِ؟! ابتداءً فأنَّنا نُقيم الحجة والدليل على المُتحدِّث محمد رجاء فرحات من خلال قضايا أربعاً: أولهما: أنَّ التاريخَ هو علمٌ كباقي العلوم، له فلسفته وتفسيره الخاصِّين به، وهو ليس سرد من القصص والروايات والأحداث التاريخية، بل لابدّ من مرافقة التفسير له في قراءته والغوص بين صفحاته، من هنا فمَن يتحدَّث عن التاريخ وجب عليه أن يكون مُتَخصِّصاً في هذا العلم المهم والخطير، ونقصد بذلك أن يكون مُؤرِّخاً موثوقاً وأميناً ليحقّ له سبر أغوار التاريخ قديمه وحديثه. ولا ندري فهل كانَ السيِّد المتحدِّث مؤرِّخاً؟، ونحن لا نظن ذلك لأنَّه لم يستند على مصدرٍ واحدٍ في حديثه (المقفوز) هذا، لأنَّ من أولى ميزات المؤرخ استناده الى مصادر المؤرِّخين الثُقاة. وإن كانَ باحثاً في التاريخ فأمامه أحد اختيارين في قراءة التاريخ، فأمَّا أن يقرأ التاريخ قراءة معرفية لا تَتعدى معرفته بالأحداث والوقائع دون قيمتها، أي يَنزع عنها هذه القيمة، أو أن تكون قراءته قيَميَّة تبحث عن قيمة الأحداث وتفسيرها، ويبدو أنَّ السيد (المُكذِّب) قد اختار القراءة الأولى، ولم يعتبر بالجوانب القيَميَّة التي تعنيها معارك فتح اسبانيا، وابحار جند الأمة الى برّها وخطبة طارق بن زياد. وتناسى المتحدِّث أنَّ قصَّة غزو اسبانيا أو الأندلس فيها من أحاديث البطولة والاقدام ما يعجب له العجب، فهي مثيرة للنفس حقَّاً، وتَهتزَّ لها المشاعر وتقف مشدوهةً، فجرأة واقدام موسى بن نصير وطارق بن زياد أمثلةً رائعةً للصبرِ حين البأس، وللجَلَدِ على أشدِّ المكروه، والتَمسّكِ بالعقيدة والسَّيفُ مُصْلَتٌ فوقَ الرؤوسِ، والثباتِ في مأزقٍ يَفرُّ فيه الشُّجاع. فقد أرسلَ موسى بن نُصير أحد قوّاده، طارق بن زياد بن عبدالله ومعه سبعة آلاف مقاتل أو عشرة، أكثرهم من البربر للاغارة على الأندلس، فأبحرَ طارقٌ بسفنه في بحر(الزقاق) وهو التسمية العربية القديمة، وسُميَّ بعد ذلك بمضيق جبل طارق، وأرسى سفنه عند صخرة الأسد التي حملت اسمه من ذلك الحين، فدُعيَت (جبل طارق). وهكذا نزل على أرض اسبانيا قومٌ بُسْلٌ أشدَّاء، تَلتهِب نفوسهم حماسةً لدينهم وعقيدتهم، وتَتأجَّج شوقاً الى ما في ذلك من مبتغى الأجر والاثابة عند الله تعالى في فتح اسبانيا الخصيبة وما فيها من خيراتٍ عميمةٍ، وهُم الذين تَدرَّبوا على السلاح منذ نعومة أظفارهم، وعاشوا في صحرائهم عيشةً خشنةً جافية. ثانيهما: أنَّ الفتوحات العربية الإسلامية قد استنزفت قوَّة العرب المسلمين، فقد وقعت أعباء الفتوحات الأُوَل على الشام والعراق ومصر على عاتق العرب وحدهم، وكان جلّهم من صحابة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، حيث عددهم في الأصل أقلّ بكثير من مستوى الفتوحات، وقد أُستُشهد منهم الكثير في معارك الفتوح الكبرى. غير أنَّهم كانوا مقاتلين أشدَّاء، صدورهم عامرة بالايمان وقوّة العزيمة والاقتحام والتحدي، من هنا فقد استخدمَ قادة الفتوح مجموعة من العوامل(الذاتية) والوسائل الجديدة للتعويض عن النقص العددي، ومن هذه الوسائل: كفاءة القادة، وقدرة التحمل والشجاعة الفائقة للمقاتلين كما قدَّمنا، اضافة الى التطبيق الصحيح لمباديء فن الحروب. ولقد لجؤوا الى زَجِّ المسلمين من غير العرب في أعمال الفتوح، وأشركوهم في حمل أعباء الرسالة. مع احتفاظهم بالقيادة والتوجيه الأعلى، لكنَّ موسى بن نُصَير اتَّبعَ أسلوباً جديداً، حيث كان مسرح الأعمال القتالية كبير الاتِّساع، في أفريقيا وكذلك الأندلس، عندها قام بتشكيل الجيوش كاملةً من سكان البلاد الأفارقة، من بربر وأمازيغ وتسليم قيادتها الى أبناء البلاد أنفسهم، وبحسب الروايات الأكثر وثوقاً كما سنرى لاحقاً، فقد كان طارق بن زياد هو القائد الأفريقي البربري، وكان جيشه أكثرهم من البربر، لكنَّ موسى بن نُصير جعل مع جيش طارق عدد لا يُستهان به من حفَظة القرآن لتعليم مَن هم مِن البربر القرآنَ وتعاليم الإسلام، وهذا يتنافى مع رأي المتحدِّث(المُخالِف) عن أنَّ جيش طارق بن زياد لا يفهمون ولا يفقهونَ من العربية شيئاً!. كان أسلوب موسى بن نصير في تكليف البربر من المسلمين بالفتح وتَعيين القادة منهم تجربةٌ رائدةٌ أخذت أبعاداً مهمة غير محدودة، فقد ساعدت على تحقيق التلاحم بين المسلمين من العرب والبربر، وخَلقَت المناخ الملائم للتفاهم المتبادل، وساهمت في تشكّل النسيج الاجتماعي القوي، وفي توثيق العُرى الخالدة بين أبناء الأمة الواحدة. ثالثهما: أنْ ليس غريباً على مَن كان أصله بربريَّاً، أن يكون بهذا المستوى من الوفاء والاخلاص للعقيدة والأمة، وقد أصبح جزءاً مهمَّاً وفاعلاً من هذه الأمة التي ظهرَ فيها نبيٌّ عربيٌّ شرع في طليعة القرن السابع الميلادي ينشر الإسلام، فلقيَت دعوته آذاناً صاغيةً واعيةً، وعظُم تأثيرها في قلوب العرب، فأثارت في طباعهم وأخلاقهم ثورة عنيفة شاملة، انتقلت فيما بعد الى مَن هُم مِن غير العرب، ومن هؤلاء البربر والأمازيغ. وقد يصعب علينا أن ندرك التأثير الشديد الذي بعثه هذا الدين القيِّم في قلوب العرب وغيرهم من الأقوام، ملكَ عليهم جميعاً شعورهم، وأجَّج في نفوسهم جذوةً عظيمة ليس لها مثيل، فقد حوَّلهم الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم في طُرفةِ عينٍ الى قومٍ مسلمينَ، وملأ قلوبهم بحماسة الشهداء. ولأنَّ الإسلامَ دينُ عبادةٍ، على هُدى وهَدي القرآن الكريم وهو نزل وكُتِبَت آياته بالحروف العربية، لذلك فليس العرب وحدهم مَن لسانهم عربياً يقرأون ويكتبون بالعربية ويفهمون معانيها، بل هناك عدد هائل من المسلمين في العالم مَن يشاركون العرب في لغتهم، لغة القرآن. فما المانع اذن أن يكون جيش طارق بن زياد الذي عبرَ معه الى اسبانيا يفهم العربية ولو سمعاً؟ فالإسلام ليس حكراً على العرب وحدهم، وتالياً لابدّ لمَن يُسلم أن يتعلَّم العربية، وإلَّا كيف يقرأ القرآن، ويتلو آياتٍ من الذكر الحكيم في صلاته؟ رابعهما:انَّ الأمة العربية شهدت أرضها اجتماعُ أعراقٍ ومِللٍ ونِحَل شتَّى، وتحاورت على أرضها الألسن منذ آلاف السنين. وليس بالضرورة أن يكون الانتماء للأمة من خلال العِرق وحده، فالانتماء الحقيقي الذي نعرفه هو أن يكون خالصاً للأمة، وأنَّ الولاء لها دون غيرها، فهُويَّة الأمة ، تجتمع وتنصهر في بوتقتها كل الأعراق، والأجناس وتجتمع في ظلّها كلّ الهُويات(الجزئية) أو الفرعية. تعبيراً عن التاريخ المشترك، والثقافة الواحدة، والتراث المشترك، والتقاليد الموروثة، والمصير الواحد اضافةً الى الدين. فكَم من أبناء الأمة من العرب قد خانوا أمتهم، فكان انتماؤهم الى الأجنبي، وليس الى أمتهم العربية، كما فعل ابن العلقمي اللعين وغيره كُثرُ، وكمّ من أبناء الأمة من غير العرب كانوا أوفياء لأمتهم فأصبحوا من رموزها التاريخيين كطارق بن زياد وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم كثيرٌ أيضاً، وكم من العلماء العرب وُلِدوا ونشأوا وعاشوا في بلاد الأعاجم لكنَّهم كانوا عرباً في انتمائهم وولائهم لأمتهم، كالرازي من ريّ، والفارابي من فاراب، والإمام البخاري من بخارى وآخرين. رأي المؤرِّخين العرب القدامى والمُحدثين اختلف المؤرخون العرب في نسَب طارق بن زياد، فهذا ابن خلدون يذكر أنَّ طارقاً هو عربيٌّ وينسبه الى بني ليث، وهي احدى قبائل كنانة، كما جاء في كتابه (العبَر وديوان المبتدأ والخبر) ج4،ص188. وكذلك رآى ابن خلكان في كتابه (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان)ج5،ص320، حيث ينسبه الى قبيلة الصدف الحضرمية اليمانية. أمَّا المؤرخون المُحدِثون فلهم رآيٌ آخر، فالمراكشي في كتابه(البيان المغرب في أخبار ملوك الأندلس والمغرب)ج2،ص11 يقول، قد أُختُلِف في نسبه، فالأكثرون على أنَّه بربري من نفزة، من بربر أفريقيا وهي تونس الحالية، وأنَّه كان مولى موسى بن نصير. ويرى حسين شُعيب في كتابه(طارق بن زياد فاتح الأندلس)، بأنَّ طارقاً بربري من جبال المغرب العالية. غير أنَّ المؤرخين اتفقوا على أنَّه مولى موسى بن نصير، وكان يثق به كثيراً، وعيَّنه والياً على مدينة طنجة، وبعدها أوكل اليه مهمَّة فتح اسبانيا، لأنَّه توسَّم فيه الشجاعة والعزيمة والاقدام والاخلاص، وجعل جيشه أكثرهم من البربر، لأنَّه يستطيع أن يؤثِّر فيهم ويأخذ بأيديهم الى النصر، كما جاء في كتاب شعيب أعلاه ص11. وهناك مؤشرات تدلّ على أنَّ طارق بن زياد هو عربي ولم يكن بربري، منها: أنَّ الاسم الثلاثي يدل على عروبته، فهو:طارق بن زياد بن عبدالله، كما ورد في أغلب المصادر التاريخية، والمعروف أنَّ العرب يعتمدون الاسم الثلاثي، عكس البربر، علاوةً على أنَّ اسمَي (طارق) و(عبدالله) هما من الأسماء العربية. ومنها أيضاً: أنَّ موسى بن نصير كان قد عيَّنه والياً على طنجة، والمعروف عن الخلفاء الأمويين أنَّهم لم يوَّلوا غير العرب. وممَّا يُذكر هنا أنَّ طارقاً رجع الى الشام ومكث فيها حتى توفي سنة 101هجرية، وهذا دليل اعتبره المؤرخون على أنَّه عربي، فلو كان بربرياً لرجع الى ديار أهله وقومه، مع أنَّنا نراه دليلاً على صدق انتمائه للأمة، فأهله وناسه هم ليسوا قبيلته (البربرية) ان كان بربرياً بل كل أبناء الأمة. وكان طارقٌ فصيحاً في لسانه، تَربّى في أحضان الإسلام وعلى هدى القرآن، وأصبح كما المسلمون الآخرون أصحاب رسالة خالدة صنعت منهم أبطالاً فقدَّموا في سبيل أمتهم العربية والإسلامية الغالي والنفيس، فالعقيدة الإسلامية السَمحة قد صهرتهم عرباً أو من أعراقٍ أخرى كما جاء عند علي الصلابي في كتابه(الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار)ج2،ص83. لقد وُلِد طارقٌ في عام 50 للهجرة، ووليَّ طنجة عام89 هجرية، وقام بفتح الأندلس في العام92 هجرية، وكانت وفاته في بلاد الشام عام101هجرية. ونضع ملاحظة مهمة هنا وهي أنَّ طارقاً لم يكن هو مَن أسلم أولاً، بل جدّه ووالده الذي يكون قد انتقل الى المشرق العربي، وهناك نشأ طارقٌ في بيئةٍ عربيةٍ ثم جُنِّد في جيش موسى بن نصير، وجاء معه الى المغرب. من هنا وجدنا خطبته واضحة المعنى، بليغة في مفرداتها، عندما تقابل جيشه مع جيش (القوط) في اسبانيا التي مطلعها: أيُّها الناس أينَ المَفرّ؟! والبحرُ من ورائكم والعدو أمامكم، فليس لكم والله الَّا الصدق والصبر....الى آخر الخطبة. أمَّا في موضوعة حرق السفن، فقد وردت عند مؤرِّخَين أو ثلاثة فقط وهما: الشريف الادريسي في كتابه (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)، ومحمد الحميري في كتابه(الروض المعطار في خبر الأقطار). وفي الختام نتوجه الى مَن يطعن فيما كتبه المؤرخون العرب، وما تَتناقله أجيال الأمة من مآثر وبطولات قادتها العرب، ومنهم المُتحِّث صاحب الشأن في ردِّنا هذا فنقول له: أنَّ ما جئتَ به من حديثٍ عارٍ عن الصحة، شاذّ عن المألوف، غريب عن الموروث الحَسن، انَّما يدل على خروجٍ عن القاعدة التي تعارفنا عليها والتي نبَّهنا تبارك وتعالى اليها في قوله سبحانه:(ولا تقفُ ما ليسَ لكَ بهِ علمٌ انَّ السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلّ أولئكَ كانَ عنهُ مسؤولاً) الاسراء36. وأنَّ هناك قاعدةٌ منطقية تقول:"عدم معرفتك بالشيء لا تعني عدم وجوده"، فكما الاثباتُ يحتاج الى دليلٍ، كما قدَّمناه بشكلٍ مُختَصرٍ ومُبَسَطٍ، فكذلك النَفي يحتاج الى دليل، فأين دليلك ممَّا تقول؟!، ويبدو أنَّ البعض من الناس في أيّ مستوىً علمي كان تَستَهويه الشهرة، ويطمح الى المخالفة في قضايا مفروغٌ من حقيقتها ولا جدال فيها، تطبيقاً للمثَل الشعبي القائل"خالِف تُعرَف". وإلَّا ما الضير في نسَب طارق إن كان عربياً أم بربرياً أليس هو الإبن البَّار لهذه الأمة، ومن أبطال فتوحها؟، وما المشكلة في خطبته، وهي تدلّ على الايمان والجرأة والشجاعة والاقدام والاخلاص للأمة وعقيدتها؟ ولِمَ كلّ هذا الصخب والتهليل والتهويم في تاريخنا العربي المشرق والمشرِّف؟ ما كلّ هذه الفورة والتكذيب والسخرية التي لاداعٍ لها، وما الهدف من كل ذلك؟ هل ينفع الأمة في شيء؟ أم هو تحريض أبناء الأمة من الجيل الصاعد على الشكِّ والتشكيك في تاريخهم العربي، وفي مآثر وبطولات وانجازات أجداهم العظام من القادة التاريخيين؟ وجعله عرضة للطعن دون مسوّغ مقبول. انَّ الشمسَ لا تُحجَب بغربال أيُّها السيِّد، فالصورة المشرقة لأبطال الأمة لن تُمحى أو تُشطَب من صفحات التاريخ، رضيت أم أبيت، لأنَّ التاريخ تصنعه الشعوب، وهو ملكها ولن يستطيع كائناً مَن كان أن يُشوّه أو يُحَرِّف هذا التاريخ، فهو عَصِيٌّ عن أن تَمرّ عليه مِمحاتك لتَمسَح أسطره التي كُتِبَت بأحرفٍ من نور، وستبقى زاهية متلألئة ما حيِّينا بإذنه تعالى، والحمدلله ربّ العالمين.. رابط حديث محمد رجاء فرحات: https://fb.watch/iamitxeqG-/