الجيش الحالي...أين الثرى من الثريا زينب علي الجيش في الدولة المدنية هو مؤسسة سيادية كغيرها من المؤسسات السيادية الأخرى كالبرلمان والقضاء ورئاسة الدولة. والجيش عنصر من عناصر القوة السيادية التي يتكون منها ركن (السيادة) أحد أركان الدولة السيادية الثلاثة، أي أن الجيش أداة من أدوات الدولة السيادية، ويمارس المهام المقررة له دستورياً، المحددة بحفظ كيان الوطن وسيادة الدولة من الأخطار، وهو جيش محترف، ويعتمد الكفاءة في العمل العسكري، هكذا كان الجيش العراقي في العهد الوطني، فعمل الجيش العراقي على حماية الوطن من الاعتداء الخارجي والمحافظة على الحدود البرية والمياه الإقليمية والمجال الجوي، في الحرب معروفة مهام الجيش. الجيش العراقي واحد من أفضل جيوش العالم لتعلم المهارات العسكرية، إنه مؤسسة منضبطة للغاية ويعرفون كيف يغرسون مثل هذه الصفات في جنودهم وخصوصاً الانضباط، والانضباط هو القدرة على اتباع التعليمات أثناء تنفيذ المهمة، أما المهارة الأخرى هي العمل الجماعي أي العمل بروح الفريق حيث يفهم الجنود أن حياة كل عضو في الفريق تعتمد على مدى جودة أداء كل شخص لجزء من مهمة العمل. وتشمل المهارات الأخرى الدقة والمساءلة والقيادة ومهارات الاتصال. وتميز الجيش العراقي بإعطاء منح دراسية لدرجة الماجستير والدكتوراه في مختلف المجالات وهي ممولة بالكامل. أما في السلم فيساعد الجيش في منع وقوع الحرب، كما يمد العون للمدنيين عند حدوث الكوارث والفيضانات وغيرها. هذا الجيش العراقي الشجاع. بعد الاحتلال الامريكي الغاشم على العراق، تم حل الجيش العراقي الباسل وبعد عشرين سنة والعراق يعاني من هذا المأزق، فالجيش الذي شكل بعد الاحتلال يعاني من نزاعات داخلية، فهو خليط غير متجانس، وعندما نقارن التحديات والمخاطر بالقدرات العسكرية الحالية تبدوا المسافة الكبيرة التي ينبغي على العراق قطعها حتى يضمن أمنه بيده فلا تتوفر القدرة القتالية ولا القوة القتالية إضافة إلى تهريب الأسلحة إلى إيران فضلاً عن تدمير منشآت التصنيع العسكري وسرقة وتهريب محتوياتها لا سيما أن بعضها يحتوي على مكائن ومعدات تصنيع متطورة جداً نقلت إلى إيران. أما الجيش الحالي فلا يمكن تسميته بالجيش العراقي لأنه يتكون من كل من هب ودب ومن الصعاليك وذيول إيران، وأما ضباط الدمج الذين لا يفقهون شيئا عن العسكرية وهيبتها ومنحوا رتب ومناصب حساسة لم يكونوا مؤهلين لها إذ كان أغلبهم لا يمتلكون أية خبرة عسكرية وقد أطلق عليهم تسمية (ضباط الدمج) لوصف المفارقة بين مؤهلاتهم ورتبهم. وقد نمت لهذا السبب وغيره ظاهرة الفساد الإداري والمالي في صفوف المؤسسة العسكرية وقد أسهم في إضعاف الجيش المهمة التي أنيطت به والتي لا تتعدى مهام الشرطة وقوى الأمن الداخلي، بل لم يستطع تأديتها بكفاءة بسبب سوء التخطيط والفساد المستشري في أوساطه. ومن هنا أن الحكومات المتعاقبة العميلة تسير ببطء لبناء الجيش ترضية لإيران والكيان الصهيوني وأن يكون الجيش الجديد غير مستند على التراث العسكري العراقي الأصيل أي منقطع الجذور عن ذلك الميراث، إضافة إلى المحاصصة داخل الجيش أدت إلى إضعافه أكثر فأكثر. إن الأمريكيين والإيرانيين أرادوا أن تظل القدرة القتالية العراقية عاجزة عن الاستجابة لتهديدات يختلف شركاء العملية السياسية في تحديد أولوياتها. فالجيش العراقي الحالي ضعيف في قدرته القتالية ولن يكن قادراً على حماية حدوده. الجيش الحالي أين الثرى من الثريا.