ثوابت البعث أمام متغيرات الماسونية الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق أتذكر خلال سنوات الدراسة في بريطانيا أن دولتنا الوطنية قد أوصتنا بعدم التعامل مع بنك بريطاني اسمه باركليز لأنه صهيوني، وعدم التبضع من محلات ماركس أند سبنسر لأن مالكها يهودي وممول لعصابات الصهيونية التي تحتل فلسطين وتقتل شعبها. وعندما وصلنا لندن تلقينا بعض المعلومات والتوجيهات من زملائنا هناك من بينها أن تمسك السكين باليد اليمين والشوكة باليد اليسار عند تناولك الغذاء في المطاعم البريطانية والأهم من هذا كله أن لا تثير الشكوك حولك بتقبيل أخ أو صديق يلاقيك في الشارع لأن تقبيلك له في وجهه يعتبر عند الإنجليز علامة من علامات الشذوذ أجارنا وأجاركم الله. الآن بريطانيا تتبنى المثلية وتحمي حقوق الشواذ !!! عند التوقف على حافة هذا الموضوع دون خوض في تفاصيله تبرز أمامنا عدة تساؤلات أهمها: هل إن هذا التغيير السلوكي الخطير في المجتمع البريطاني وقبله الألماني ومعه الأمريكي على سبيل المثال لا الحصر هو مذهب من مذاهب التطور؟ الذي دعانا لذكر هذه المقدمة هو الدعوات التي نسمعها عن التجديد والحداثة والتطور في ثوابت عروبتنا وإيماننا، والتي يتحمس لها البعض وتمولها جهات عديد. ومن حقنا أن نربط بين تحول المثلية في أمريكا والغرب إلى قوانين لما يسمى بحقوق الإنسان وبين دعوات مشبوهة تطالب البعث بتغيير عقيدته القومية الوحدوية التحررية الاشتراكية. البعض يطالبنا بالانضمام للعملية السياسية الأمريكية الإيرانية البريطانية الماسونية في العراق تحت ذريعة أن السياسة لا تعرف معنى الثوابت. والبعض يطالبنا بمغادرة منهج تحرير العراق لأن الأمر الواقع الراهن يستبعد احتمالية تحقيق هذا التحرير دون أن يتوقف هؤلاء عند حقيقة أن ثورات الشعوب لا تحسب بعلاقات الجمع والضرب والقسمة بل هي متغير اجتماعي أخلاقي سياسي اقتصادي ممكن أن يحصل في أية لحظة، لأن جمر الثورات عادة ما يبقى متقداً تحت الرماد لا يراه غير الثوار. ثوابتنا غير قابلة للمحاكمة ولا للتغيير: الوحدة العربية ثابت حتى تتحقق. الحرية ثابت حتى ننالها كاملة غير منقوصة. الاشتراكية ليست نظرية بل هي منهج للعيش الكريم الناتج عن تطور وتقدم بلادنا وهي ثابت لن نغادره إلا بالمقدار الذي تنتجه بحوثنا ودراساتنا العلمية الاقتصادية التي تحسن من نوع الاشتراكية ومديات ممازجتها مع أنظمة حياتية متطورة أخرى تتلاءم مع بيئتنا الوطنية والقومية الإنسانية. لسنا تجار سياسة، بل نحن عشاق وطن وأمة، ولا نؤمن بالسياسة التي تحولنا إلى بشر بلا مبادئ.